يعيش الراكبون المتنقلون بين الخط الرابط لبومعطي بالمسمكة (ساحة الشهداء) حالة من الذعر كلما صعدوا حافلات النقل الخاصة التي لا تصلح أبدا لركوب البشر، إذ أن حالتها مزرية للغاية وقديمة بشكل كبير، فهي معرضة للحوادث في أي وقت· يقول أحد المواطنين إنه لا بديل لديه عن هذه الحافلات للتنقل لمنطقة الحراش حيث يعمل، إذ لا يوجد بساحة الشهداء إلا هذه الحافلات القديمة، ورغم الرائحة الكريهة التي تكون داخلها وخطورتها من جهة أخرى على الراكبين إلا أن المواطنين البسطاء لا يجدون بديلا عن هذه الوسائل في غياب حافلا ت عمومية مباشرة للحراش، مع غلاء تكلفة سيارات الأجرة، كما أن البعض لا يفضل التنقل عبر القطار· وتشهد أيضا هذه الحافلات حالات تحرش بالنساء وقد يتعرضن في بعض الأحيان للسرقة والتهديد بالسلاح الأبيض، ويغتمون في ذلك اكتظاظ الحافلة عن آخرها وغياب المراقبة داخلها، فمثلا تقول السيدة (م·ن) أنها دوما تتنقل عبر هذا الخط الرابط ما بين بومعطي وساحة الشهداء، فهي تسكن في حي الحراش وتعمل بالبريد المركزي، ولا تعد المرات التي تعرضت فيها للتحرش داخل هذه الحافلات، لذلك تضطر أحيانا لركوب القطار رغم أنها لا تحبذه إلا أنها تجد نفسها مجبرة على ذلك خاصة في أوقات الظهيرة لكي لا تلتقي ببعض المنحرفين داخل الحافلة، فهذه الحافلات غير صالحة بتاتا لتنقل البشر كما يقول الحاج عبد الله القادم إلى بلدية الحراش لاستخراج بعض الوثائق، فيقول إنه حين ركب في هذه الحافلات أحس كأنه في حظيرة حيوانات نظرا للرائحة الكريهة المنبعثة منها ومن كراسيها المهترئة، كما يستغرب البعض أنه كيف يمكن لوزارة النقل أن تسمح بوجود مثل هذه الوسائل، ويؤكد بعض المواطنين أنه يجب سحب الرخص من أصحابها حتى يضطروا لتجديد حافلاتهم· من جهة أخرى يشتكي المواطنون من المنطقة التي وضعت فيها حافلات النقل لبومعطي، حيث تم وضعها في منطقة المسمكة بعد أن كانت بمحطة ساحة الشهداء، وذلك بعد نقل كل الحافلات التي كانت تعمل داخل هذه المحطة وتوزيعها على عدة محاور على مستوى شارع ساحة الشهداء وأول نوفمب والمسمكة وذلك بعد اكتشاف مدينة أثرية في منطقة المحطة، فاضطر المسؤولون إلى غلق المحطة لتبدأ أعمال الحفر والتنقيب عن الآثار· لذا يطلب المواطنون وضع حد لمعاناتهم بإنشاء محطة بديلة عن محطة ساحة الشهداء السابقة، إذ هم يجدون صعوبة كبيرة في التنقل ما بين ساحة الشهداء في السوق والمسمكة التي لم تكن يوما آمنة، نظرا لانتشار المتسولين والمنحرفين عبرها بشكل كبير، وأيضا حي أول نوفمبر الذي يشهد هو الآخر حركة مرور كثيفة وغير منظمة وزادت حافلات النقل الخاصة الرابطة ما بين ساحة الشهداء وأحياء باب الواد، بولوغين، وعين بنيان· فأغلب المواطنين يطالبون بمحطة جديدة بمنطقة ساحة الشهداء أو قريبة منها بديلة عن سابقتها، بحيث تكون آمنة وتشمل كل خطوط النقل، بالإضافة إلى الإنهاء الفوري لاستخدام وسائل النقل القديمة التي تعرض حياة المواطن للخطر·