يمتهن حرفا منزلية لإعالة أسرهن ربّات بيوت يقتحمن سوق العمل تعد المرأة شريكا فعالا في ميزانية الأسرة لاسيما خلال السنوات الأخيرة التي تستلزم نفقات وأعباء متراكمة لم تقو عليها الكثير من العائلات مما استدعى دخول المرأة إلى ميدان العمل من المنزل دون تنقل وعلى غرار الخياطة والتفصيل كحرفة معهودة ظهرت حرف أخرى تطورت وروجت لها الوسائط الاجتماعية لتحقيق غاية الاسترزاق من مهن منزلية متنوعة وكانت كانطلاقة لمشاريع مصغرة منتجة. نسيمة خباجة غسل الزرابي...فتل الكسكسي.. صنع المطلوع والمحاجب ومختلف الاكلات التقليدية المطلوبة وغيرها من الحرف اختارت الكثيرات من ربات البيوت امتهانها من المنزل قصد تحقيق مداخيل فلم تعد المرأة البيتوتية عاطلة عن العمل بل خلقت لنفسها ولأسرتها مصادر دخل قيّمة وتحولت إلى مرآة عاملة ومنتجة بامتياز عن طريق حرف ومشاريع بدأت صغيرة لتكبر وتحقق طموحاتهن. من بيتوتيات إلى منتجات لم تبق المرأة الماكثة بالبيت مكتوفة الأيدي امام الأعباء المتهاطلة على الاسرة وخاضت غمار العمل من المنزل بإنشاء مشاريع مصغرة منتجة بسيطة ولكن تحقق عائدات تغطي احتياجات الأسرة. السيدة كريمة واحدة من هؤلاء هي في حدود العقد الخامس خلقت حرفة لنفسها من المنزل فهي تتقن فتل الكسكسي على الطريقة التقليدية وهو مطلوب جدا لكون الكثيرات يفضلن الكسكسي المفتول باليد بالنظر لنكهته وصفاء حبيباته. وقالت إنها تفتله بطريقة مميزة لتحصل على كسكسي ممتاز من النوع الجيد كما انه مطلوب في موسم الإعراس وفي رمضان بحيث تحضر لزبائنها كميات كبيرة وهناك من يشترون بالكيلوغرامات خاصة وأنها تبيع الكيلوغرام الواحد ب120 دينار وهو مبلغ معقول مقارنة بسعر الكسكس الاصطناعي وختمت بالقول إنها ستكمل في الحرفة وتتمنى الحصول على دعم لتوسيع مشروعها والحفاظ على الكسكس التقليدي من الاندثار ولم لا تعليم البنات الحرفة العريقة. سيدة اخرى قالت إنها تمتهن حرفا متنوعة من البيت لتغطية الاعباء ومصاريف ابنها المريض فهي تعرض حرفة غسل الزرابي لمن ترغب في ذلك بحيث تتسلمها من النسوة وتغسلها في بيتها لتقدمها لهن في أبهى حلة لاسيما أن الكثير من السيدات العاملات لا يستطعن القيام بالمهمة لكونها تتطلب الجهد والوقت وعادة ما تمارَس الحرفة في فصل الصيف بالنظر إلى الاقبال الكبير عليها فهو موسم لتنظيف البيوت والافرشة والتحضير لاقامة المناسبات السعيدة. أما في الشهور الاخرى فهي تمتهن صنع المطلوع إلى جانب العجينة المورقة التي تستعملها الكثير من السيدات في تحضير انواع من الاكلات ويكثر عليها الطلب والغرض من كل ذلك هو تحقيق مداخيل تغطي بها الاعباء وتساهم في النفقات الأسرية. الفايسبوك مساحة ترويجية الكثير من هؤلاء النسوة استعملن الفايسبوك كمساحة ترويجية لحرفهن للظفر بزبونات وبالفعل كثرت الطلبات على صفحاتهن إلى جانب التشجيعات من طرف الكثيرين لاسيما المرأة التي تحترف غسل الزرابي في بيتها بحيث شجعها الكل على امتهان حرفة شريفة للاسترزاق منها وهي احسن بكثير من سؤال الناس وتهاطلت عليها التعليقات المشجعة على غرار ربي يعاونك اختي.. ربي يوفقك بعدها استبدلت الحرفة بصنع المطلوع والعجينة المورقة وروجت لها عبر صفحتها لتعود إلى الحرفة الاولى صيفا كموسم مقترن بغسل الافرشة المنزلية. بالإضافة إلى حرف اخرى منها بيع اطقم السرير من طرف حرفيات في الخياطة والتفصيل إلى جانب بيع الأكلات الجاهزة وتوضيبها للاطفال وعادة ما يكثر عليها الاقبال من طرف النسوة العاملات لتزويد ابنائهن بالوجبات بعد عودتهم من المدارس. هي كلها حرف مهما تنوعت الا انها ترمي إلى هدف واحد فحواها دخول نسوة ماكثات بالبيوت سوق العمل عن طريق انشاء مشاريع مصغرة من اجل الخروج من قوقعة الفراغ والانسلاخ من نعت بيتوتيات الذي لطالما التصق بهن إلى جانب تحقيق عائدات اضافية تنفع الاسرة في زمن صعبت فيه المعيشة بسبب الغلاء.