طموح مشروع بلا مزايدات الجزائر نحو العالمية.. بقلم: الدكتورة سميرة بيطام* صعب في البداية أن نخوض في موضوع كهذا ليست لدينا فيه معطيات واضحة لنقول أن العالمية متاحة للجزائر كدولة سائرة في طريق النمو كدولة مهدت الطريق نحو التجديد وتغيير البنى التحتية لما تميله عليها متطلبات الرهانات القادمة من وراء البحار فالعالمية في تعريفها هي الانتشار الواسع في أكثر من مكان فهي لا ترتبط بمكان أو فئة بل ترتبط بأكثر من مكان وهي تتفرع إلى عدة فروع منها الاقتصادية والسياسية والثقافية لتبقى مرتبطة بالدول التي تملك قوامة اقتصادية ومداخيل أكثر موصولة طبعا بحداثة التنشئة الاجتماعية التي لها دور كبير في استكمال مشروع التحضر حتى يصل إلى مداه. لا نستغرب ان انفردت الولاياتالمتحدة لعقود خلت بالعالمية أنها اليوم تعاني الخوف من فقدان هذا الترتيب المبدئي الذي منحها اسم شرطي العالم والرجل الذي كان يقف على الصراعات الدولية فيدلي برأيه ليوقف اختلال الموازين لتظهر اليوم دول أخرى تنافس في الريادة كروسيا والصين والسعودية وكوريا الشمالية وايران ما نظنه اليوم بل ما نحاول أن نقترب للعالمية من خلاله أن ثمة دول مرشحة لخوضها حتى لو بدت أنها ليست مؤهلة بعد لكن بحسب رأينا المتواضع ان هناك معطيات لم تظهر للعيان لكنها مبطنة معطيات حول قيمة العتاد الدفاعي للجزائر وقيمة مصادر النفط والغاز وقيمة الثروات التي تحوز عليها الصحراء وقيمة العقول التي ان هي نهضت ستحدث ثورة تغيير حقيقية هذه الثورة التي يخشاها الكثيرون لأن الصاق العالمية بدولة في القارة السمراء هو شأن سابق لأوانه لأن النظرة لهذه القارة أنها بالكاد لم تتخلص من الأوبئة المنتشرة فيها ومن ظاهرة الاستعمار المتلون بألوان أخرى وبمساومات في اظهار الأرشيف الاستدماري للمغازلة والنيل من ثروات القارة التي تعتبر جل دولها تعرضت للاستعمار سواء الايطالي أو الفرنسي. نظرتنا لعالمية الجزائر ليس من منظور غزو فضائي مكوكي ولا من منظور مجرد منافسة الدول العظمى بل نظرتنا هي من منطلق ايماننا العميق أن الجزائر تحوز على مؤهلات وفرص لم تستظهر أوراقها بعد اذ تكفي الخريطة الجغرافية التي تحوز عليها وهي تعادل مساحة مجموعة من الدول ويكفي أنه اتحوز على المناخ المعتدل وتنوع الثروة ثم سياسة الجزائر مع الدول سياسة مسالمة هادئة ليست بالعدوانية ما يجعلها تحظى باحترام الدول الأخرى وهو ما يكسبها بطاقة ائتمان سواء للاستثمار أو للسياحة أو لغيره من اللقاءات الافريقية والدولية ليس فقط مسألة الثقة فيما بين الدول بل تجنبها الخوض في مسائل البلدان الداخلية فهو شأن لا يعنيها وهو ما يكسبها نظرة الدول الأخرى كونها دولة محترمة من حقها ان تحظى بالعالمية ان هي قررت ذلك. *هذا تاريخنا وبالعودة للتاريخ القريب أو البعيد نجد أن الجزائر لها مشاركات في حروب عديدة منها حرب أكتوبر 1973 وحرب 1967 والأوضح من ذلك حرب التحرير المجيدة التي ابلت فيها بلاء حسنا ما يؤهلها لأن تخوض في المستقبل حروبا من شأنها أن يهدد أمنها أو استقرارها وقد سبقتها ثورات الأمير عبد القادر ولالا فاطمة نسومر وغيره..والتاريخ ثابت في الأحداث بتواريخه وشواهده وغير قابل للتغيير وله الجانب المميز من الاشهاد على بسالة قادة دولة في الجزائر.. لا نسبق الأحداث ولكل من يشكك في عدم قدرة الجزائر في خوض العالمية عليه أن ينتظر المستقبل بما أن هناك تغييرات كثيرة وعميقة سيشهدها العالم عما قريب..فلا نستعجل في الحكم على الظاهر حتى تقدم لنا الأيام تجربة المستقبل التي لا نعلمها رغم أنه بالإمكان رسم بعض خطوط التفاؤل منها انطلاقا من الظاهر من المعطيات وبلا مزايدات فالتوازن الفكري يضمن تحقيق المنشود بأقل اخفاقات وما تجاوزه من مزايدات من باب استظهار القوى فقط قد يعود سلبا على الطموح المشروع.