تعيش الجالية العربية والإسلامية في الدنمارك في حالة من القلق بسبب الجدل الدائر حول الطرق التي تتبعها المسالخ في الذبح الحلال. حيث أنه تم الكشف عن أن أكبر موردي اللحوم للمحلات الإسلامية لا يلتزم بالإرشادات التي تنص عليها الشريعة الإسلامية مما ترك فئة كبيرة من مسلمي الدنمارك الذي يبلغ عددهم أكثر من 200 ألف في حيرة من أمرهم في هذا الشهر الفضيل. ووفقا لجريدة "اخبار الدنمارك " الشهرية فإن الجدل يدور حول مسلخ موغنس نيلسن الواقع في مدينة نيستفيد، والذي يوزع على عدد كبير من محلات بيع "اللحم الحلال" في الدنمارك، هذا وقد أصدرت لجنة الحلال التابعة للوقف الإسكندنافي، أحد أكبر الجمعيات الإسلامية في الدنمارك، بياناً في شهر جوان الماضي تشكك فيه بطريقة الذبح التي يتبعها المسلخ. وجاء في البيان "يتم ضرب الذبيحة بالمسدس الخارق للجمجمة، وهذا بحد ذاته يعتبر قتلاً، وحتى لو ذبحت بعد ذلك لا تكون حلالاً وبعد ضرب الذبيحة بالمسدس المذكور تعلق مباشرة وتذبح". ولاحظنا أن الذبيحة التي تضرب بهذا المسدس الخارق لا تتحرك مطلقاً، لا وقت الذبح ولا بعده، ومن المعلوم شرعاً أن الحركة القوية من الذبيحة هي علامة الحياة المستقرة فيها، وبدونها لا تكون حلالاً". ويذكر أن مسلخ موغنس نيلسن يزود حوالي 75% من محلات ذبح الحلال باللحوم ويقوم بذبح ما يقارب 900 رأس من الأبقار في الأسبوع، مع العلم أن الذبح الحلال يتم فقط في ثلاثة أيام. وعن السبب وراء نشر البيان قال رئيس لجنة الحلال السيد بن يونس الصبار "وجدنا أنه من واجبنا إعلام أبناء الجالية أن هذا المسلخ الذي يزود حوالي 75% من متاجر الحلال يستخدم طريقة غير صحيحة في الذبح وعليهم أن يكونوا منتبهين لذلك". وشهدت الأسابيع الماضية حوارات متعددة وجدلاً واسعاً بين لجنة الحلال من جهة وصاحب المسلخ المذكور أعلاه واتحاد اللحوم الدنماركية انتهت إلى رفض الطرف الأخير إتباع الإرشادات التي أعدتها لجنة الحلال ورفض استقبال مراقب أرسله الوقف الاسكندينافي للمسلخ في أول شهر رمضان المبارك. بدوره أكد إمام المركز الثقافي الإسلامي الشيخ خليل جعفر "أبو صهيب" على حرص المركز على توفير اللحم الحلال لموائد أبناء الجالية الإسلامية. وقال" أنا أرى أن مسألة الحلال ليس بقليلة، فأنا عندما أكون مشرفاً على ذلك فأنا أهتم أن تكون اللحوم حلال 100% فنحن نرى مهمتنا كمخولين لمتابعة الذبح الحلال في الدنمارك مهمة تكليفية وليست تشريفية". وأوضح أبو صهيب الذي يدير المركز منذ عام 2001 أنه لا يتفق مع البيان الذي أصدره الوقف الإسلامي في شهر جوان الماضي. وأضاف "أنا غير موافق على ما جاء في بيان الوقف، فبعد أن قمنا بزيارة للمسلخ (مسلخ موغنس نيسلن) بصحبة الشيخ عوينات محيي الدين وآخرين قلنا أن هناك شبهة وليس حرام، ولذلك فأنا فاجئني البيان الذي صدر من الوقف بدون التنسيق مع المركز والجمعيات الإسلامية المعنية". وانتقد أبو صهيب الطريقة التي تعامل بها الوقف الإسلامي مع القضية وقال "نحن نجتمع على هدف سامٍ هو إطعام الجالية الحلال. ولكن الإخوة (الوقف الإسلامي) تصرفوا بمفردهم وأصدروا البيان وتخاطبوا مع المسلخ بدون علمنا". وأردف قائلاً "نصيحتي لنفسي ولكل الإخوة، الأفضل ألا يتكلم الإنسان بصوت عالٍ ويثير ضجة، وألا يكون الهدف هو الإثارة، على أي شخص يجد خللاً في الذبح أن يتوجه للجهات المشرفة ونحن سنقوم بالتعامل معه بالطريقة الأمثل".