مشاهد مرعبة من قلب جحيم الناجين غزة.. توقف العدوان وبقي الدمار أظهرت صور للأقمار الاصطناعية حجم الدمار الذي لحق بالأحياء السكنية في مدينة غزة خلال العدوان على القطاع ودمّر القصف مباني تجارية وأبراجا سكنية ومنازل في جميع أنحاء القطاع خلال 11 يوما من التصعيد. ق.د/وكالات يقدّر مسؤولون في غزة أن ما يقرب من 17 ألف منزل تضررت بفعل القصف. ووفق إحصاءات حكومية فقد تعرضت 1447 وحدة سكنية في غزة للهدم الكلي بفعل القصف فضلا عن 13 ألفا أخرى تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة. وهدم جيش الاحتلال بصورة كلية 205 أبنية من المنازل والشقق والأبراج سكنية ومقارّ 33 مؤسسة إعلامية فضلا عن أضرار لحقت بمؤسسات ومكاتب وجمعيات أخرى. وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن 75 مقرًّا حكوميًّا ومنشأة عامة تعرضت للقصف تنوعت ما بين مرافق خدمية ومقار أمنية وشرطية. كذلك تضررت 68 مدرسة ومرفقا صحيا وعيادة رعاية أولية بنحو بليغ وجزئي بفعل القصف الشديد في محيطها في حين تضررت 490 منشأة زراعية من مزارع حيوانية وحمامات زراعية وآبار وشبكات ري. *أذان وصلاة فوق ركام المساجد ولقد أدت مئات الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات حربية من الاحتلال لتدمير 3 مساجد كليا و40 مسجدا تعرضت لدمار جزئي إضافة إلى تدمير أصاب كنيسة ومدرسة مسيحية يأبى المؤذن الطفل كامل حرز الله إلا أن يصدح بالأذان من فوق أنقاض مسجد عمر بن الخطاب الذي دمرته غارة جوية على مدينة غزة. وقد أدت آلة الحرب الصهيونية على مدار 11 يوما من القصف الجوي والمدفعي إلى تدمير كلي أو جزئي لبعض المساجد إضافة إلى مدرسة مسيحية وكنيسة وحتى الأموات في قبورهم لم يسلموا من دمار حل ب5 مقابر. ويلبي عدد من جيران المسجد في شارع الثلاثيني نداء حرز الله (11 عاما) للصلاة التي يؤدونها إلى جانب الركام ومسجد عمر بن الخطاب هو أحد 3 مساجد تعرضت لدمار كلي جراء استهدافها من مقاتلات حربية من الاحتلال وقد سوتها بالأرض. ويقول حرز الله إنه لم يتوقف عن رفع الأذان طوال أيام الحرب ويصر على بقاء الأذان مرفوعا في المسجد حتى لو كان مجرد كومة من الحجارة. وببراءة طفل وصف كامل من يقصف مسجدا بأنه مجرم وكانت أول تجربة للطفل حرز الله -الذي يوشك على إتمام حفظ القرآن الكريم كاملا- في رفع الأذان وهو بعمر التاسعة. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال مساجد في قطاع غزة وكانت دمرت 110 مساجد خلال حرب العام 2014. ولقد أدت مئات الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات حربية صهيونية لتدمير 3 مساجد كليا و40 مسجدا تعرضت لدمار جزئي بحسب المتحدث باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور عادل الهور. ويقول الهور إن 42 مسجدا لم يرفع فيها الأذان طوال أيام الحرب بسبب وجودها في مناطق شديدة الخطورة وتعمل الوزارة حاليا على إعادة تأهيل هذه المساجد كي تعود لها الحياة الدينية من جديد . كما طال الدمار الكلي -وفقا للهور-عددا من البنايات الوقفية في مدينة غزة في حين لحقت أضرار جزئية بكلية الدعوة التابعة للأوقاف في شمال قطاع غزة و5 مقابر وكنيسة. *مجلس الأمن يدعو لاحترام التهدئة من جانبه دعا مجلس الأمن الدولي إلى احترام تام لوقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية وفي أول بيان يحظى بموافقة جميع أعضائه منذ بدء الحرب في 10 ماي الجاري وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية. وأورد النص الذي وافقت عليه الولاياتالمتحدة بعد شطب فقرة منه كانت تندد بأعمال العنف أن أعضاء مجلس الأمن يرحبون بإعلان وقف إطلاق النار اعتبارا من 21 ماي ويقرون بالدور المهم الذي أدته مصر ودول أخرى في المنطقة للتوصل إليه. يأتي هذا فيما بدأت تتضح معالم الدمار الذي تعرض له قطاع غزة بسبب القصف المتواصل لمدة 11 يوما حيث ذكرت الأممالمتحدة أن نحو 17 ألف وحدة سكنية أو تجارية في قطاع غزة تضررت أو تم تدميرها بالكامل نتيجة القصف. ونقلت وكالة أسوشيتد برس (Associated Press) عن وكيل وزارة الأشغال والإسكان في غزة ناجي سرحان قوله إن ألفي وحدة سكنية دمرت بشكل كامل خلال القصف فيما تضررت 15 ألف وحدة جزئيا. وأضاف سرحان أن 4 مساجد دمرت إلى جانب العشرات من مكاتب الشرطة في غزة مشيرا إلى أن معظم المصانع في المنطقة الصناعية دمرت أو تضررت. وقدر المسؤول الفلسطيني الخسائر المالية نتيجة القصف بنحو 150 مليون دولار مؤكدا أن التقييم ما زال مستمرا. وتقول الأممالمتحدة إن 800 ألف شخص في غزة لا يحصلون بانتظام على مياه شرب نظيفة وإن نحو 50 بالمائة من شبكة المياه تضررت خلال المعارك الأخيرة. وذكرت الأممالمتحدة أن 53 مؤسسة تعليمية و6 مستشفيات و11مركزا صحيا تضررت نتيجة القصف. وفي سياق الخسائر البشرية قال قائد شرطة غزة اللواء محمود صلاح إن 4 من عناصر الشرطة استشهدوا في القصف وأضاف -في مؤتمر صحفي- أن الإدارة العامة لهندسة المتفجرات في الشرطة تمكنت من تحييد أكثر من 295 صاروخا وقذيفة سقطت على منازل المواطنين مشددا على أن كل محاولات زعزعة الأمن وتهديد الجبهة الداخلية باءت بالفشل وفق تعبيره. ودخل وقف إطلاق النار يومه الثاني على التوالي وسط جهود مصرية وأمريكية لتثبيته في حين بدأت الحياة تعود بشكل تدريجي إلى قطاع غزة بعد 11 يوما من الحرب المتواصلة.