نظير جهوده في دعم العمل العربي المشترك الاتحاد العربي للأسمدة يكرّم الرئيس تبون * عرقاب: صناعة الأسمدة تعرف انطلاقة جديدة في الجزائر ن. أيمن تم أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة تكريم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من طرف الاتحاد العربي للأسمدة نظير جهوده في دعم العمل العربي المشترك وجاء هذا التكريم على هامش افتتاح المؤتمر التقني الدولي ال34 للاتحاد العربي للأسمدة الذي ينظم إلى غاية الخميس المقبل بفندق الأوراسي. وتم تسليم الدرع التكريمي من طرف رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي محمد الطاهر هواين إلى وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب ووزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني بحضور الوفود العربية والأجنبية المشاركة وسفراء وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. ويأتي ذلك عرفانا بالجهود المبذولة في مجال دعم العمل العربي المشترك وبالأخص عمل الاتحادات والهيئات المنضوية تحت لواء جامعة الدول العربية حسب الشروح المقدمة خلال مراسم التكريم. من جهة أخرى أكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب أمس الثلاثاء بالجزائر أن صناعة الأسمدة تعرف انطلاقة جديدة في الجزائر بفضل إطلاق مشاريع هيكلية كبرى خلال 2022. وأوضح الوزير في كلمة ألقاها خلال افتتاح فعاليات المؤتمر التقني الدولي للاتحاد العربي للأسمدة أن الجزائر اطلقت مشاريع هيكلية كبرى في العام الجاري على رأسها مشروع الفوسفات المدمج ومشروع الفوسفات الغذائي. ويسمح مشروع الفوسفات المدمج باستخراج ومعالجة 10 ملايين طن من الفوسفات الخام وتحويل 2ر1 مليار م3 من الغاز الطبيعي لإنتاج حوالي 6 ملايين طن من الأسمدة سنويا حسب الوزير. بينما يتضمن المشروع الثاني إنجاز مركب صناعي لتحويل 700 ألف طن من الفوسفات المعالج لإنتاج الفوسفات الغذائي والأسمدة الفوسفاتية والمواد الكيميائية الأخرى حسب الشروح التي قدمها السيد عرقاب في حضور عدة وفود عربية ودولية. ويجري العمل على إطلاق مشاريع أخرى في هذا المجال بهدف تنويع الاقتصاد الوطني ودعما للفلاحة الجزائرية التي تحظى باهتمام خاص من السيد رئيس الجمهورية حسب الوزير الذي أكد بأن الجزائر تعمل على تحقيق إنتاج قياسي سنة 2023 لاسيما في شعبة الحبوب بغية ضمان الأمن الغذائي خاصة في ظل الاضطرابات الجيوسياسية والإشكالات الاقتصادية التي يعرفها العالم اليوم. وتصدر الجزائر اليوم 7 ملايين طن من الأسمدة المصنعة والمواد النصف النهائية تشمل 3 ملايين طن من اليوريا و2 مليون طن من الفوسفات المعالج 2 مليون طن من الأمونيا يضيف السيد عرقاب. كما تنتج الجزائر مئات الالاف من أنواع الأسمدة الازوتية والفوسفاتية المركبة من أجل مواكبة النهضة الزراعية غير المسبوقة التي تشهدها البلاد يقول الوزير مذكرا بأن الجزائر وضعت في أوائل الستينات اللبنات الأولى والأساسية لصناعة الأسمدة من خلال إنشاء مصنعين لإنتاج الأمونيا والأسمدة بكل من عنابة وأرزيو. وتواصل الجزائر اهتمامها بتنمية وتطوير هذه الصناعة إذ تعتبر منتجا له مكانته وأهميته في السوق العالمية يتابع السيد عرقاب. من جهة أخرى تعرف السوق الداخلية استمرارية في تمويل وتزويد الفلاحين بالأسمدة والمدخلات الزراعية على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا والنزاعات الجيوسياسية التي أثرت على وفرة الأسمدة والمواد الأولية بالإضافة إلى غلاء أسعارها في الاسواق الدولية حسب الوزير. وتابع يقول: إن ضمان تدفق الأسمدة من أولوياتنا فهي تعتبر عنصرا أساسيا لضمان الأمن الغذائي الذي تلعب فيه الشركات الناشطة في هذا المجال والهيئات