وجوب الحذر.. أعطال فيس بوك قد تتكرّر إعداد: جمال بوزيان نظرا للأعطال المتكررة لمواقع التواصل الاجتماعي والمنصات المتنوعة عبر الإنترنت مهما اختلفت أسبابها صار المستخدمون في العالم يخافون على خصوصياتهم ومصالحهم لا سيما مستعملي تلك المواقع يوميا في مجالات كثيرة.. وقد أصاب الموقع الإلكتروني الشهير فيس بوك وملحقاته واتساب و إنستغرام عطلا دام أكثر من 6 ساعات.. سألنا أساتذة وكُتابا عنالأخطار التي قد تنشأ بسبب الانقطاعات المتكررة وعن المقترحات لتفادي أي مشكلة لا سيما في ظل الاستخدام الواسع لشبكات التواصل من طرف الأفراد والمؤسسات والمجتمعات والدول. م.محمد محجوب إطار بمُجمَّع صيدال شاعر أخطار محتملة لوسائل التواصل الاجتماعي كيف نتعامل مع أعطال ومشكلات منصّات التواصل الاجتماعي؟ لا شك أنّ أيّ حضارة لها نقاط قوّتها ولها نقاط ضعفها وفي نهاية الأمر هي ليست خالدة إلى الأبد بل سيحلّ تاريخ نهايتها كما حلّ تاريخ ميلادها فيأتي ما هو أفضل بعدها أو ما هو أسوأ..فالأمر يعود لتقلّب الأيّام وتدخّل القوى الخارجيّة المعادية والمنافسة أو حتّى الدّاخليّة المضادّة.. لهذا يمكن أن نتوقع كلّ شيئ في أيّ وقت وبدون سابق إنذار. وفي ما يتعلّق بوسائل التّواصل الاجتماعي تكاد تلمس الكمال في برامجها ولكنّها تحمل داخلها بذور فنائها مع تطوّر أيّ برنامج مضّاد لها بحيث يخترقها من حيث لا تدري رغم تحصينها وحمايتها بواسطة برامج متطورة جدا لكنّها أهون من بيت العنكبوت.. ونحن بصفتنا مستعملين نكون الضّحايا دائما لمختلف الصّراعات بين مختلف الجهات ويبقى المال سيّد الصراع مع النّفوذ والهيمنة..لذا لا نتهاون كثيرا ونعلّق كل آمالنا وأعمالنا على هذا العالم الافتراضي رغم ضرورته الملحّة حيث أصبح ركنا من أركان الحياة المعاصرة. لهذا لا بدّ من مؤسسة فيسبوك أن تسعى إلى الحفاظ على مكاسبها الماديّة والمعنوية كي تبقى الرّائدة في مجالها بواسطة برامج محدّثة وسعة فائقة مع كامل الاحتياطات وإلا عرشها مهدد بالزّوال في كلّ حين وكلّ متعامل يسمح له بتوظيف الخصائص التي تساعده دون المساس بالمتعاملين الآخرين بالحفاظ على الخصوصية وتنويع مفاتيح الدخول والرّفع من المستوى الأمني إلى أقصى الحدود عدم المبالغة في نشر البيانات الخاصّة وفي ما يخص التّدابير الجماعيّة غير التّدابير الفردية لها اختصاصيّون ومؤسسات تعمل ليل نهار في هذا المجال. من الخيارات المتاحة للحفاظ على الخصوصية متنوعة تفادي العبث في المواضيع الخطِرة والتي محل إشكال عدم إدخال البيانات غير الضرورية إلا ما هو ضروري بشدّة الاطّلاع على أساليب المراوغة وتحريف الكلمات وترميزها والمتابعة لعدم الوقوع في فخ الشركات المتعدّدة اقتناء الأجهزة الأصليّة غير القابلة للاختراق بيسر حفظ نسخ احتيّاطية لكلّ ما هو مهم خارج الجهاز في وسائل التخزين المتاحة فصل الكاميرات المعروفة أو تغطيّتها والكشف عنها عند الاستعمال فقط تشديد الرّقابة الأبوية وتفادي توريط الأطفال في مجال التصوير وصنع الأفلام في سن مبكر تشويه الصّوّر الخاصّة جدا والحسّاسة كي لا تستعمل في القرصنة تفادي تنزيل البرامج المشبوهة والضّارّة غير الموثوقة استشارة المختصّين في هذا المجال بصفة دورية وعند كلّ جديد. وتبقي الأعطال مكلفة جدا للمؤسسات الاقتصادية التي تتضرر أعمالها وعلاقاتها.. نحن في مجتمع ما يزال