" نريد أم درمان ثالثة والفوز على الأمريكان" عادت الأفراح من جديد لتصنع أجواء الابتهاج بالشارع الجزائري الذي كان جد متأثرا بالخسارة التي مني بها الفريق الوطني أمام المقابلة الافتتاحية ضد المنتخب السلوفيني وذلك بعد تعادله بطعم الفوز ليلة أمس الأول أمام أحد أقوى المنتخبات العالمية المرشحة للعب الأدوار الأولى في نهائي المونديال وهو منتخب الانجليز الذي قُهر واعترف بالأداء الجيد للأفناك الذين لعبوا على طريقة ملحمة أم درمان حتى أن الكثيرين شبهوا اللقاء بمعركة الجزائر التي كانت قدوتهم خاصة وأن أغلب اللاعبين زادهم الحماس والإصرار على التصدي للانجليز بعد مشاهدتهم لفيلم »معركة الجزائر«. وبهذا اللعب المتألق والممتاز الذي أظهره محاربو الصحراء أمام أقوى وأشهر المنتخبات العالمية، يكون بذلك هؤلاء قد وجهوا رسالة قوية في الميدان لكل منتقديهم من عرب أو أجانب خاصة منهم المصريين والفرنسيين وصحافتهم التي بمجرد فوز المنتخب السلوفيني على نظيره الجزائري لتنطلق بعدها مختلف الشتائم والاستهزاءات التي لا قيمة لها سوى للاستفزاز والاستصغار بمنتخب الجزائري الشاب الذي تتقدم جهوده وأداءه من مباراة لأخرى كانت آخرها مع فريق أبناء كابيلو الذي أحرج بروعة أداء ممثل العرب الوحيد الذي كان بمثابة الصخرة التي لا تقهر. الشارع الجزائري يتنفس من جديد عادت أجواء الفرحة والابتهاج من جديد إلى الشارع الجزائري بعد التعادل الذي مني به محاربو الصحراء أمام الانجليز بطعم الانتصار نظرا للأداء المميز واللعب على طريفة الكبار التي أظهرها رفقاء عنتر يحيى، بحيث وفور إطلاق صفارة الحكم إشارة انتهاء المباراة بين الفريقين، خرج الآلاف من المناصرين إلى الشارع عبر ربوع الوطن للتعبير عن فرحة اللقاء الذي مني بالتعادل بطعم الانتصار كون الفريق كان من بين أكبر المرشحين للفوز بالأدوار الأولى في نهائي المونديال هذا إلى جانب الأداء المميز الذي ظهر به المنتخب الجزائري حتى أن هناك من شبه الواقعة بملحمة أم درمان التي فاز فيها »الأفناك« على فريق الفراعنة في التصفيات الأخيرة لكأس العالم، وبهذا الانتصار تكون الجزائر قد استرجعت فرحتها بعدما تنفست الصعداء على أمل اللعب بنفس الحماس والقوة أمام المنتخب الأمريكي يوم الأربعاء المقبل لتكتمل فرحة الجزائريين التي تعالت فيها الزغاريد بمجرد الانتهاء من لقاء انجلترا في حين أشعل السائقون منبّهات السيارات والأهازيج ولم تنم كل الجزائر تعبيرا عن الفرحة العارمة التي يبقى بطل أفراحها العلم الجزائري الذي لا زال يرفرف فوق أسطح وشرفات كل بيت جزائري. "الخضر" يشرّفون العرب ويردون على منتقديهم بهذا التعادل الانتصاري والأسطوري في حياة الكرة الجزائرية والعربية والذي فاجأ به أشبال سعدان روني ورفقاءه، يكون بذلك قد وضع محاربو الصحراء أيديهم على أفواه وأبواق كل منتقديهم من عرب وأجانب الذين وبمجرد الخسارة غير المستحقة التي مني بها الأفناك أمام سلوفينيا إلا وبدأت مع نهاية المباراة الاستفزازات المباشرة وغير المباشرة من أقلام وأفواه وأبواق دول عربية وشقيقة غنية عن التعريف لا لشيء سوى للشماتة وإفشاء الغليل المدسوس بداخلهم كون المنتخب الجزائري حرمهم من المشاركة في المونديال الذي كان من بين أهم أحلامهم المتبخرة، وأهم ما أضافه محاربو الصحراء في هذه المباراة بالتحديد هو إظهار قوته وجدارته ووجوده المستحق على أي فريق عربي آخر خاصة الفراعنة الذين انهزموا في اللقاء الودي مع الانجليز بثلاثية كاملة وهي الكرات التي لم تهز شباك المنتخب الجزائري خاصة وأن براعة الحارس مبولحي جاوزت كل الشكوك التي كانت تدور حوله، وبهذا اللعب المتألق والأداء الرائع يكون المنتخب الجزائري قد مثّل العرب أحسن تمثيل وشرفوهم دون تمييز من الخليج إلى المحيط، حتى أولئك الذين لم يتجرعوا الخسارة التي تلقوها بأم درمان بالرغم من مرور عليها أكثر من نصف سنة وأصبحت في خبر كان، حتى أن اللعب المميز للخضر هذا جعل من بعض الأبواق الأجنبية تعترف ب»الأفناك« وخير دليل على ذلك ما تناقلته الصحف الفرنسية اليوم الموالي من المباراة وحتى الصحف الانجليزية التي أشادت بالأداء الجيد للخضر في حين قيّمت أداء الانجليز بالشاحب والذي لا يبعث على الارتياح في مشوارها في هذا المونديال. "نريد أم درمان ثالثة والفوز على الأمريكان" »نريد أم درمان ثالثة والفوز على الأمريكان« هي العبارة التي يرددها أنصار المنتخب الجزائري الذين يأملون في الفوز على المنتخب الأمريكي يوم الأربعاء المقبل كي تكتمل الفرحة وتعيش الجزائر عرسا حقيقيا لتخطيها إلى الدور الثاني الذي يبقى من بين أهم ما يتطلع إليه الفريق الوطني الذي يدرك حقيقة صعوبة المباراة غير أنه يؤمن بأن كل شيء وارد في الساحرة المستديرة التي أقلبت كل موازين اللعب في هذا المونديال الذي سمي بمونديال المفاجآت لما ما شاهده الجمهور من مقابلات وفوز فرق لم تكن على الحسبان على أقوى الفرق العالمية المرشحة بنيل أحسن الترتيبات في نهائي الكأس مثلما حدث من تعثرات للفريق الإسباني والفرنسي والألماني وغيرهما من الفرق في حين ظهرت فرق أخرى لم تكن في الحسبان على أنها الأقوى في هذا المونديال شأن منتخب صربيا وهو الأمر الذي جعل كل من لاعبي الفريق الوطني وأنصاره الجزم على أنه في كرة القدم كل شيء ممكن، فإذا لعب محاربو الصحراء بالحماس نفسه والطريقة ذاتها التي لعبوا بها أمام الانجليز ومصر في ال18 من نوفمبر الماضي، أمام الأمريكان كذلك يمكن قهرهم والفوز عليهم وبالتالي تخطي العقبات للمرور إلى الدور الثاني ونسيان الهزيمة غير المقنعة التي واجهتهم أمام أول منتخب في الدور الأول وهو سلوفينيا التي انتزعت منهم نقاط بسهولة لم يهضمها اللاعبون الذين هم اليوم أكثر عزما على تشريف الألوان الوطنية والعربية لترفرف عاليا في سماء جنوب إفريقيا رفقة أكبر المنتخبات العالمية.