لأنه الموسم الذي تكثر فيه الأعراس والحفلات، ولأنه الموسم الذي ستكون قائمة الأعراس فيه طويلة أيضا بسبب المونديال من جهة، وبسبب شهر رمضان الكريم من جهة أخرى الذي سيهل علينا بإذن الله تعالى مبكرا جدا هذه السنة، أي مع بداية الأسبوع الثاني من شهر أوت، ما يعني أن الكثيرين ممن يرغبون في إتمام أعراسهم وإقامة أفراحهم مجبرون على مسابقة الزمن لأجل إتمامها قبل الشهر الكريم، ولأجل الأسباب سالفة الذكر فإن كثيراً من السيدات وجدن أنفسهن مجبرات على حضور العشرات من الأعراس والمناسبات السعيدة للأهل والأقارب والأحباب التي تدفقت كلها دفعة واحدة، أدام الله أفراح الجزائريين، ومنهن من تضمنت أجندتها أكثر من 20 مناسبة سعيدة، تتنوع ما بين حفلات الزفاف والخطوبة والختان وتهنئات النجاح والمواليد الجدد وغيرها. بالمقابل فإن كل ما سبق يعني المزيد من تكاليف الملابس والحلاقة وتسريحات الشعر والعناية به، التي تتطلب بدورها ميزانية خاصة بها، وهو الأمر الذي تعترف به الكثيرات ممن هن مجبرات على حضور عدد كبير من المناسبات السعيدة، وإن كانت بعضهن ترغبن بشدة في الظهور بمظهر أنيق وجميل وجذاب، وهو مطلب شرعي لكل أنثى بدون شك، فإن أخريات قد يتعبن أحيانا من تسريحات الشعر الكثيرة والمتنوعة، كما أن بعضهن وخصوصاً منهن الملتزمات بحجابهن الشرعي قد ترفضن فكرة نزع الخمار حتى وإن لم يكن العرس مختلطا، وعليه فإن الاحتفاظ بالخمار أثناء العرس يعد حلا مناسبا لعدد من السيدات اللواتي يتمسكن بحجابهن كاملا، واللواتي يعانين من مشكلات تقصف الشعر وتكسره، أو بالنسبة للواتي لا يملكن وقتا كافيا للقيام بتسريحه، من الموظفات والعاملات وغيرهن أو من هن غير قادرات على بذل مبالغ مالية معتبرة في كل وقت. وعليه اهتدت بعض صالونات الحلاقة في الجزائر إلى مجال التجميل الخاص بالمتحجبات والذي لا يختلف كثيرا عن مجال التجميل الخاص بغيرهن من المتبرجات، والذي يعتمد بالدرجة الأولى على تزيين الخمار وفقا لما ترغب به الزبونة إن كلاسيكياً أو للسهرة، بالإضافة إلى الماكياج وما يتبعه من أشكال التجميل الأخرى كنقوش الحناء وتزيين الأظافر وما إلى ذلك. وفي هذا الإطار تقول السيدة »نوال ملاك« وهي صاحبة صالون حلاقة بنواحي العاصمة إنها ونزولا عند رغبة بعض زبوناتها قررت الالتفات إلى مجال فن تجميل المحجبات الذي لا يقل أهمية ولا روعة عن فن التجميل والحلاقة الرفيعة، وقد وجدت فيه الكثير من مجالات الإبداع والتجديد، بدليل أنها وجدت أن ارتداء الخمار بطريقة جميلة ومتجددة خلال الأعراس والمناسبات السعيدة يجذب الأنظار بدوره مثله مثل أية تسريحة سهرة يكون فيها الماكياج الصارخ ولون الشعر وطريقة تسريحه الجذابة محط إعجاب الكثيرات، ورغم أن الإقبال على هذا النوع من التجميل لا زال محتشماً، إلا أنها تقول إن الجرأة وحب التغيير بإمكانهما أن يؤسسا مكانة مهمة لتزيين المحجبات في ميدان التجميل والحلاقة الرفيعة. عدا ذلك فإنه قد يكون دافعا مهما بالنسبة للواتي لا زلن مترددات بشأن ارتداء الحجاب خوفاً من أن لا يجدن ما يرتدينه أو يظهرن بمظهر غير أنيق في المناسبات السعيدة والأفراح على عكس ما كن عليه وهن متبرجات، لأن الحجاب لا يعني أبدا الانتقاص من جمال المرأة ولا من جاذبيتها بل على العكس من ذلك تماما يمكن أن تكون أكثر روعة وبهاء وجاذبية وهي بكامل حجابها، فتبدو كالملاك متلألئة، وقد تكون أكثر جاذبية من غيرها. أما عن طريقة عمل هذه الخمارات فهي تختلف حسب رغبة كل زبونة، فهناك من تريد خمارا كلاسيكيا تماشيا لما سترتديه وبالتالي فإن نوعية الاكسسورات وكذا طريقة عمله تكون مختلفة لمن تريد ارتداء فستان سهرة أو فستانا تقليديا مثلا كالكراكو أو القفطان أو غيرها من الملابس التقليدية الأخرى، كما أنه يبدو حلا مناسبا جدا للملتزمات بحجابهن الشرعي حتى في الأعراس، فهذه التقنية الجديدة من شأنها أن تغير من مظهرهن الروتيني الذي يجعلهن دائما بعيدا عن الأضواء ومنعزلات وغير قادرات على التباهي والافتخار بملابسهن، فتدفعن إلى التغيير وتدخل إليهن الثقة بأنفسهن وبجمالهن ويرضي غرور الأنثى بداخلهن. وتبقى الأسعار متفاوتة حسب نوعية القماش والإكسسوارات المستعملة حيث تتراوح ما بين 500 إلى 2000دج، وتستغرق مدة إنجازه ربع ساعة فقط.