يتمتّع بنوع من الاستقلالية والتّلاعب بالفرد والمجتمع ما يزال ضعيفافي ما يخص الأعطال الذّكاء الصناعي اليوم يحفظ جميع الأعمال وإن كانت غير مكتملة بالاستعانة بالبرمجيّات والتطبيقات المختلفة.. قد تتكرر الأعطال في المستقبل وهي لن تستأذن أحدا لذا من الواجب الحذر والتفاعل مع منصات التواصل الاجتماعي بقواعدها حتى وإن يلجأ المتعامل إلى التكوين في مؤسسات الإعلام الآلي كي يحمي نفسه وأمواله وممتلكاته بل أُسرته وحياته المهنيّة والخاصّة. وعندما يتعرض الفرد أو المؤسسات الرسمية قد يلجأ إلى الأجهزة الأمنية المخوّلة قانونا في هذا المجال كي توفر له الحماية اللازمة وتردّ له اعتباره وحقّه المشروع في إطار القانون لأن المستعمل قد يكون عرضة لأعطال تصنعها شبكات محلّية أو دولية وهو وحده غير قادر على حماية نفسه وهذه الوسيلة الأكيدة والمضمونة لحدّ الآن التي تتوفر على مصالح مختصّة ذات مستوي عال وباحترافية. لهذا اليقظة قبل وقوع الأعطال وبعدها مهمّة جدا لتفادي المزيد من الخسائر والمشكلات ولو بصفة محدودة. راضية زمولي كاتبة أعطال مواقع التواصل الاجتماعي... الأثر والبدائل اعتاد كل فرد منا أن يكون هو الإعلام البديل يوصل الرسائل يعبر عن الأحداث ويشارك في صناعة الرأي العام بأيسر الطرق وأوجز الأوقات عن طريق ثورة وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ونظرا للأعطال المتكررة والتوقف المفاجئ لموقع فيسبوك وملحقاته واتساب وإنستغرام وآخرها عطل دام مدة ست ساعات متواصلة فتح هذا باب الحديث عن مسألة الخصوصية وتعطل مصالح المستخدمين في عدة مجالات. فهل اختفاء أو توقف هذه الوسائل له التأثير السلبي أم الإيجابي هل نملك حقا أن نغير أو نستغني عنها وما البدائل؟ يزيد عدد مستخدمي موقع فيسبوك عن ملياري مستخدم (2) شهريا حول العالم الشيئ الذي كسر سيطرة الوسائل التقليدية وخلق ثورة أخبار كبرى تؤثر على الأفراد بشكل خاص والمجتمعات بشكل عام مما ساعد مبدئيا على توسيع العلاقات الاجتماعية للأفراد وخلق شبكة تواصل كبرى وعمل على بلورة وصناعة رأي عام حول مختلف الأحداث اليومية هذا ودون التغافل على دوره المهم في الترويج لمختلف الخدمات وكسر حاجز إعاقة الاتصال بالآخرين. وبالرغم مما تقدمه مواقع التواصل من خدمات فلها تأثيرها السلبي وذلك يظهر في تطور أساليب الاحتيال واختراق خصوصيات الأفراد بمختلف تكويناتها وصفاتها وهذا راجع للشروط المتبعة في سياسة هذه المواقع والخوارزميات التي تخدم مصالحها بالدرجة الأولى فالاهتمام بنوع المحتوى الذي يجذب التفاعلات دون التفكير في التأثير السلبي للأخبار السيئة على المجتمعات في خوارزميات فيسبوك مثلا من أهم المواضيع المتداولة أخيرا بعد العطل الأخير في هذا الموقع بالإضافة لإضاعة الوقت وتعارض ذلك مع مسؤوليات الفرد ومن ثم التأثير على العلاقات الأسرية ومنظومة العادات والتقاليد المجتمعية وإعادة بلورتها. إن أي خلل أو عطل يصيب هذه المواقع يؤدي حتما إلى ضجة وسخط عالمي.. وما حدث خلال العطل الأخير والتفاعل الكبير بعده من مستخدمي هذه المواقع ومحاولة لاستخدام موقع تليجرام في هذه الفترة مسببا ضغطا وازدحاما كبيرين عليه بسبب العزلة المفروضة ينقلنا إلى الحديث عن تأثير غياب وسائل التواصل الاجتماعي. بعد أن صار هَمُّ الفرد في نقل ما يدور حوله من أخبار أهم من التفاعل مع الأخبار