عودة تدريجية تأخذ في الحسبان متطلبات تفشي الوباء ** تبون يأمر بإجراء إصلاحات عميقة على الخدمات الجامعية *س. إبراهيم* أكد مجلس الوزراء المنعقد يوم الأحد تحت رئاسة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على العودة التدريجية إلى مقاعد الدراسة في الجامعة مع الاخذ في الحسبان توفير كافة الشروط الصحية في هذا الظرف المتميز بانتشار جائحة كورونا (كوفيد-19). وبالمناسبة أسدى رئيس الجمهورية تعليمات إلى الوزراء المعنيين داعيا إلى الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الاستئناف التدريجي للدروس تماشيا مع متطلبات الوضع الصحي وتطوره في الميدان حسب ما أفاد به البيان الذي نشر عقب أشغال المجلس. وكان قطاع التعليم العالي والبحث العلمي اعتمد جملة من التدابير الوقائية في شكل مشروع بروتوكول خاص وذلك بغرض إنهاء الموسم الجامعي الحالي 2019-2020 وتحضير الدخول المقبل 2020-2021 في ظروف مقبولة في ظل انتشار وباء كورونا. وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان عقد عدة لقاءات مع ممثلي نقابات عمال القطاع والتنظيمات الطلابية والأساتذة الجامعيين للاستماع إلى مقترحاتهم بشأن مشروع بروتوكول استئناف النشاطات البيداغوجية والإدارية والخدماتية الذي تم إعداده بالتنسيق مع وزارة الصحة. ويشرح هذا البروتوكول الذي يمس الجوانب البيداغوجية والصحية والخدماتية النقاط التي يجب على رؤساء المؤسسات الجامعية التركيز عليها لتنظيم استئناف النشاطات الجامعية في مختلف جوانبها (تقييم ومسابقات وامتحانات) في سياق متميز بجائحة فيروس كورونا. وحسب هذا البروتوكول فإن رؤساء المؤسسات مؤهلون لتقدير وتقييم الوضع الخاص بمؤسساتهم واتخاذ الإجراءات الملائمة وهذا اعتمادا على نمط عملياتي وأيضا من خلال التشاور مع المسؤولين البيداغوجيين ومسؤولي الخدمات الجامعية وبدعم من السلطات المحلية. وتقترح الوزارة تنظيم التعليم عن بعد (دروس وأعمال موجهة) لاستكمال السنة الدراسية الحالية والتعليم بالنمط الجزئي عندما تسمح الظروف بذلك فضلا عن تقليص مدة التدريس (ساعة واحدة للدروس وساعة واحدة للأعمال الموجهة وساعتان للأعمال التطبيقية). وفيما يتعلق بالنقل تم اقتراح نقل 25 طالبا كحد أقصى بكل حافلة تضمن عدة رحلات يوميا إلى غاية الساعة السادسة مساء كما تضع الخدمات الجامعية أزيد من 6 ألاف حافلة تحت تصرف الطلبة. وبخصوص التسجيلات الإدارية لحاملي شهادة البكالوريا الجدد فإن البروتوكول يقترح إجراء خاصا بالتسجيل عن بعد. وبشأن التدابير الصحية توصي الوزارة بأخذ درجة الحرارة عند مدخل الجامعة وارتداء القناع الإجباري وتوفير معقم اليدين. الرئيس يشدّد على إجراء إصلاحات عميقة على الخدمات الجامعية شدد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على ضرورة إجراء إصلاحات عميقة على المنظومة الجامعية في جوانبها المتصلة بالنقل والإيواء وكذا فتح التكوين في ما بعد التدرج للراغبين في ذلك مع تأكيده على وجوب التوجه نحو استقلالية الجامعات وتفتحها على العالم. وكان الملف الجامعي في صلب الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء حيث وجه رئيس الجمهورية وزارة التعليم العالي لإجراء إصلاحات هيكلية وعميقة للقطاع وذلك في الآجال القريبة وضمن أوسع إطار تشاوري ممكن يشمل التفكير الشامل لإصلاح منظومة الخدمات الجامعية مثلما أورده بيان لرئاسة الجمهورية. وتمر هذه الإصلاحات المنشودة عبر عقلنة النفقات وتحسين الخدمات المقدمة للطلبة من الإيواء إلى النقل. وفي هذا الإطار أبرز الرئيس تبون الحاجة إلى مراجعة نظام النقل الجامعي وتصور حلول جديدة ترمي إلى اجتناب الاحتكار وتشجيع روح المنافسة. وعلى صعيد آخر يتعلق بالجانب البيداغوجي شدد رئيس الجمهورية مجددا على ضرورة فتح التكوين في الماستر والدكتوراه أمام كل الطلبة الراغبين في استكمال مسارهم الجامعي وهذا دون أي انتقاء مسبق. ويرى الرئيس تبون بهذا الخصوص أن اللجوء للتعليم عن بعد قد يشكل حلا مناسبا إذا ما تم دعمه بالوسائل التكنولوجية والأقمار الصناعية الوطنية. وفي هذا الشأن ذكر بالأهمية التي يوليها لربط الجامعة بالاقتصاد الحقيقي مع امكانية توفير خدمة فعلية لصالح مختلف مكوناتها. جعل مدينة سيدي عبد الله قطبا تكنولوجيا صرفا وفي تعقيبه على ضعف نسبة الشعب العلمية الجامعية أمر رئيس الجمهورية بجعل مدينة سيدي عبد الله قطبا تكنولوجيا صرفا ملحا في ذات الوقت على أهمية تطوير منظومة المدارس العليا بالجزائر. كما ذكر من جهة أخرى بوجوب الذهاب إلى استقلالية الجامعات وتفتحها على العالم الأمر الذي سيمكنها من تطوير التبادل بين الأساتذة وكذلك الطلبة في إطار عمليات التوأمة المبرمة مع نظيراتها في الخارج في ظل تعاون يعود بالفائدة على الطرفين. يذكر أن ملف التعليم العالي كان قد شكل أحد نقاط جدول أعمال هذا الاجتماع المنعقد عبر تقنية التواصل المرئي والذي تمت خلاله دراسة مسألة إنهاء السنة الجامعية (2019 -2020) والتحضير للدخول الجامعي (2020 -2021) حيث اطلع المجلس على عرض قدمه وزير التعليم العالي والبحث العلمي حول التحضير للدخول الجامعي المقبل وكيفيات استكمال السنة الجامعية الحالية. وفي هذا الإطار أسدى رئيس الجمهورية تعليمات دقيقة مؤكدا على ضرورة الفصل بين تدابير إنهاء السنة الجامعية وتلك المتعلقة بالدخول الجامعي المقبل وذلك دفعا لأي التباس. وفي ذات الشأن أوعز للوزير الأول بتسجيل هذه المسألة في جدول أعمال مجلس الحكومة المقبل قصد المصادقة على البرنامج المعتمد في الاجتماع القادم لمجلس الوزراء داعيا إلى الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الاستئناف التدريجي للدروس تماشيا مع متطلبات الوضع الصحي التي يفرضها وباء كوفيد-19 وتطوره في الميدان.