لانعدام الأمن وانتشار التصرفات اللاأخلاقية هجرة جماعية من حديقة بن عكنون في العاصمة تعاني حديقة بن عكنون من هجران الزوار لها، بعدما فضّلوا اختيار وجهات أخرى للتنزه و الترفيه، حيث لم تعد هذه الحديقة تجذب أحداَ حتى في موسم الاصطياف· عزف الكثير من المواطنين عن زيارة حديقة بن عكنون في السنوات الأخيرة، لذلك تعرف الحديقة أزمة خانقة، فهي شبه خالية حتى في فصل الصيف الذي يشهد توافدا كبيرا للزوار على العاصمة، لكن هؤلاء غيّروا وجهتهم إلى حدائق أخرى رغم بعدها، و أغلبهم يُرجع ذلك إلى أن الحديقة لا تفتح أبوابها في آخر المساء كمركز الألعاب بالصنوبر البحري، فهذه الأوقات تعتبر أفضل الفترات للتنزه التي تختارها أغلب العائلات، لكن الحديقة للأسف تقفل في فترة الليل لأسباب أمنية، فهي تفتح أبوابها من بداية الظهيرة الذي يشهد توافداً غير عادي للأزواج من الشباب الذين يلجؤون إليها لممارسة الرذيلة· كما أن الألعاب التي تحويها مدينة الألعاب ببن عكنون قديمة جدا ومهترئة، لذلك فهي تعتبر غير آمنة، كما أنها لا تستجيب لمتطلبات الحداثة التي يحبها المراهقون والشباب لهذا الجيل· بالإضافة إلى أن الكثير من الأطفال لا يستطيعون تحمّل الحرارة الشديدة التي تشهدها الحديقة خلال فصل الصيف، أما الغابة فهم لا يدخلونها مع عائلاتهم بسبب السلوكيات المخلة بالآداب العامة التي يمارسها بعض الشباب مع عشيقاتهم، كما أنّ العائلات تخاف من بعض العصابات المنتشرة في الغابة والتي تستغّل خلاء المكان من مراقبة أعوان الأمن، لتنقّض على أول عائلة تقابلها، أو تستغل غفلة المواطنين الذين يكونون منشغلين بمشاهدة الحيوانات النادرة التي تضمها هذه الحديقة فيسرقون أغراضهم·· لذا، فإن أغلب المواطنين الآتين من كل مكان للاصطياف في ولاية الجزائر، يؤكدون أنه إذا طهّرت الحديقة من الظواهر السلبية، وكثفت عناصر الأمن من تواجدها داخلها، خاصة في أعماق الغابة الشاسعة وأيضا تقوم الهيئة الوصية، بتحديث الألعاب مع فتح الأبواب خلال ساعات الليل، حيث يعتبر أفضل وقت للتنزه إذ يشهد خروج الكثير من المواطنين لمختلف الأماكن· لهذا، ورغم أن حديقة بن عكنون تعتبر من أكبر وأقدم الحدائق على مستوى الجزائر كلها، إذ تبلغ مساحتها حوالي 304 هكتار، كما لها 4 أبواب، مدخلين لمدينة الألعاب، وآخرين للغابة· كما تحتوي في إحدى مداخلها على عدة ألعاب مجانية للأطفال، كما أنها لا تخلو من الخدمات الضرورية لراحة الزائر، إلا أنها لم تعد المقصد المحبب لدى أغلب المواطنين سواء القاطنين بالعاصمة أو الوافدين إليها ·