برز حضورها بالأمس تبادل الأطباق.. عادة تغيب في رمضان غابت عادة تبادل الأطباق بين الجيران والتي كانت بارزة وتعكس صورة من صور التماسك الاجتماعي بالأمس لاسيما خلال الشهر الفضيل لكن في زمننا الحالي احتلت تلك الأطباق وموائد الإفطار صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من فايسبوك ويوتيوب وغيرها من أجل التباهي في كثير من الأحيان بدل أن يكون فيها قسط للصدقة أو حتى من باب التهادي بين الجيران أو كما يعرف في الأوساط الشعبية بعادة التذواق . نسيمة خباجة غابت في الوقت الحالي بعض الصور الاجتماعية التي كانت متجذرة بالأمس وتحمل العديد من المزايا الايجابية التي ترمي إلى التلاحم والتماسك الاجتماعي والألفة بين الجيران نذكر منها عادة تبادل الأطباق التي كانت حاضرة بقوة بين جيران الامس في رمضان وفي سائر الايام وان كانت لها ابعاد للتلاحم والتماسك نجدها أيضا لا تفتقر إلى معاني مساندة المحتاج والفقير من باب المساعدة بطريقة غير مباشرة حفاظا على مشاعره. حسرة نساء الأمس تقربنا من بعض النسوة لرصد آرائهن حول غياب بعض العادات الحميدة التي كانت حاضرة بالأمس على غرار تبادل الأطباق بين الجيران فأجمعت الآراء على أنها بالفعل غابت بصفة شبه كلية في عصر التنافر والتباعد. قالت السيدة الزهرة في العقد الثامن إن تبادل الأطباق أو التذواق كانت عادة جد بارزة بين الجيران تزيد من ترابطهم ومن مشاعر المحبة والألفة فيما بينهم فأكل الملح كما قالت له وزن ثقيل بين الجيران الذين كانوا يتحدون في الأفراح والأحزان ويمضون المناسبات الدينية على غرار رمضان والأعياد في جو بهيج يميزه تبادل الأطباق وحتى حلويات السهرة لتمضيتها في كل مرة عند جارة معينة تفتح بابها لاستقبال جاراتها فكانت فعلا اجواء جميلة غابت بعد ان حلت محلها علب الكبريت - تضحك- وتقصد الهواتف المحمولة التي فرّقت الأسر والجيران وزادت من التباعد فيما بينهم. السيدة حجيلة في العقد السابع قالت إنها بحكم اقامتها بدويرات القصبة كان الجيران بيتا واحدا يتشاركون فيما بينهم في السراء والضراء اما الاكلات وتبادل الأطباق فهو شيء مفروغ منه بحيث تتذكر احدى الجارات التي كانت ترفع القدر من على الموقد وتخرجه إلى وسط الدار وتصف الصحون على المائدة وتنادي جاراتها ليأكلن معها ما لذ وطاب وتكون اوقاتا ممتعة جدا يتبادلن فيها اطراف الحديث وتزيد الالفة فيما بينهن على خلاف أيامنا التي غابت فيها تلك العادات الحميدة وانعدمت الصلة بين الجيران وحل محلها الانقطاع والتباعد. الأطباق تدق الستوريات بدل الأبواب بعد ان كانت أطباق الاكلات تتبادل بين الجيران وتدق الابواب من بات التهادي والصدقة لتقوية الالفة والتماسك الاجتماعي صارت تحتل الصفحات الالكترونية ما يعكسه النشر الواسع لموائد الافطار على الرغم من الانتقادات لتلك السلوكات السلبية الا انها صارت تحصيلا حاصلا من باب التباهي والتفاخر أمام بطون قد تكون خاوية وجائعة في عز رمضان. يقول السيد اسماعيل: بالفعل تبادل أطباق الاكلات هي عادة غابت منذ سنوات لعدة اسباب بحيث صار كل جار يقفل الباب في وجه جاره وغاب التواصل الا من رحم ربي على عكس الامس الذي كان فيه الجيران يرسمون صورة رائعة فيما بينهم من حيث التضامن والطيبة واقتسام القوت لكن غاب كل شيء في عصر الماديات والتكنولوجيا بحيث اصبحنا نعيش عالما افتراضيا بعيدا عن الواقع وصار البعض يقتسمون وجباتهم عبر صور لموائد الافطار ينشرونها عبر ستورياتهم وصفحاتهم الالكترونية ويتنافسون على التعليقات والاعجابات وهو سلوك جد مشين وليس من شيم مجتمعنا المحافظ الذي يشجع على العلاقات الطيبة بين الجيران.