يعرب مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز عن إدانته الشديدة وعميق أسفه للحملة التي تشنها الحكومة الصينية ضد الإيغور المسلمين في إقليم تركستان الشرقية المحتل والمعروف صينيًّا باسم إقليم شينغ يانغ، والتي يُفترض بها أن تستمر لشهرين كاملين، بزعم ملاحقة ما يسموه ب"الإرهاب الإسلامي" في الإقليم. ويضيف المركز أن الحكومة الصينية تواصل منذ فترة طويلة سياسة التمييز العنصري ضد المسلمين الإيغور في الإقليم، وتغض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها طائفة الهان الصينية ضد الإيغور والتي راح ضحيتها في الفترة الماضية مئات القتلى، تحت سمع وبصر السلطات الصينية التي لم تحرك ساكنًا لوقف المجازر ضد الإنسانية التي ترتكب في تركستان الشرقية. ويشير إلى أن سياسة التمييز العنصري ضد الإيغور لم تتوقف على قمعهم أمنيًّا وسياسيًّا، وترك الهان ينتهكون حقوقهم الإنسانية، بل تتعدى ذلك إلى التضييق عليهم في الوظائف العامة والثقافة المحلية، ومنع أداء فريضة الصيام وإقامة الصلوات في جماعة وحظر الحجاب وإطلاق اللحى وكذلك توزيع أي منشورات دينية. ويضيف أن السلطات الصينية في الإقليم تقوم بكل تلك الأمور بالمخالفة للأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يحظر التمييز بين البشر على أساس العِرق أو الدين أو اللغة، والذي يؤكد على حقوق الأفراد المشروعة في حرية الرأي والتعبير وفي أداء شعائرهم الدينية دون تدخل من أحد. ويؤكد أن تلك الممارسات إنما تعكس رغبة صينية في القضاء على الأقلية المسلمة صاحبة الحق في ذلك الإقليم، وذلك خوفًا من المطالب المتصاعدة المنادية باستقلال الإقليم. ويرى أن ما تقوم به الصين ضد مسلمي الإيغور يبرِّر موقفها السلبي إزاء الثورات العربية المنادية بالحرية والديمقراطية؛ إذ كانت الصين على رأس الدول الرافضة لحصول تلك الدول على حرياتها، بسبب المصالح الكبيرة التي تجمعها بتلك الأنظمة المستبدة التي تلتزم في نفس الوقت الصمت إزاء جرائم الصين ضد المسلمين الإيغور. ويضيف أن من شأن تلك المواقف السلبية سواء تجاه مسلمي الإيغور أو تجاه الشعوب العربية أن تفقد الصين مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، وتدفع الشعوب العربية لمقاطعة البضائع الصينية التي تزخر بها المنطقة. ولذلك فإن المركز يطالب بضرورة إعادة النظر في تلك السياسات المستبدة، وإتاحة الحرية الكاملة للمسلمين هناك بممارسة شعائرهم بحرية تامة، وعدم ممارسة الضغط والإرهاب تحت دعاوى زائفة. كما يناشد الحكومات العربية والإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان في العالم أجمع بالضغط على السلطان الصينية في ذلك الإقليم المسلم لوقف تلك الممارسات الاستفزازية، وفضح أي انتهاكات لحقوق الإنسان المسلم في إقليم تركستان الشرقية.