ف. هند "أياو لمحاجب" "ذوقو زلابية بوفاريك" أو "الدوبارة البسكرية الأصلية" بمثل هذه العبارات تتعالى أصوات باعة الأرصفة كل شهر رمضان بحي بارباس بالدائرة ال18 من باريس الذي يعج بالمهاجرين ذوي الأصول المغاربية، وبينهم عدد كبير من الجزائريين الذين يحولون قلب العاصمة الفرنسية إلى حي شعبي جزائري شبيه بأحياء باش جراح في الجزائر العاصمة! وعلى امتداد حجي بارباس الباريسي الشهير والشارع المحاذي ل"لاغوت دور" يعرض هؤلاء الباعة الموسميون سلعهم من الأكلات التقليدية إلى الهواتف المحمولة العصرية إلى الملابس والطرفات الصينية، حتى أن المتجول في هذين الحيين يُخيّل إليه أنه يتجول في السوق الشعبي لباش جراح أو أسواق ساحة الشهداء أو قمبيطوة أو المدينةالجديدة، وغيرها من الأحياء الشعبية الشهيرة بالجزائر. في شهر رمضان من كل سنة وشأنها شأن شارع لاشابيل والأزقة المحاذية يحول الجزائريون والمغاربة والتوانسة منطقة بارباس الى سوق مفتوحة تعج بالمارة والزبائن. "كل هذه الروائح تذكرني بحي باب الوادي الذي غادرته منذ 20 سنة لاستقر هنا بفرنسا" تقول سيدة جزائرية في العقد الرابع كانت تتسوق رفقة بنتيها. وتضيف هذه السيدة التي قدمت من فانسان "استمتع عندما آتي إلى هنا كلما ينتابني الشوق والحنين إلى الوطن وخاصة وأننا نجد كل شيء هنا بباربيس سيما السلع القادمة من الوطن". ومن المحلات الأكثر استقطابا خلال هذه الفترة من السنة بشارع بارباس القصابات "الاسلامية" التي تعرض مختلف سلعها ذات المواصفات "حلال" حيث يفضل معظم الزبائن محل الحي على "سلع المساحات الكبرى من باب الثقة" حسبما أكده جمال صاحب أحد المحلات ب"لاغوت دور". ويبدو أن شريطا بثته عشية رمضان إحدى القنوات الفرنسية حول شرعية بعض السلع "حلال" كان له الأثر الكبير على العديد من المستهلكين. وقالت إحدى المتسوقات في هذا الصدد أن "المسؤولين عن ذلك يتحملون مسؤوليتهم في توفير اللحم الحلال للجالية المسلمة". وحاليا لا يوجد في فرنسا معيار موحد لتحديد علامة "حلال" وهي مهمة خولت للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية منذ إنشائه في 2003. ولحد الآن تقوم مساجد باريس وليون وإيفري بإصدار بطاقات تصديق غير أن هيئات أخرى تسهر على المراقبة خاصة بالمذابح. أمقران صاحب الثمانين خريفا والذي يقيم بفرنسا منذ السنوات 1950 يعتبر أن رمضان ليس "مسألة أكل فقط" وإنما مناسبة لمساعدة المعوزين والتضامن معهم وأيضا اداء صلاة التراويح، حيث يستقبل المسجد المتواجد بين فندق ومكتبة مئات المصلين لآداء صلاة التراويح.