تشتكي بعض المناطق السكنية من آفة انتشار النفايات بمحاذاتها والتي تزداد حدتها في رمضان تبعا لمضاعفة النشاطات التجارية لا لشيء سوى لأنه حُكم على ساكنيها بمحاذاة سوق نظامي أو فوضوي في سكناهم، ولو أن الأمر يتفاقم أكثر مع الأسواق الفوضوية التي يذهب باعتها إلى ترك مخلفات تجارتهم مباشرة بعد نفاذ السلع مما يؤثر بالسلب على المحيط ويعمل على تشويه المنظر العام للمدن ناهيك عن الروائح المنطلقة والتي تسد أنوف المارين لاسيما إذا تعلق الأمر بمخلفات الأحشاء مهما كان نوعها سواء كانت أحشاء دجاج أو غنم أو بقر. وهو المشكل الذي لطالما اشتكى منه السكان خاصة وان الأمر هو خارج عن نطاق مصالح "ناتكوم" التي انفلت الأمر من يد أعوانها في ظل التزايد الكبير للمخلفات الناجمة عن التجار، والتي تزداد وتيرتها مع شهر رمضان تبعا لمضاعفة النشاطات التجارية خلال الشهر الكريم. حي 400 مسكن بعين النعجة بالعاصمة هو من احد النقاط السوداء التي تنتشر فيها آفة النفايات بعد أن تحولت تلك المنطقة إلى مفرغة حقيقية للنفايات الناجمة عن السوق المركزي لعين النعجة بحيث تحولت يوميات السكان فيه إلى جحيم بفعل معاشرتهم الطويلة لتلك النفايات التي لا تنفذ أبدا وتتراكم من جديد بمجرد جمعها من طرف الأعوان، ويزداد المشكل حدة في شهر رمضان بسبب التنويع الحاصل في السلع سواء من طرف الباعة النظاميين أو الفوضويين، فينقلب مدخل الحي إلى مفرغة حقيقية للنفايات تنطلق منها الروائح الكريهة وتلحق السكان والعابرين على بعد أمتار بالنظر إلى تنوع تلك النفايات واشتمالها حتى على أحشاء الحيوانات التي يخلفها الجزارون. اقتربنا من بعض المواطنين هناك فبينوا أن الحياة صارت لا تطاق بالحي بفعل الروائح الكريهة والجراثيم الناجمة عن انتشار النفايات بحيث تحول حيهم إلى مجمع لرمي النفايات التي تلحقه من السوق المركزي وكذا من سكان الحي الفوضوي الواقع بمحاذاتهم، أضف إلى ذلك النفايات الصادرة عن القاطنين بالحي مما أوشك على حدوث كارثة بيئية. وعلى الرغم من السعي الحثيث لمصالح "ناتكوم" قصد التحكم في الأمور إلا أنها خرجت عن طاقة أعوانها بالنظر إلى تراكم النفايات من جديد في كل مرة بعد جمعها ليدفع سكان الحي الثمن بسبب الرواح الكريهة التي تتصاعد إلى البيوت وكذا انتشار الحشرات بكل أنواعها على غرار البعوض والذباب خاصة وأننا في أوج شهر الحر، مما أدى إلى تحلل تلك النفايات ولو لم يتخذ الحل عاجلا فالأمر ينبئ بحدوث كوارت بيئية وصحية لاسيما وان المفرغة تقع بجانب الحي، وتعد معبرا لسكانه وكذا أطفالهم وعلى السلطات وضع الحل اليوم قبل الغد بتخصيص مفارغ ثانوية أخرى من اجل تخفيف الضغط على سكان ذات الحي، وإلزام تجار السوق على الاحتفاظ بنفاياتهم إلى غاية عبور شاحنة جمع النفايات وتفادي الحلول السهلة بالتخلص منها بمحاذاة المناطق السكنية والزيادة من تعب السكان. أمثال تلك النقطة مناطق كثيرة على غرار الحي المحاذي لسوق كلوزال بالعاصمة والذي مل سكانه من الروائح الكريهة الناجمة عن انتشار صناديق السردين الممتلئة بالدم وللكل أن يتخيل مخلفات ذلك بعد تفاعل تلك الصناديق مع حراراة الجو مما ولد رائحة لا تطاق بتلك الناحية. فعلى كافة التجار التحلي بروح المسؤولية وليس هبهم إلى الفرار مع ترك مخلفات تجارتهم بمجرد الانتهاء من السلع واللهث وراء تحقيق الأرباح دون سواها من الأهداف.