فتحت جمعية 8 ماي 45 النار على البرلمان بغرفتيه، مستنكرة صمته إزاء الإهانات الفرنسية المتكررة بحق الجزائر وجاء في بيان الجمعية ما يلي: أخيرا، ظهر أن النداء المتواصل للأمينة العامة لحزب العمال بخصوص حل البرلمان صحيح ومبرر بالنظر إلى حماقاته وعدم تناغمه، خصوصا أغلبيته التي تقرر مستقبله القريب، إنه أفقر وأضعف برلمان منذ الوفود المالية، تلك التي قبل 1962 كانت تملك السبب والأعذار لتدعونا وتعاملنا ك (إندجينا) ولكن نوابنا اليوم، الذين يعبرون عن (الإندجينا) أكثر ضررا من أولئك!! من غير كره للأجانب، ولا تمييز عنصري، ولا ضغينة تجاه الشعب الفرنسي المتعلق بقيم الحرية، المساواة والأخوة، نستشف افتراض وجود تعاقد وولاء غداة تكريس نصب تذكاري لرموز الثورة الفرنسية، الذي هو بمثابة شتيمة للجزائريين تضاف إلى قائمة ساركوزي الطويلة ومبعوثيه المستقبلين بحفاوة، والقادمين ليعلّمونا كيف نعيش وكيف نسير شؤوننا!! إن العائلة الثورية الموصوفة بأنها متطرفة، ورجعية ولا تفكر في المستقبل، وتنظر في المرآة العاكسة، لا تقوم هي والشعب الجزائري إلا بالدفاع عن الذاكرة الجماعية بدافع من واجب قول الحقيقة، عندما تلمس امتناع المستعمر الفرنسي عن الاعتراف بجرائمه المرتكبة في الجزائر طيلة 132 سنة تحت صمت وبتواطؤ مسؤولينا· إن موكب الشخصيات الموفدة من قبل ساركوزي، قد وجدت راحة في مسعاها بفضل الحكومة التي وفرتها لها، وظفرت ب 30% من المخطط الخماسي الذي أعلنه الرئيس بوتفليقة، الذي لا يصب إلا في صالح الأغنياء، لأن قانون المالية التكميلي الذي بزعمهم جاء ليتضامن مع الشعب الشهيد، يمنحه- كمكافأة- إمكانية اقتناء الملابس الرثة المستعملة، وذلك ليحسن من وضعه المعيشي!! فها هي هدية أخرى- إذن يهديها برلمانيونا - بلا حياء- لمنتخبيه وذلك قبل اختتام السنة التشريعية الأفقر في تاريخ البرلمان الجزائري!! إن تاريخ اختتام هذه الدورة الربيعية 2011، المزمع يوم 14 جويلية، هو وصمة عار، لأنه يوافق عيد استقلال فرنسا الاستعمارية، فلماذا إذن لا تذهب غرفتا البرلمان الجزائري للاحتفال به في قصر الإليزيه بجانب ساركوزي ووزرائه؟ حقا، إن هذا لهو تكريس الاستدمار! إن النظام الداخلي للبرلمان لا يضع أي حد لتاريخ اختتام دوراته، ولا يتقرر ذلك إلا عن طريق المكتب، وذلك بالنظر إلى جدول النصوص المدروسة والمزمع دراستها، إذن فواضح أنه كان بالإمكان اختيار التاريخ ما بين 15 و 30 جويلية كتاريخ لاختتام الدورة، فلماذا يختار- إذن- 14 جويلية، كتاريخ يزعج ويغضب الشعب الجزائري الذي أغضبه من قبل رفض البرلمان تمرير مشروع قانون تجريم الاستعمار؟ فهل يعد هذا إعلانا لتبعية الجزائرلفرنسا؟ أم هو تعبير آخر للولاء لها؟ إن هذا مدعاة للشك في وطنية وجزائرية هؤلاء الممثلين، وإن الشعب الجزائري سيحفظ هذه الندبة والشتيمة في ذاكرته، ويدعو فخامة الرئيس لوضع حد لهذه الشتائم والإهانات تجاه شعبه·