تحذيرات من استهلاكها العشوائي جزائريون يُقبلون على مضادات تخثر الدم للوقاية من كورونا دفعت حالة الذعر من انتقال عدوى فيروس كورونا المواطنين إلى الإقبال العشوائي على مختلف أنواع الأدوية على غرار الفيتامينات والمكملات الغذائية وحتى بعض أنواع الأدوية المحظور تناولها دون استشارة الأطباء بالنظر إلى مخاطرها على الصحة مما أدى بالمختصين إلى دق ناقوس الخطر. نسيمة خباجة حذر مختصون في الصحة من الاستهلاك العشوائي لمضادات تخثر الدم التي تدخل في إطار برتوكول العلاج الموجه لعلاج فيروس كورونا إلى جانب الأمراض الأخرى خاصة وأن العديد من المواطنين يحاولون اقتناء هذه المادة من الصيدليات بدون وصفة. وشدد رئيس مصلحة التخدير والإنعاش بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا البروفسور أمين سالمي على ضرورة استعمال مضادات تخثر الدم في مجالها الطبي وتفادي اقتنائها بدون وصفة محذرا بعض الصيادلة من بيعها خارج التوصيات الطبية مما يشكل خطرا على مستعمليها.
آثار جانبية خطيرة أكد ذات المختص من جهة أخرى أن الاستعمال العشوائي لمضادات تخثر الدم بدون استشارة طبية يتسبب في عدة آثار جانبية خطيرة تؤدي إلى المكوث مدة طويلة بالمستشفى تتجاوز تلك التي يقضيها لعلاج المرض نفسه مؤكدا أن هذه المواد التي تدخل في إطار علاج فيروس كورونا لا تمثل إلا جزء بسيط من الأدوية الموصوفة ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاعتماد عليها فقط. ودعا من جانب أخر الصيادلة الذين يقدمون هذه الأدوية بدون وصفة إلى المزيد من الحذر باعتبار أن كل حالة تستدعي نوعا معينا مؤكدا بأن الصنف الذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين بصفة عامة بواسطة الوصفة الطبية أو بدونها هو دواء لوفينوكس 0.4 في الوقت يوصف فيه هذا النوع من الدواء حسب الحالة الصحية لكل مريض. وأوضح بالمناسبة بأن دواء لوفينوكس العلامة التجارية لهذه المادة التي تدخل في إطار سلسلة من الجزيئات المعالجة لمضادات تخثر الدم و ليس المادة الوحيدة وتستهدف كلها نفس الأمراض التي تستدعي هذا النوع من العلاج مؤكدا بالمناسبة بأن بعضها يتطلب استعمالها تحت المراقبة الطبية بالوسط الاستشفائي فقط. واعتبر رئيس مصلحة أمراض القلب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية نفيسة حمود (بارني سابقا) بحسين داي بالجزائر العاصمة البروفيسور جمال الدين نيبوش بدوره أن أصناف مضادات تخثر الدم تستعمل منذ سنوات في علاج عدة أمراض ولجوء المرضى إلى جزيء واحد (لوفينوكس) بدون وصفة طبية خطأ فادحا مشيرا بالمناسبة إلى وجود أنواع أخرى بالسوق الوطنية بعضها مستورد والبعض الآخر ينتج محليا ويتم تصديره إلى الدول الأوروبية. وتستعمل هذه الأدوية بالمؤسسات الاستشفائية وأخرى يتم اقتنائها من الصيدلية حيث توجه لعلاج الأمراض التي تتسبب في انسداد الشرايين بالأعضاء السفلى والرئة والمصابين بالعجز الكلوي وأنواع ثالثة تستعمل وقائيا لدى الحوامل -كما أضاف-. وذكر بالمناسبة بأن استعمال مضادات تخثر الدم في غير محلها قد يؤدي إلى انخفاض نسبة صفائح الدم لدى المصاب واحداث نزيف دموي وظهور بثور بالجلد ومخاطر أخرى. ندرة بسبب الإقبال الكبير وبخصوص الندرة التي تم تسجيلها مؤخرا بخصوص دواء لوفينوكس أرجعها ذات المختص في أمراض القلب إلى الاستعمال الواسع لهذه المادة التي تدخل ضمن سلسلة العلاج الموجه لفيروس كورونا من جهة إلى جانب تحويلها إلى أغراض أخرى على غرار استعمالها من طرف المدمنين الذين يتحصلون عليها بطرق غير شرعية. وأشار البروفيسور نيبوش من جهة أخرى إلى أن نسبة 60 بالمائة من المصابين بفيروس كوفيد-19 يتعرضون إلى تعقيدات القلب محذرا من الاستعمال في غير محله لأدوية مضادات تخثر الدم داعيا إلى ضرورة ترشيد استعمالها من طرف المستشفيات ووضع متابعة جيدة لمثل هذا النوع من الأدوية.