في حد ذاتها يقودنا أساسا إلى فقدان الإحساس بطعم الحياة بدونها غياب التفكير بمجريات الأحداث وعدم التركيز على الأهداف. إن الذي جعل مواقع التواصل الاجتماعي تفقد بريقها الإيجابي وتضاعف من تأثيراتها السلبية عدة أسباب.. فحال حدوث تعطل أو اختفاء وهذا وارد جدا في أي وقت يزيد من ظهور أعراض الإدمان عليها حتى الوصول للاكتئاب الجماعي ما يجعلنا حبيسي العالم الافتراضي في انتظار عودتها. إن أول ما يخطر في بال المستخدم حين حدوث مثل هذه الأعطال مسألة الخصوصية وتأمين الحسابات وحفظ البيانات وأن أي مس أو تأثير على هذه الجوانب يؤدي إلى تعطل مصالحه سواء على مستوى الفرد بتأثيره بطريقة مباشرة على العلاقات والتواصل فإن أغلب المستخدمين حاليا يعتمدون على المواقع في الاتصال أو التواصل الاجتماعي أما على المستوى المؤسساتي فإن مثل هذه الأعطال تؤثر سلبا على مستخدمي التواصل الاجتماعي في تطوير أو الترويج أو حتى التواصل من أجل أعمالهم وهذا ما يؤدي حتما إلى تعطيل أعمال هذه المؤسسات كالترويج والتجارة الإلكترونية. مثلا العطل الأخير في موقع فيسبوك وملحقاته خلّف حالة من التوقف التام وفقدان التواصل بين أكثر من ملياري مستخدم وقد خلق أكثر من 10 ملايين مشكلة والحديث عن خسائر مادية كبيرة مسجلة على مستوى المؤسسات حسب مواقع إلكترونية تحدثت في الموضوع. إن الشروط والسياسات المطبقة من طرف هذه المواقع حاليا يدعونا إلى التفكير في البدائل واقتراحات جديدة تعوضها سواء في ظل وجود هذه المواقع أو دونها.. ويمكنني أن أخص بالذكر بعض المواقع غير التابعة لشركة فيسبوك مثل تليجرام تويتر لنكد إن و سنابشات أو عبر استخدام موقع إلكتروني واب سايت الخاص بالشركة أو المؤسسة ومن ثم بعض المنصات التي ظهرت أخيرا كبداية في هذا الطريق. أخيرا إن استخدامنا لمثل هذه المواقع يجعلنا ضمنا نتبع سياستها وشروطها التي تقود إلى خدمة مؤسسيها بالأساس ومحاولة التغيير تبدأ بإضافة الجديد في هذا المجال والعمل على تطوير الخدمات الإلكترونية مستقبلا. === من أجل مدارس نموذجية في مجال البحث العلمي والتطور التكنولوجي رهانات جديدة في سلك التعليم العالي.. جنيف / سويسرا: محمد مصطفى حابس افتتحت قبل أيام كل من المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي والمدرسة العليا للرياضيات على مستوى القطب التكنولوجي الجامعي لسيدي عبد الله بالجزائر العاصمة أبوابها مستقبلة أول دفعة من الطلبة الجدد وذلك في النمط الحضوري للسنة الجامعية 2021/2022. وأعلن السيد غوالي الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي حسب وكالة الأنباء الجزائرية انطلاق السنة الجامعية على مستوى المدرستين بحضور الطلبة الجدد والمدراء والأساتذة إلى جانب ممثلي السلك الدبلوماسي والمؤسسات الاقتصادية على غرار سوناطراك و موبيليس و شركة هواوي الجزائر . وأكد السيد غوالي ان السلطات العليا في البلاد تعقد آمالا كبيرة على هاتين المدرستين كونهما تحظيان بالامتياز والخصوصية تجعلهما مختلفتين عن باقي المدارس الوطنية الأخرى . من جهته أكد مدير المدرسة الوطنية للرياضيات الدكتور مولاي محمد السعيد ان افتتاح هاتين المدرستين هو تأكيد على وجود عناية قصوى لهما وتوفير كل التجهيزات والمرافق للطلبة . وقد أكد القائم بالأعمال في سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر