لحزب الله رأي آخر.. الكيان الصهيوني يضغط على لبنان لترسيم الحدود البحرية يستخدم الكيان الصهيوني سياسة العصا والجزرة مع لبنان في محاولة لدفع المفاوضات غير المباشرة بين البلدين لترسيم الحدود البحرية بينهما ويلوّح مسؤولون إسرائيليون تارة بالعواقب العسكرية على لبنان وتارة أخرى بالفوائد التي ستعود عليه حال التوصل إلى اتفاق. ومساء الثلاثاء دعا رئيس الوزراء الصهيوني يائير لابيد إلى إتمام المفاوضات مع لبنان في أسرع وقت ممكن . وجاء تصريح لابيد بعد تحليقه بواسطة طائرة فوق منصة الغاز التي تسميها إسرائيل كاريش والتي تعتبر أنها تقع في حدودها المائية فيما يقول لبنان إنها في المنطقة المتنازع عليها بين البلدين. وقال لابيد في التصريح: تكمن في مخزونات الغاز الخاصة بإسرائيل إمكانات من شأنها أن تساهم في حل أزمة الطاقة العالمية حيث يمكن للبنان أن يستفيد من تطوير المخزونات الموجودة في مياهه الاقتصادية من خلال المفاوضات التي ينبغي إتمامها في أسرع وقت ممكن . ولكن قبل ذلك بساعات كان لابيد ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس خلال جولة على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية يطلقان التهديدات ضد لبنان. وقال لابيد: دولة إسرائيل جاهزة ومستعدة للتحرك في مواجهة أي تهديد ومع أننا غير معنيين بالتصعيد إلا أن كل من سيحاول المس بسيادتنا أو بمواطني إسرائيل سيكتشف بشكل سريع جداً أنه قد ارتكب خطأ فادحاً . أما غانتس فقال: تعرف الدولة اللبنانية ويعرف قادتها جيداً أنه إذا ما اختاروا مسار النار فهم سيتعرضون للحروق ولأذى كبير . قرب استخراج الغاز من حقل كاريش ويبدو أن الضغط الإسرائيلي يأتي مدفوعاً من اقتراب موعد بدء ضخ الغاز من منصة كاريش. وكانت وزارة الطاقة الإسرائيلية قد توقّعت في تصريح مكتوب حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه بدء ضخ الغاز من منصة كاريش في شهر سبتمبر المقبل. وقالت: إن بدء إنتاج الغاز الطبيعي من منصة كاريش والمتوقع في سبتمبر سيعزز بشكل كبير إمدادات إسرائيل وأمن الطاقة ويزيد المنافسة ويقلل الأسعار في السوق المحلية ويتيح زيادة صادرات الغاز الطبيعي الإسرائيلي حيث يواجه العالم أزمة طاقة غير مسبوقة . وأضافت: تقع منصة كاريش للغاز الطبيعي في المياه الاقتصادية الإسرائيلية على بعد حوالي 80 كيلومتراً غرب شواطئ البلاد. ومن المتوقع أن تتصل المنصة بخزان غاز كاريش في سبتمبر المقبل وأن توفر نحو نصف الطلب على الغاز الطبيعي في الاقتصاد الإسرائيلي . وأطلق حزب الله الذي يعتبر أن منصة كاريش تقع في منطقة متنازع عليها طائرات مُسيّرة باتجاه المنصة وهو ما اعتبرته إسرائيل تهديداً استراتيجياً. كما حذّر زعيم حزب الله حسن نصر الله منتصف الشهر الجاري من اندلاع حرب إذا لم يحصل لبنان على حقه في الغاز . وتتوسط الولاياتالمتحدةالأمريكية في المفاوضات غير المباشرة بين البلدين لترسيم الحدود البحرية بينهما. ومنتصف الشهر الجاري قال نيد برايس المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح مكتوب إن بلاده لا تزال ملتزمة بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل للتوصّل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية علماً أنه من غير الممكن تحقيق التقدّم نحو أي حلّ إلا من خلال المفاوضات بين الطرفين المعنيين . وأضاف برايس: ترحّب الإدارة الأمريكية بروح التشاور والصراحة لدى الطرفين للتوصّل إلى قرار نهائي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل وللمنطقة بأسرها ولا تزال تعتقد أن هذا الحلّ ممكن . ويواصل الوسيط الأمريكي آموس هوكستين التحرك بين الطرفين ولكن الحراك تتخلله تهديدات إسرائيلية ولبنانية متبادلة. وشهدت الأسابيع الأخيرة توترات بين إسرائيل ومنظمة حزب الله التي قال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط أكثر من طائرة صغيرة بدون طيار أطلقتها المنظمة باتجاه منصة الغاز وأيضاً الأراضي الإسرائيلية. تهديدات لبنانية مع اقتراب موعد بدء ضخ الغاز في سبتمبر تزداد التصريحات من جانب حزب الله. وفي 13 جويلية الجاري حذّر زعيم حزب الله حسن نصر الله من اندلاع حرب حال لم يحصل لبنان على حقه بالغاز والنفط من البحر المتوسط. وقال نصر الله في كلمة متلفزة بثتها وسائل إعلام محلية إن المقاومة (حزب الله) هي قوة للبنان في مفاوضات ترسيم الحدود ولديها القدرة على منع العدو الإسرائيلي من استخراج الغاز والنفط . ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً وفق خرائط مودعة من الطرفين لدى الأممالمتحدة وتتوسط واشنطن لتسوية النزاع بينهما. وفي جوان الماضي استعانت إسرائيل بسفينة يونانية مخصصة لإنتاج الغاز وتصنيعه وتخزينه حيث بدأت التحضيرات لاستخراج الغاز من حقل كاريش الذي يقع عند الحدود بين لبنان وإسرائيل. وقال نصر الله: إذا كان الهدف منع لبنان من استخراج النفط والغاز فلن يستطيع أحد أن يستخرج غازاً ونفطاً ولا أن يبيعه أياً كانت العواقب معتبراً أن الحرب أشرف بكثير من استمرار الانهيار الاقتصادي . ولفت إلى أن استخراج النفط والغاز يؤمّن مليارات الدولارات للدولة اللبنانية وهذا هو طريق الإنقاذ (الاقتصادي والمالي) الوحيد للبلد . وأشار نصر الله إلى أن الفرصة الذهبية المتاحة لبلاده هي خلال هذين الشهرين موضحاً أن لبنان يمكنه منع العدو الإسرائيلي من استخراج الغاز وبيعه لأوروبا التي تحتاجه بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا . وكانت مفاوضات غير مباشرة انطلقت بين بيروت وتل أبيب في أكتوبر 2020 برعاية الأممالمتحدة بهدف ترسيم الحدود بينهما حيث عُقدت 5 جولات من التفاوض كان آخرها في ماي 2021. وخلال إحدى جولات التفاوض قدّم الوفد اللبناني خريطة جديدة تدفع بحق لبنان في 1430 كيلومتراً إضافياً وأن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كيلومتراً وهو ما رفضته إسرائيل وأدى إلى توقف المفاوضات.