مندوبية وسيط الجمهورية لولاية قالمة: نافذة أمل لتصحيح ما أفسدته البيروقراطية يقصد عشرات المواطنين مقر المندوبية المحلية لوسيط الجمهورية بولاية قالمة بملفاتهم الإدارية التي تحمل همومهم وانشغالاتهم متشبثين بأمل إيجاد حلول لها لدى هذه الهيئة التي قد تتمكن من تصحيح ما أفسدته بيروقراطية الإدارة.
ي. تيشات أوضح المندوب المحلي لوسيط الجمهورية لولاية قالمة عبد الرزاق مسعودية حتى وإن اختلفت عرائض المواطنين فقد اتفقوا جميعا على أن وساطة الجمهورية قد تكون هي الأذن الوحيدة التي تبقت للإصغاء إليهم بعدما بحت أصواتهم من كثرة النداء وأغلقت في وجوههم أبواب الكثير من الإدارات وتقاذفهم مسؤولوها بين المكاتب والمصالح وبين المحلي والمركزي من دون جدوى وعليه أجمعوا على أنهم يعلقون أملهم الأخير على هذه الهيئة خاصة وأن استحداثها جاء من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي أعلن عن عزمه على محاربة مظاهر البيروقراطية والتعسف الإداري والحقرة وحماية المواطن البسيط وسكان المناطق المحرومة .
مطالب متعددة وقصص حزينة بمقر المندوبية الولائية للوساطة تحدث بعض المواطنين عن قصصهم الحزينة المليئة بالمعاناة والتي من الصعب أن يستمع إليها كل صاحب ضمير حي وروح إنسانية دون أن يفعل المستحيل لمد يد العون ولإيجاد حل لتخفيف عبء المقاسات كما هو الحال بالنسبة للطالب الجامعي الكفيف عبد الرزاق الذي يبلغ حوالي 20 سنة من العمر وهو في السنة الثانية بقسم الحقوق بجامعة قالمة ويقيم ببلدية بلخير الواقعة على بعد حوالي 2 كلم فقط عن عاصمة الولاية لأن إعاقته جاءت بعد اعتداء جسدي عليه حينما كان طالبا بجامعة قسنطينة سنة 2018 ما تسبب له في نزيف حاد على مستوى عينه اليسرى فقد على إثره البصر كليا خاصة وأن عينه الأخرى لا يرى بها سوى بصيصا خفيفا منذ الولادة. وتعد مشكلة هذا الطالب متعددة أولها ضياع قضيته بين أروقة العدالة من دون حصوله على أي تعويض ولا حتى معاقبة الجاني أما الجزء الثاني من المشكل فيتعلق بمطالبته مندوب وسيط الجمهورية للتدخل من أجل تسوية وضعيته أمام مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن التي تطالبه بدفع تعويض قدره 90 ألف دج لأنه كان يجمع بين استفادته من عقد عمل محدد المدة كمقسم هاتف ومزاولته للدراسة الجامعية. من جهته صرح الشاب هاني (22 سنة) من بلدية بوشقوف وهو معاق بصريا بنسبة 99 بالمائة بأنه متحصل على 5 شهادات تتعلق بمقسم الهاتف والإعلام الآلي للمكفوفين وصناعة المكانس وصناعة علاقات الملابس وكذا شهادة لتعليم المكفوفين الكتابة على البراي حيث اشتكى قائلا إنه اتصل ب25 وزارة منها وزارة العمل والتشغيل الضمان الاجتماعي بحثا عن وظيفة لكنه لم يفلح في ذلك ما جعله يطرق باب مندوب وسيط الجمهورية عسى أن يأتي عبرها الفرج.
عرائض كثيرة مقابل ردود قليلة من الإدارة وبالنسبة للمندوب المحلي لوسيط الجمهورية بقالمة فإن الشكاوى الكثيرة والمتعددة التي تلقتها المندوبية تظهر بما لا شك فيه بأن البيروقراطية التي عششت في مكاتب الإدارة بالولاية لسنوات طويلة تسببت في ضياع كثير من الحقوق وتكريس الحقرة خاصة بالنسبة لسكان المناطق النائية مضيفا قائلا: أنا شخصيا أنحدر من منطقة ظل بإحدى مشاتي بلدية حمام النبائل واعيش بعض المعاناة التي اسمعها يوميا من أفواه أصحاب العرائض والشكاوى مشيرا إلى أن المندوبية استقبلت منذ 24 سبتمبر 2020 تاريخ بداية نشاطها الفعلي وإلى غاية نهاية شهر جانفي 2021 مجموع 328 عريضة تتضمن انشغالات ومشاكل متنوعة للمواطنين مفيدا بأن استجابة الهيئات الإدارية العمومية والخاصة للرد عن العرائض الموجهة إليها من قبل المندوبية ما تزال ضعيفة وتستغرق فترة طويلة. واستنادا لذات المتحدث فإن نصف العدد الاجمالي للعرائض التي استقبلتها المندوبية المحلية خلال نفس الفترة تتعلق بمشاكل السكن في حين توجد عرائض أخرى لانشغالات متنوعة لمواطنين تعرضوا للتسريح التعسفي من العمل أو سكان مناطق الظل مضيفا بأن جزءا آخرا كبيرا من هذه العرائض يتعلق بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تتمحور انشغالاتهم حول تحسين ظروف التكفل بهم بتوفير التجهيزات المناسبة لإعاقة كل منهم وإدماجهم اجتماعيا ومهنيا من خلال إجبار المؤسسات على تطبيق القانون وفق النسبة المحددة وحمايتهم من التعسف. ويبقى عمل المندوب المحلي مضبوطا بما يحدده له القانون والمرسوم التنفيذي المخصص للهيئة وذلك بمراسلة الجهات الإدارية التي لها علاقة بالمشاكل المطروحة وانتظار ردودها حسب ذات المسؤول الذي أبدى أسفه لعدم تجاوب الإدارة مع العرائض والشكاوى التي لم تتجاوز نسبة الردود بشأنها لحد الآن نسبة ال10 بالمائة من إجمالي العرائض بما يجعلها تسير عكس التعليمات التي توصي بها السلطات العليا في البلاد.