في ردها بشأن الضمانات الأمنية روسيا تُحذّر من صراع عسكري إذا انضمت أوكرانيا للناتو سلمت روسيا ردا خطيا بشأن الضمانات الأمنية التي تريد الحصول عليها من الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي ناتو (NATO) وحذرت من اندلاع صراع عسكري في حال انضمت أوكرانيا للحلف في حين تجددت المواجهة بين واشنطنوموسكو في مجلس الأمن الدولي بشأن التوترات الحالية في أوكرانيا. فقد تسلم السفير الأمريكي لدى روسيا جون سوليفان الرد الروسي على رد سابق للولايات المتحدة على المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية. وقالت الخارجية الروسية في الرد الخطي إنه ليست لدى روسيا خطط لغزو أوكرانيا. وأشارت إلى أن عدم استعداد واشنطن للاتفاق مع موسكو سيدفعها للرد عبر إجراءات عسكرية تقنية وقالت إن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي سيتسبب في صراع عسكري مباشر وطالبت بعدم تمدد الحلف شرقا وانسحاب القوات الأمريكية من دول البلطيق ووسط أوروبا وشرقها. وورد في الرد الروسي على المقترحات الأمريكية أن الإصرار على سحب روسيا قواتها من مناطق معينة على أراضيها غير مقبول وأن وجود القوات الروسية على أراضيها لا يقوّض الأمن الأمريكي. كما ورد في الرد الروسي بشأن الضمانات الأمنية أن تخفيض المخاطر العسكرية غير ممكن دون تخلي حلف الناتو عن تصرفاته التي تهدد روسيا وفقا لوكالة إنترفاكس. *سجال بمجلس الأمن في الأثناء عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول أوكرانيا بطلب من روسيا وذلك بعد أسبوعين من جلسة دعت إليها الولاياتالمتحدة وتبادل خلالها الطرفان الاتهامات بشأن التوترات الراهنة حول أوكرانيا. وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن روسيا بالتخطيط لغزو جارتها الغربية خلال أيام وعرض ما قال إنه سيناريو الاجتياح الروسي المحتمل. وقال بلينكن إنه عرض على نظيره الروسي سيرغي لافروف أن يلتقيا في الأيام المقبلة بأوروبا مشددا على أن اتفاق مينسك الرامي لإنهاء الصراع في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) يظل الأساس لحل الأزمة. من جهتها قالت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن روسيا حشدت 150 ألف جندي للاعتداء على أوكرانيا ودعتها إلى أن تثبت للعالم أن لا نية لديها لاجتياح جارتها. كما دعت غرينفيلد موسكو إلى الكف عن المواجهة وقبول الحوار وقالت إن مجلس الأمن وجه خلال أسبوعين رسالة واضحة بعدم الاستمرار في مسار المواجهة مؤكدة أن بلادها ستكثف جهودها الدبلوماسية لحل الأزمة. في المقابل رفض سيرغي فرشانين نائب وزير الخارجية الروسي اتهامات وزير الخارجية الأمريكي لبلاده بالتخطيط لمهاجمة أوكرانيا خلال أيام ووصف السيناريو الذي عرضه بلينكن لهجوم روسي محتمل بالخطير والمؤسف نافيا أي نية لدى بلاده لغزو جارتها الغربية. وقال فرشانين إن من حق روسيا أن تنشر قوات في بعض المناطق للدفاع عن أراضيها وأضاف أن الاتهامات الغربية لبلاده لا مبرر لها. كما قال إن على الدول الغربية أن توقف ما وصفها بالهستيريا بشأن نوايا روسيا في المنطقة داعيا إلى بذل المزيد من الجهود لإيجاد حلول دبلوماسية للصراع لحالي. واتهم المسؤول الروسي أوكرانيا بأنها لم تنفذ التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق مينسك والتي تشمل وقف إطلاق النار في إقليم دونباس وسحب الأسلحة منه والحوار مع الانفصاليين الموالين لروسيا وتبادل المحتجزين والعفو العام ووصول المساعدات الإنسانية ورفع الحظر الاقتصادي وإجراء انتخابات بالإقليم. وقال فرشانين إن عدم تنفيذ أوكرانيا التزاماتها بموجب اتفاق مينسك قد تترتب عليه عواقب وخيمة عليها. بدوره قال وزير الدولة البريطاني لشؤون أوروبا وشمال أمريكا جيمز كليفيرلي إنه إذا اختارت روسيا شن هجوم عسكري على أوكرانيا مستخدمة ما وصفها بالمعلومات المضللة كمبرر فسوف يتكشف عدم جديتها بالدبلوماسية حسب تعبيره. وفي بيان مشترك دعا أعضاء الاتحاد الأوروبي بمجلس الأمن روسيا للقيام بخطوات ملموسة للتهدئة والشفافية بشأن أنشطتها العسكرية وجددوا دعمهم الكامل لاستقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها ودعوا لتطبيق اتفاقيات مينسك بدءا بالالتزام غير المشروط بوقف إطلاق النار. وفي مستهل الجلسة قالت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إن الوضع الحالي على الحدود الأوكرانية خطير للغاية وحثت أطراف الأزمة على التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس. من جهته أكد الممثل الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على ضرورة مواصلة كل الأطراف التزامها ببنود اتفاقية مينسك. *قمة أوروبية وبالتوازي عقد القادة الأوروبيون قمة تشاورية في بروكسل بشأن الأزمة الأوكرانية ويأتي ذلك وسط تهديدات من قبل دول الاتحاد بفرض عقوبات على روسيا في حال أقدمت على غزو أوكرانيا. وأكد ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل -في تصريحات أدلى بها قبيل القمة- أن القادة الأوروبيين متحدون بشأن العقوبات المحتملة على روسيا. وكان مسؤول أوروبي قال في وقت سابق إن القمة الأوروبية لن تناقش فرض عقوبات جديدة معينة على روسيا لأن هذا الأمر يثير خلافا بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وفي أعقاب القمة الأوروبية التشاورية التي سبقت انطلاق قمة بين قادة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن اعتقاده بأن الموقف لا يزال يتسم بالخطورة على الحدود بين روسياوأوكرانيا وقال إن روسيا لا يزال لديها في منطقة الحدود إمكانات عسكرية تكفي لغزو جارتها.