يزداد استهلاك المواطنين للمياه خلال فصل الصيف، وكثيرون يقتنون قارورات المياه المعدنية البلاستيكية الصغيرة أو الكبيرة الحجم، ويعيدون استعمالها مرات كثيرة ومتعددة، وقد لا يقوم البعض باستبدالها على مدى فترات طويلة، وان كانوا يحرصون على غسلها وتنظيفها بماء الجافيل والصابون في كل مرة قبل تعبئتها ووضعها في الثلاجة، ومع ذلك فان هنالك الكثير من الدراسات التي تحذر من استعمال قارورات المياه البلاستيكية مرات كثيرة، وتنصح بتجنب ذلك. حيث أثبتت دراسات علمية أجريت مؤخرا أن القارورة المصنّعة من مادة البلاستيك، التي يطلق عليها البوليثلين، تحتوي على عناصر مسرطنة، تدعى deha. وأوضحت الدراسة أن قوارير المياه البلاستكية، والعبوات البلاستيكية الأخرى، التي تستخدم في المشروبات الغازية والعصائر والألبان ونحوها، تكون آمنة لدى استخدامها لمرة واحدة فقط، وإذا ما اضطر الشخص للاحتفاظ بها، فيجب أن لا يتعدى ذلك بضعة أيام أو أسبوع على أبعد تقدير، مع الانتباه لإبعادها عن أية مصادر حرارية. وقال قسم علوم الصحة بجامعة شيغا للعلوم الطبية في اليابان، الذي نشر الدراسة، إن إعادة غسل القارورة وتنظيفها، يسبب تحلل المواد المسرطنة، وتسربها إلى المياه التي نشربها. ونصح القسم في دراسته باستخدام القوارير الزجاجية، وتلك الصالحة لعدة استخدامات، لتفادي أية آثار محتملة. وذكر التقرير أيضا انه ينبغي الانتباه إلى رسم المثلث أسفل أي قارورة بلاستيكية، وهو يشير إلى إعادة تدوير هذا المنتج، ثم في داخل المثلث يوجد أرقام حيث أن الأرقام من واحد إلى أقل من خمسة خطرة، ولا يجوز استخدامُ القارورة البلاستيكية إلا مرة واحدة فقط. أما الأرقام التي من الخمسة إلى فوق، فيمكن إعادة استخدام القارورة البلاستيكية، وهي الأرقام الموجودة في القوارير الكبيرة ذات سعة 20 لتر، التي تستخدم في المنازل للشرب، حيث يتم غسلها لتعبئتها، لأن الأرقام المشار في قاع القارورة من خمسة فأكثر، إما 7 أو 8، وهذه لا غبار عليها، يقول القائمون على الدراسة. وتوضع هذه الأرقام أيضا لسبب آخر، هو أنها تشير إلى عدد مرات إعادة تدوير هذا النوع من البلاستيك، على أن يعاد تدويرها لاستخدام غير الاستخدام الأول، مثل لو كانت القارورة تستخدم في أول تصنيع لها للماء، وكان الرقم المكتوب رقم 2 مثلا، فيعاد تدويرُها، لكن لا تستخدم لنفس الغرض في التغذية إما يعاد تدويرها لاستخدامات أخرى مثل الجلود مقابض أو مواسير... الخ من الاستخدامات. كما توجد أسفل المثلث أحرف انجليزية، تشير إلى المادة المصنعة منها هذه العبوة، مثل Pp، تعني بولي بروبلين، أو بولي إثيلين...الخ. وعليه فعلى المواطن إدراك مثل هذه المعلومات الصحية والعلمية الهامة، حفاظا على صحته وسلامته وسلامة أسرته، من مختلف الأمراض التي أضحت تنتشر في عالمنا اليوم انتشارا سريعا، دون أن تكون الأسباب في معظم الأحيان واضحة.