أن أمريكا تفتخر بكونها شريك في هذا المشروع الكبير وإن على الطلبة استغلال الإمكانات التي وضعت في متناولهم بما فيها أحسن الأساتذة والخبراء في المجال. تهنئة بمناسبة تعيين عالمين على رأس مؤسستين مهتمتين في النهضة الحضارية للمجتمع: وبمناسبة تعيين كل من البروفيسور محمد سعيد مولاي على رأس المدرسة الوطنية العليا للرياضيات والبروفيسور أحمد قسوم على رأس المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي لفت انتباهي الكلمة المعبرة التي كتبها المفكر الجزائري الدكتور الطيب برغوث من النرويج تحت عنوان أعانكما الله أيها الفاضلان مهنئا و محفزا الطلبة والأساتذة والمشرفين بقوله : أشارك الكثير من الفضلاء الذين بادروا إلى تهنئة هذين الفاضلين الكريمين على تعيينهما على رأس مؤسستين مهتمتين جدا في النهضة الحضارية للمجتمع وهما المدرسة الوطنية العليا للرياضيات والمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي وأتمنى لهما التوفيق والنجاح في مهمتهما الكبيرة بعيدا عن الضغوطات والتدخلات والصراعات الهامشية المقرفة التي أجهضت الكثير من المبادرات والمشاريع الوطنية المهمة وحرمت المجتمع من ثمراتها وبركاتها وأعاقت نهضته الحضارية المنشودة وتسببت في هجرة الكثير من الكفاءات والعبقريات الوطنية أو انكفائها على نفسها في أرض الوطن آكلة للوقت ومنتظرة للموت كما يقال مع الأسف الشديد . وعن عظم المسؤولية الملقاة على المربين خصوصا كتب المفكر الجزائري: وأود هنا أن أبدي كامل تعطافي مع الأخوين الفاضلين وتمنياتي الخالصة لهما ولغيرهما من أمثالهما بالنجاح لأنهم في وضعية يغبطون عليها من جهة ولا يحسدون عليها من جهة أخرى لأهميتها وخطورتها في الوقت نفسه! يتحملون المسؤولية على زبدة عقل المجتمع وعصارة عبقريته ممثلة في هذه النخبة المتميزة من الطالبات والطلبة المتفوقين الذين حصلوا على أعلى المعدلات الوطنية. إنهم أمام أمانة عظيمة جدا وهي أمانة العقل والعبقرية الوطنية التي سيكون لها دور عظيم في مسيرة نهضة المجتمع إذا ما تمت رعايتها جيدا ووفِّرت لها التربية العلمية والرسالية المرجوة التي تمكن هذه النخبة من التفوق والإبداع الحقيقي ومن الروح الوطنية الرسالية الحقيقية كذلك. وعن عظم المسؤولية الملقاة على الطلبة كتب الدكتور برغوث : وإذا كان المسؤولون التربويون والإداريون يتحملون هذه المسؤولية الخطيرة على هذه النخبة الوطنية فإن هذه النخبة من الطلبة والطالبات تتحمل مسؤولية خطيرة كذلك في حالة تقصيرها أو تفريطها أو عبثها بوقتها وطاقاتها الذهنية والعاطفية والجسدية ولم تشعر بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها من قبل المجتمع الذي حرم نفسه من كثير من الأمور ووفرها لها لكي تتفرغ للدراسة والتحصيل وصقل ملكاتها وقدراتها الإبداعية العالية وأمام الله تعالى قبل ذلك وبعده الذي قال في مهمة ورسالة أمثالكم في المجتمع: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَة مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة : 122]. وعن أهمية تغيير وقت التهئنة أردف يقول: وبالمناسبة أود أن أفضي إلى إخواني القراء ببعض ما يجول في خاطري حول فكرة التهنئة على تولي المناصب والمسؤوليات في الدول والمجتمعات والتي أصبحت عرفا وتقليدا في المجتمع لما في نفسي من حرج بل