أضحى وادي الغرس المتواجد ببلدية الكريمية القبلة المفضلة لسكان المناطق الجنوبية لولاية الشلف، بعدما تحول هذا الفضاء إلى الوجهة والوحيدة لسكان المناطق الداخلية للولاية، حيث صار يتدفق إليه يوميا المئات من المركبات محملة بأعداد كبيرة من المواطنين الباحثين عن الراحة والاستجمام بالشلف، وارتفع التدفق خاصة خلال أيام شهر رمضان الكريم المتزامنة مع موجة الحر الشديدة التي جاوزت 45 درجة مئوية في بعض الأوقات وخاصة خلال أيام الأسبوع الماضي وأيضا الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي ببعض مناطق الولاية وعدم وجود مراكز ترفيهية يلجأ إليها معظم أطفال وشباب الولاية للترويح عن أنفسهم وقضاء بعض الوقت ماعدا المسجد الذي توجد به مكيفات هوائية· هذا التحول ومقصد الشباب وقفت عليه أخبار اليوم بإحدى الأودية المتواجدة بالسد الصغير، التي ينبع ماؤها من سد وادي الفضة التابع لبلدية الكريمية الواقعة بالجهة الشرقية الجنوبية لعاصمة الولاية، حيث تجتمع يوميا المئات من العائلات والأطفال والشباب وحتى الشيوخ تحت ظلال أشجار الكاليتوس المترامية بالوادي مشكّلين حلقات تختلف مواضعها من حلقة إلى أخرى، وأبرزها المناقشة في الأمور الدينية والدنيوية أو القيام ببعض الألعاب، فيما يخلد البعض الآخر للنوم والراحة، أما الشباب والأطفال فيفضلون السباحة في مياه الواد المتدفقة من سد وادي الفضة ويقومون بألعاب تنافسية داخل المجاري المائية، أما الكهول وكبار السن فيفضل بعضهم الاستلقاء على حافة الوادي، حيث يضعون نصف أجسامهم داخل المجاري المائية السائلة، ولا يجد هؤلاء حسب تعبيرهم راحة نفسية كبيرة خاصة وأن المياه المتدفقة باردة جدا كونها متحركة وليست راكدة، أما بعض الشباب يفضلون غسل سيارتهم وقضاء وقت طويل يصل إلى دقائق فقط قبل موعد الإفطار· وعن المتعة التي يجدها هؤلاء في هذا المكان، كشف البعض منهم بأن هذا المقصد بالدرجة الأولى لا خيار لنا فيه باعتباره يعد المكان الوحيد الذي يتميز بهذا النوع من الجانب المناخي، حيث تجد فيه كل عوامل الراحة وحتى الهدوء رغم كثرة المواطنين الذين يفضلون قضاء أوقات بهذا المكان، وتبين بأن القاصدين لهذا المكان المعروف بالسد الصغير قد شاع خبره وأضحت تقصده كثير من الشرائح التي تقطع مسافات طويلة لتتمتع بجمال المنظر ومياه الوادي الباردة ولم يكن هذا الحال فقط خلال هذه السنة أو خلال شهر رمضان بل هذا المكان هو المفضل لقاطني القرى والأرياف بالبلديات الجنوبية لولاية الشلف خلال كل فصل صيف هروبا من الحر الشديد، رغم أن السباحة في هذا المكان خطرة، ومع ذلك فإنهم يسبحون فيه متجاهلين الأخطار التي قد تنجم عنه، ومن بين الأسباب التي تدفع هؤلاء المواطنين إلى اختيار السباحة بالسدود والمغامرة بأرواحهم، انعدام مرافق السباحة ببلدياتهم المعزولة والبعيدة عن الشريط الساحلي للولاية، مما يصعب عليهم التنقل إلى الشواطئ المؤمّنة·