الدولية كالاتحاد العربي للأسمدة دورا حيويا مع تأكيد ضرورة مرافقة للفلاحين وإرشادهم للطرق العلمية والعملية في استعمال الأسمدة لزيادة المردودية الإنتاجية . وبخصوص التغيرات المناخية وتأثيرها على هذه الصناعة اعتبر الوزير بأن الأخذ بعين الاعتبار بهذه القضية هو من القناعات الراسخة لدى الدولة الجزائرية حيث تعمل على رفع مستوى استخدام الطاقات المتجددة بكل أنواعها في المنظومة الطاقوية الوطنية المستقبلية مشيرا إلى تخصيص استثمارات هامة في إطار مشاريع الهيدروجين الأخضر الذي يعمل القطاع على انجازه في اطار الاستراتيجية الوطنية لتطوير الهيدروجين بالشراكة مع متعاملين أجانب . وحول تنظيم المؤتمر التقني الدولي ال34 للاتحاد أكد الوزير أن عقد فعاليات هذا المؤتمر تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية لهو دليل على حرص الدولة الجزائرية على دعم العمل العربي المشترك وبالأخص عمل الاتحادات والهيئات المنضوية تحت لواء جامعة الدول العربية . و يتزامن تنظيم هذا المؤتمر مع احتفال الجزائر بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية والتي تستحضر وقوف الدول العربية شعوبا وقادة إلى جانب الشعب الجزائري في كفاحه إبان ملحمة ثورة نوفمبر 1954 الخالدة يضيف الوزير. بحث سبل التعاون العربي لتطوير صناعة الأسمدة بحث المشاركون في الدورة ال34 للمؤتمر الدولي الفني للأسمدة المنعقد لأول مرة في الجزائر سبل الحد من التأثيرات السلبية للمستجدات الدولية على صناعة الأسمدة مع تطوير هذه الصناعة في المنطقة العربية وفق ممارسات عصرية. وأوضح وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني أن هذا المؤتمر المنعقد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأسمدة والذي ينظمه الاتحاد العربي للاسمدة برئاسة الجزائر يعد فرصة لتدارس الحلول المتاحة ذات البعد العملي والتطبيقي لتوفير الأسمدة في العالم العربي وتحديد مجالات استعمالها استجابة لمتطلبات الفلاحين . وكشف عن اتخاذ عدة اجراءات لمواجهة الارتفاع المفرط في أسعار الأسمدة في العالم لاسيما بالنسبة لليوريا46. وإلى جانب توقيع اتفاقيات بين قطاعي الفلاحة والطاقة خاصة لتوفير الأسمدة للفلاحين تم مراجعة الأسعار المرجعية للأسمدة الازوتية والفوسفاتية والبوتاسيوم حتى تكون في متناول الفلاحين مع توفير الإنتاج المحلي لتقليص التبعية لاستيراد هذه المدخلات يضيف السيد هني. من جهته أكد رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاسمدة والرئيس المدير العام لمجمع أسمدال محمد الطاهر هواين أن الوضع الدولي الصعب يطلق جرس إنذار لأصحاب القرار في العالم فيما يخص التفاعل بين أزمات الطاقة والغذاء والمناخ مما يدفع بملايين الأفراد إلى التفكير في تحقيق الأمن الغذائي. الدول العربية تنتج ثلث الإنتاج العالمي للأسمدة ودور فعال للجزائر وبدوره كشف الأمين العام للاتحاد العربي للأسمدة رائد الصعوب عن دعم الاتحاد للجزائر فيما يخص إنتاج الاسمدة الفوسفاتية باعتبارها رائدة في الاسمدة النيتروجينية إلى جانب مرافقتها لإنتاج الهيدروجين الاخضر والامونيا الخضراء. واستعرض السيد الصعوب عدة مؤشرات تتعلق بصناعة الاسمدة في الدول العربية قائلا ان 13 دولة عربية من بين 22 دولة تنتج الأسمدة بمجموع 43 شركة. وتساهم الدول العربية بثلث الإنتاج العالمي للأسمدة حيث تبلغ عائدات الاسمدة العربية قيمة 70 مليار دولار سنويا مقابل 200 مليار دولار لكل دول العالم. وكشف المسؤول عن وجود 38 مشروعا متوقعا في 9 دول عربية لإنتاج الامونيا الخضراء خلال السنوات المقبلة وهو ما سيدعم المساعي لتزويد احتياجات الاتحاد الاوروبي من مادة الهيدروجين التي ستبلغ 20 مليون طن سنويا في2030.