وخوف منه بسبب ما يحف بذلك من اعتبارات تجعل النفس تميل إلى الاحتياط منه تجنبا لتكريس الفساد والتميكن للمفسدين من مفاصل المؤسسات والدول والمجتمعات وتسليطهم على رقاب العباد. ولا شك أن إعمال قاعدة سد الذرائع مهمة في مثل هذه الحالات. فمن خلال تأملي في واقع الحياة رأيت أن التهنئة بتولي المسؤوليات والمناصب فيه شبهة ينبغي أن يحطاط منها كل إنسان شريف وهي شبهة اعتبار المنصب تشريفا وفرصة وغنيمة وليس تكليفا ومسؤولية ثقيلة بل وابتلاء حقيقيا للإنسان! فواقع الناس في مجتمعنا وفي عالمنا عامة يؤكد هذه المشكلة ويدفع نحو تكريسها وتبريرها بشكل مستمر لسريان فكر ونفسية وثقافة الغنيمة أو المشمشة كالسرطان في حياة كثير من الناس الذين يلهثون وراء هذه المسؤوليات والمناصب ويبذلون من أجلها الأموال والكرامة والشرف! مع أنها في الحقيقة خزي وندامة في الدنيا والآخرة إذا أخذت بغير حقها لأنها تتسبب في هلاك صاحبها وهلاك المجتمع كما جاء في الحديث النبوي الشريف: (إنَّهَا أَمَانَةُ وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إلَّا مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا وَأَدَّى الذي عليه فِيهَا). وقال في حديث آخر: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ. قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ). الابتلاء بتولي المناصب والمسؤوليات: فتهالك الناس على الاستحواذ على المناصب والمسؤوليات بغير استحقاق مهلكة للأفراد والمؤسسات والدول والمجتمعات ولذلك يجد الإنسان حرجا في تهنئة حتى الصالحين والمصلحين مثل البروفيسورين الفاضلين وأمثالهما عندما يبتلون بتولي المناصب والمسؤوليات رغم يقينه بأنهم أهل لذلك وأنهم أجدر من غيرهم بتلك المناصب والمسؤوليات خوفا من المشاركة في تكريس ثقافة الغنيمة والمشمشة السائدة في مجتمع المناصب والمسؤوليات أو المجتمع المستفيد غير المفيد الذي تحكمه وتنخره وتلوثه سوسة المحسوبية والجهوية والفئوية والغنيمة والتكاثرية والمظهرية الجهولة مع الأسف الشديد! ولهذا ينبغي أن نحاصر الرداءة والفساد والعبثية وأن نضيق الخناق عليها قدر ما نستطيع. وأرى أن يقتصد الناس في التهنئة على المناصب والمسؤوليات السياسية والاجتماعية والإدارية بصفة خاصة وأن يستعيضوا عنها بالدعاء للصالحين والمصلحين منهم بالعون والتسديد والتوفيق والحفظ والستر وبالنصح المخلص لهم عندما يبتلون بهذه المسؤوليات الاجتماعية. كما يدعون لغيرهم من المقتحمين لحمى المسؤوليات بغير حق ولا استحقاق وللوالغين في مستنقعات الفساد بالهداية والاستيقاظ من سكرة الغفلة عن مخاطر ومهالك ذلك والإشفاق على أنفسهم من تبعاته الدنيوية والأخروية. التهنئة للأشخاص تأتي بعد نهاية المسؤولية وتحقيق الخدمة المطلوبة وليس فور التعيين: وأنهى المفكر الجزائري رسالته بقوله التهنئة للأشخاص ينبغي أن تأتي بعد نهاية المسؤولية وتحقيق الخدمة المطلوبة للمجتمع منهم وليس بعد التعيين لهم داعيا الله تعالى لهاذين الفاضلين وأمثالهما بالتوفيق والسداد والحفظ والستر والعون لهم على أنفسهم وعلى التحديات التي تحيط بعملهم مهنئا المجتمع على ذلك وداعيا إلى تحمل المسؤوليات تجاه الصالحين والمصلحين من أبنائه بالمزيد من العون والدعم المعنوي والاجتماعي لهم والمواجهة للرداءة والمظهرية والفساد والحد من عواقبه المهلكة.