مرّة أخرى أجد نفسي أكتب وسأظلّ أكتب وأكتب بخصوص قدوم المدرّب البوسني خليلوزيتش لتولّي مهمّة تدريب منتخبنا الوطني، فمع احتراماتي لسجِّل هذا المدرّب إلاّ أن الواقع المزري الذي تمرّ به لا يكمن في كرتنا، بل في طريقة تسيير (الجلد المنفوخ) في بلادنا، ما يجعلني أكتب ولن أتوقّف عن الكتابة طالما أن رؤوس التسيير في (الفاف) لا أحد تغيّر، فالجميع حافظ على منصبه بالرغم من السقوط المدوّي لمنتخبنا الوطني الأوّل لكرة القدم مؤخّرا في مدينة مراكش أمام (أسود الأطلس) برباعية كاملة دون مقابل· ففي نظري الخاص أن دواء (الخضر) من الداء الذي ألمّ به منذ مشاركته في المونديال الأخير، بل منذ تفوّقه التاريخي على المنتخب المصري في مدينة أم درمان السودانية في اللّقاء الفاصل لبلوغ كأس العالم الأخير يكمن في الطريقة (العرجاء) والنظرة (الضيّقة) و(حبّ) المصلحة الذاتية على حساب المصلحة الوطنية، كلّها عوامل اجتمعت في قالب واحد دفع ثمنها زملاء زيّاني أمام المغرب برباعية كاملة كما يعلم حتى من هو الآن في بطن أمّه· أعود وأقول مرحبا بالبوسني خليلوزيتش، لكن إلى متى يبقى أصحاب القرار في قصر دالي إبراهيم يتحكّمون كما يحلو لهم في دواليب تسيير كرتنا وفق أهوائهم؟ هل نظر هؤلاء وفي مقدّمتهم رئيسهم الأوّل في تلك الملايير التي سيدفعها من أموال (شعيب الخديم) إلى خليفة بن شيخة؟ قد يشاطرني الكثيرون إذا قلت إن مشكلة منتخبنا الوطني ليس في هوّية المدرّب أو جنسيته أو مستواه التدريبي، بل في طريقة التسيير، وإلى أن يحدث انقلاب كلّي في هرم التسيير لن تقوم قائمة لمنتخبنا الوطني، وأنتظر مهازل أخرى أكثر من تلك التي أبكتني وأبكت الملايين من الجزائريين عقب الخسارة (المذلّة) التي ألحقها بنا المنتخب الجار (المغرب) الشقيق.