تصريحاتهم الغريبة تثير السخرية والاستهجان والشفقة ما أكثر البومبارديين في كرنفال الانتخابات! رحمك الله-حياً وميتاً-يا: سي عثمان عريوات البومباردي يوم أن قلت في فيلمك المشهور كرنفال في دشرة: نضرب اسداسها في اخماسها .. وفكرت في جمع الأوراق للترشح من جديد.. لقد كنت وحدك ولكن اليوم: ما أكثر البومبارديين في كرنفال الانتخابات الذين لم يعرف لهم جذور علمية أو ثقافية أو نضالية.. بل والذين لهم من ذلك نصيب وهذه هي تصريحاتهم الغريبة في حملاتهم الانتخابية تثير حالة من السخرية والشفقة والاستهجان والسخط لدى قطاع واسع من الجزائريين.. ولا يستطيع عاقل أن يمسك نفسه عن قول: هزُلت .. نعم.. لقد هَزلَت حتى بدا من هُزَالِها * كُلاها وحتَّى سامها كلُّ مفْلِسِ (هزلت) من (الهُزَال) ضد السمن وهذا من تفسير الشيء بضده لوضوحه نقول (هُزِلَت الدابة) والعامة تقول (هَزُلَت) وهذا الفعل يستعار للدلالة على ابتذال الشيء وقلة قيمته عند الناس مثل الدابة المهزولة التي يعرضها صاحبها للبيع والتي لهزالها وضعفها بانت عظامها بل وحتى بانت كليتيها وصار المفلسون والذين لا مال لهم يسومونها كل واحد يقول له: بكم الناقة؟. ويستعار البيت في الإشارة إلى تصدّر من ليس بأهل للتصدر. نعم.. لا غرابة في حرص أهل الدنيا على المناصب والمسؤوليات فذلك أمر تعوّده الناس منهم.. لكن عند ما لا يفكر هؤلاء بتوابع ذلك وخطورته وأنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة.. وأن السياسة لا تمارس بغريزة الحصول على مكاسب دون التفكير في كيف يكون العطاء وعند ما يتجاهل الصغيرُ مكانةَ الكبير ويتصدر المجالس الوضيع والحقير يتوقف عقلك عن التفكير. تقول: هزلت لأننا لا نرى لهذا التصرف الغريب تفسير.. ويا ترى ما مدى التغيير في الأداء الذي سيحدثه هؤلاء النواب الجدد؟. الحملات الانتخابية فرصة لإثبات الكفاءة السياسية والمعرفة بهموم ومشاكل الشعب واقتراح حلول واقعية لها ولا يمكن أن يرتقي هؤلاء إلى قبة البرلمان بهذه اللسانيات البهلوانية والشعارات الجوفاء والمحتوى الرديء.. ابتذال وتهريج وأساليب غريبة بهدف جذب الأصوات فعلا.. هزلت المقاعد البرلمانية حتى ترشّح لها هؤلاء.. وفي حملتهم الإنتخابية سقطوا فلا ينتظرون يوم الإقتراع.. للأسف.. إذا ما سرَت شهوة حب تصدر المنصب العليا بين عامة الناس وسقطوا في هذا المزلق فإن الداء عن الجماعة ليس ببعيد إذ سرعان ما تفسد الأخوة وتَحلُّ الخلافات ويسهل اختراق وحدة الوطن وتحصل الشماتة به وبأهله لا قدّر الله.. فليعلم هؤلاء أن طالب الشهرة الحقيقي لا بدّ له من ترمومتر يقيس به مستوى الثناء الذي قيل في حقه وإن تهافت الأكثرية للترشح لا يعطي لمفهوم الدولة احتراما خاصا يليق بحقيقة الدولة.. وأن الهيئة التّشريعية ومناقشة القوانين والتشريعات لا تليق بهم.. والجزائر أكبر من الجميع ولها رجالها.. نسأل الله التوفيق والسداد فيما نقول ونعمل ونختار وأن يولي أمورنا خيارنا ولا يولي أمورنا شرارنا وأن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين..