انعدام الأمن الغذائي يتفاقم.. الجوع يؤرق أغنى الدول زادت جائحة كورونا ومن بعدها أزمة أوكرانيا نسب حالات انعدام الأمن الغذائي في الولاياتالمتحدة بمعدلات عالية حتى بات آلاف الأشخاص يصطفون أمام بنوك الطعام في الولاياتالأمريكية ما استدعى الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعلان الحرب على الجوع. ق.د/وكالات يشهد العالم أزمات متلاحقة ألقت بظلالها بشكل سلبي على مستويات الجوع حول العالم والتي ارتفعت بشكل غير مسبوق. ووفق تقرير الجوع الصادر عن الأممالمتحدة لا يزال ما يصل إلى 828 مليون شخص يعانون من الجوع. وبعد التراجع المطرد لعقد من الزمن بدأ معدل الجوع العالمي في الارتفاع ما أثر على ما يقرب من 10 في المئة من سكان العالم. وبين عامي 2019 وحتى 2022 ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية إلى 150 مليونا بفعل أزمات أبرزها الحرب الأوكرانية وتغير المناخ ووباء كورونا. وعلى إثر ذلك دعت الأممالمتحدة في تقرير مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى ضرورة اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة في 20 دولة اعتبرتها بؤرا ساخنة للجوع في العالم. وأشار التقرير إلى أن إثيوبيا ونيجيريا وجنوب السودان واليمن والصومال وأفغانستان تظل في حالة التأهب القصوى وهي حالة الظروف الكارثية ما يعني أن هناك شرائح من السكان تواجه انعدام أمن غذائي كارثي أو معرضة لخطر التدهور نحو ظروف كارثية. ويرتبط الجوع ارتباطا وثيقا بالفقر وينطوي على تفاعلات بين مجموعة من العوامل الاجتماعية لكن مجلس الأمن اعترف منتصف 2018 بأن الصراع يعتبر أيضا محركا رئيسيا لأزمات غذائية حادة بما في ذلك المجاعة إذ يكون الجوع ونقص التغذية أسوأ بكثير عندما تطول النزاعات وتكون مؤسسات الدولة ضعيفة. وبحسب مؤشر الجوع العالمي 2021 تصدرت الصومال قائمة الدول الأكثر جوعا في العالم بينما حلّ اليمن في المركز الثاني وجاءت إفريقيا الوسطى بالمرتبة الثالثة تليها تشاد والكونغو الديمقراطية. واحتلت مدغشقر المركز السادس ثم ليبيريا وهاييتي وتيمور الشرقية وسيراليون في المركزين التاسع والعاشر. *خطة أمريكية وفي السياق تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء الجوع في الولاياتالمتحدة بحلول عام 2030 مع التزام بإنفاق 8 مليارات دولار لمحاربة الجوع والأمراض المرتبطة به. وقال بايدن في مؤتمر عن الغذاء والتغذية والصحة في البيت الأبيض: أعلم أننا قادرون على إنهاء الجوع في هذا البلد بحلول عام 2030 وتقليص الخسائر التي تتسبب فيها الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي للكثير من الأمريكيين . *ما أسباب تزايد الجوع؟ يعتبر الخبير الاستراتيجي بالجمعية العمومية لمنظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة فاو نادر نور الدين أن ارتفاع أسعار الغذاء بشكل غير مسبوق خلال الشهور الأخيرة ساهم في زيادة أعداد الجوعى حول العالم. وأشار نور الدين في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية أن الأزمة لا تتمثل في ندرة الغذاء فقط لكن المشكلة الأكبر في ارتفاع أسعاره بما يمكن تسميته الجوع المستتر حيث تكون السلعة متوفرة في الأسواق لكنها تفوق قدرة الفقراء على الشراء. ويرجع خبراء أزمة الغذاء العالمية إلى أن روسيا وأكرانيا كانتا تتحكمان في 34 بالمئة من صادرات الغذاء والسلع الاستراتيجية وبالتالي فإن خروج هذه النسبة من التجارة العالمية لا بد أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء ولذلك تضاعفت أسعار القمح ووصلت إلى قرابة 500 دولار للطن.