تُحاول القنوات العربية، وخاصّة في شهر رمضان أن تستقطب أكبر عدد من المُشاهدين، وذلك بعرض برامج مثيرة تجلب إليها الاهتمام، والمغرب العربي تعده قناتا نسمة، وبور تيفي خاصّة، ببعض البرامج التي يُشارك فيها ممثلون مغاربة، ولكن أيضا أعمال تلفزيونية تمّ الإعلان عنها قبل حلول الشهر، مثيرة للجدل، مثل تلك التي تصور الأنبياء. مصطفى مهدي "قناة بور تيفي" هي من القنوات الموجهة إلى الجالية المغاربية في البلدان الأوربية، ولكن إلى المشاهدين في كلّ من الجزائر والمغرب وتونس وموريطانيا وليبيا وبدرجة أقل من البلدان المشرقية، ولهذا فإنها كانت تختار أن توجه إلى هؤلاء جميعا ببرامج تثيرهم، يشاهدون فيها ممثلين من بلدانهم، وأخبار المهاجرين، ولهذا أيضا، وإن كانت القناة جريئة نوعا ما، إلاّ أنها بقيت تحترم مشاعر مواطني المغرب العربي والذين يتحسسون من بعض المواضيع والمشاهد، والأعمال التي تمسّ بالدين والأخلاق، أمّا قناة نسمة التونسية، والتي تتوجه، هي الأخرى، إلى كامل المغرب الإسلامي، فتحاول قدر الإمكان أن تقدم برامج تثير إهتمامه، وهي قناة أكثر محافظة من سابقتها، ولأنّ بلدان المغرب العربي لا تتوّفر على قنوات محترمة، أي تحترم المشاهد، بل بالعكس كمن ذلك تصدمه في كل مرة بأعمال رديئة، لأنها كذلك فإن المشاهد المغاربي سيتّجه إلى القناتين المذكورتين اللتين ستتنافسان على استقطاب اهتمامه، وقد بدأتا قبل أسبوع من حلول رمضان، بالإشهار للأعمال التي ستقدمها، من برامج الضحك خاصّة، والتسلية، والمسابقات، والمسلسلات، بل حتى "بور تيفي" التي ساهمت سابقا، ولأوّل مرة في الاشهار لبعض المطربين المحظورين في المغرب العربي، حتى راحت تبث، أو تعد المشاهدين ببرامج دينية، ورغم أنّ المغرب العربي سني أغلبه، فإنّ القناتين فاجأتا المشاهدين بأن راحت تعرضان على الجمهور مسلسلات تصوّر الأنبياء، مثل مسلسل يوسف الإيراني، والتي تحفظت الكثير من القنوات عن عرضه، إلاّ أن قناة بور تيفي يبدو أنها قررت أن تفعل، وكذلك بالنسبة لقناة نسمة التي ستعرض مسلسلا يصور المسيح، وهو الأمر الذي أثار استنكار بعض المواطنين، خاصة وأنّ العلماء فصلوا في هذا الأمر، وبأن إظهار صور الأنبياء، أي تجسيدهم من طرف بعض الممثلين، لا يجوز، ولا حتى الصحابة، يقول لنا علي: "لا أدري لمَ تعرض قناتان موجهتان خصيصا للمغرب العربي، ما يمكن أن يثير حساسية الجماهير، فهل الأمر مجرد صدفة، أم متعمد، وإن كان فمن وراءه؟ فحتى من الجانب التجاري، فإنّ تلك المسلسلات لن تلقى إقبالا لدى الجماهير، هذا إن لم تلق مقاطعة، فأنا مثلا، سأقاطعها إن عرضت فعلا تلك الأعمال، مثلما أشارت، وتشير إلى ذلك يوميا، وحتى قبل حلول الشهر". أمّا زهية فقالت: "كنت فرحة بالوجوه الجزائرية، خاصّة، التي ستكون حاضرة على القناتين، و لكني ما إن شاهدت تلك المسلسلات التي تصور الأنبياء، وبكل وقاحة، حتى فكرت فعلا في مقاطعة القناة، لا للاتجاه إلى قناتنا الأرضية البائسة، طبعا، ولكن هناك بعض القنوات، على الأقل تحترم مشاهديها".