رئيسان للحكومة في وقت واحد ماذا يحدث في ليبيا؟ شهدت العاصمة الليبية طرابلس مساء الخميس تأهبا أمنيا بعد تكليف مجلس النواب بطبرق فتحي باشاغا برئاسة الحكومة وفيما أصدرت الأممالمتحدة موقفا واضحا من التطورات الأخيرة أكد عبد الحميد الدبيبة أنه ما يزال يمارس مهامه رئيسا للحكومة وبشكل طبيعي. ق.د/وكالات أكدت مصادر رفع مستوى حالة التأهب الأمني في محيط مقر رئاسة الحكومة الليبية في العاصمة طرابلس وتعزيز قدرات القوات الأمنية التي تتولى تأمين المقر ومحيطه بالمزيد من الأفراد والآليات. وذكرت المصادر أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة يمارس عمله بشكل طبيعي من داخل مقر الحكومة. وأعلنت منصات حكومية رسمية أن الدبيبة التقى مع وجهاء وأعيان من أهالي مدينة مرزق جنوبي ليبيا وناقش معهم الإجراءات الخاصة بعودة المهجرين والنازحين من المدينة. *عودة الانقسام وكان مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق (شرقي البلاد) اختار بالإجماع وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا جديدا للحكومة مما يعني عودة الانقسام السياسي لليبيا. وفي وقت سابق الخميس قال المتحدث باسم مجلس النواب عبد الله بليحق -لوكالة الأنباء الألمانية- إن مجلس النواب صوّت على اختيار فتحي باشاغا رئيسا جديدا للحكومة. وأضاف بليحق أن المجلس اعتمد أيضا تعديلا دستوريا بالتوافق مع المجلس الأعلى للدولة بخصوص خريطة الطريق للمرحلة المقبلة يتضمن نقاطا عدة أبرزها تشكيل لجنة لبحث المواد الخلافية في مشروع الدستور. وأوضح أن المقترح ينص على تعديل الفقرة 12 من المادة 30 من الإعلان الدستوري بحيث تشكل لجنة من 24 شخصا من الخبراء والمختصين يمثلون الأقاليم الثلاثة يتم اختيارهم مناصفة بين (مجلس) النواب و(المجلس الأعلى) الدولة وتتولى اللجنة مراجعة المواد محل الخلاف في مسودة الدستور المنجز وإجراء التعديلات الممكنة . كما ينص على أن اللجنة تنتهي من إجراء التعديلات خلال 45 يوما ويحال مشروع الدستور المعدل مباشرة للمفوضية العليا للانتخابات للاستفتاء عليه وإذا تعذر إجراء التعديلات بعد انتهاء هذه المدة تتولى لجنة مشكّلة من مجلسي النواب والدولة خلال شهر إعداد قاعدة دستورية وقوانين انتخابية ملزمة . *رفض ودعم وفي المقابل يتمسك عبد الحميد الدبيبة بالاستمرار في رئاسة الحكومة استنادا إلى أن ملتقى الحوار السياسي حدد مدة عمل السلطة التنفيذية الانتقالية ب18 شهرا تمتد حتى جوان 2022 وفق البعثة الأممية في ليبيا. وقد أكدت الأممالمتحدة أنها لا تزال تدعم حكومة عبد الحميد الدبيبة.
وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة الدولية لا تزال تدعم عبد الحميد الدبيبة بوصفه رئيسا للوزراء في ليبيا. وسئل دوجاريك خلال مؤتمره الصحفي اليومي عما إذا كانت الأممالمتحدة لا تزال تعترف بالدبيبة رئيسا للوزراء فأجاب نعم . *من هو باشاغا؟ - وُلد فتحي علي عبد السلام باشاغا في 20 اوت 1962 في مدينة مصراتة غربيّ ليبيا. - تخرج من الكلية الجوية مصراتة برتبة ملازم ثان طيار مقاتل سنة 1984 ثم استقال من سلاح الجو الليبي عام 1993 ليمارس التجارة ويصبح من التجار المعروفين في مصراتة. - بعد قيام الثورة الليبية 2011 ترأس قسم المعلومات والإحداثيات وأصبح المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري مصراتة إذ كان أحد أعضائه وعمل أيضا كعضو بمجلس الشورى في مصراتة عام 2012. - وفي جوان 2014 انتخب باشاغا لعضوية مجلس النواب عن مدينة مصراتة وقرر آنذاك مقاطعة مجلس النواب ضمن مجموعة من نواب المدينة. - كان له دور بارز في عملية فجر ليبيا العسكرية التي انطلقت لمواجهة مشروع خليفة حفتر العسكري غرب ليبيا. - لعب باشاغا أيضا دورا في توقيع اتفاق الصخيرات المغربية الذي أُبرم في ديسمبر 2015. - وفي أكتوبر 2018 كلف فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السابقة باشاغا ليكون وزيراً الداخلية. - وفي فيفري 2021 ترشح باشاغا لانتخابات رئاسة السلطة التنفيذية لقيادة مهام الفترة الانتقالية بالبلاد التي أجراها ملتقى الحوار السياسي في جنيف على رأس قائمة تضم رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح لكن فازت بها قائمة تضم محمد المنفي (فاز برئاسة المجلس الرئاسي) وعبد الحميد دبيبة (فاز برئاسة الحكومة. - وفي نوفمبر من نفس العام أعلن باشاغا ترشحه لانتخابات الرئاسة والتي كان من المقرر أن تجرى في 24 ديسمبر الماضي. - وفي 21 ديسمبر 2021 التقى باشاغا المرشح الرئاسي خليفة حفتر في بنغازي (شرق) والذي يعتبر أبرز منافسيه في الانتخابات الرئاسية. وجراء خلافات بين مؤسسات ليبية رسمية بشأن قانوني الانتخاب ودور القضاء في العملية الانتخابية تعذر إجراء انتخابات رئاسية في 24 ديسمبر الماضي وفق خريطة طريق برعاية الأممالمتحدة. وحتى الآن لم يتم الاتفاق على تاريخ جديد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يأمل الليبيون أن تساهم في إنهاء النزاع في بلدهم الغني بالنفط.