تعمد الكثير من ربات البيوت، وخاصة خلال شهر رمضان، إلى التشمير عن سواعدهن ومحاولة خلق أي مهنة تمكنهن من تحقيق دخل إضافي لإعالة عائلتهن، في ظل الوضعية المعيشية الصعبة التي يعيشها جل الجزائريين خلال هذا الشهر نظرا لاحتوائه ثلاث مناسبات في آن واحد·· بداية بمصاريف الشهر الفضيل فعيد الفطر المبارك والدخول المدرسي، ناهيك عن الإلتهاب المسجل للأسعار في مختلف الأسواق· ففي مدينة سيدي بلعباس تتجه العديد من ربات البيوت إلى صناعة الخبز التقليدي المعروف ب''المطلوع'' طوال ساعات اليوم· هذا الأخير الذي بات ينافس أنواع الخبز الصناعي وحتى الخبز الشرقي التقليدي الذي انتشر مؤخرا، حيث غزا جل المحلات التجارية الخاصة بالمواد الغذائية التي يتسابق أصحابها في جلبه من ربات البيوت وبيعه نظرا للربح الذي يوفره، إذ يصل سعره إلى 50 دج وحتى 60 دج للرغيف الواحد من الحجم الكبير، و30 دج للحجم الصغير· السيدة (صفية· د) 46 سنة، أم لسبعة أولاد، تقطن بحي بن حمودة تعد من ربات البيوت المشهورات بممارسة هذه المهنة بالحي والأحياء المجاورة، وهي تتعامل مع 6 محلات حيث تزودها بأرغفة المطلوع يوميا· وعن سبب امتهانها لهذه المهنة أكدت أن إعالة عائلتها ومساعدة زوجها الذي يعمل حارسا بالمذبح· فهمّها الوحيد إعالة عائلتها· وأضافت أنها مهنة متعبة وشاقة نظرا للإمكانيات البسيطة التي تعمل بها خاصة مع تزايد الطلب خلال شهر رمضان· أما سر نجاحها والإقبال الكبير على منتوجها فقد صرحت أنها دوما تحرص على صنع المطلوع بعناية فائقة، حيث تخلط محتوياته جيدا مع إضافة كميات من طحين الذرة والحليب، ومن ثم تخميره لفترات كافية ثم طهيه على ما يسمى بالطابونة وإدخاله الفرن ليستمر في الجهة العلوية· وأضافت السيدة صفية أنها تمتهن صنع المطلوع طوال السنة لكن بكميات أقل من رمضان والتي تعوضها بصناعة كميات من الرقاق أو ما يسمى بالثريد، وكذا العديد من الأكلات التقليدية التي تصلها حسب الطلب كالبغرير، والمبسس، وحتى الكسكسي بكل أنواعه· وما السيدة صفية إلا عينة من العديد من النساء وربات البيوت اللواتي اتخذن من هذه الحرف وسيلة لإعالة عائلاتهن وأبنائهن·