أكّد الخبير الإسباني في مجال الهندسة المعمارية السيّد خافيير غالفان بوهران أن العمران الإسلامي بإسبانيا يشكّل أحد معالم التنوّع الفنّي للحظيرة المعمارية· وأضاف المحاضر وهو مدير معهد (سارفانتيس) بوهران، والذي نشّط سهرة الاثنين ندوة بمقرّ هذه الهيئة أن العمران الإسلامي بإسبانيا، خاصّة في مدنها الجنوبية (يحتلّ مكانة هامّة بالمقارنة مع مختلف الأنماط المعمارية التي تعرفها هذه المناطق)· وقبل أن يخوض في تفاصيل وأنواع الهندسة المعمارية التي ساهم بها المسلمون في إعمار المدن الإسبانية قدّم السيّد غالفان بالمناسبة لمحة تاريخية عن بروز العمران الإسلامي بهذا البلد، خاصّة في عهد الفتوحات ودخول طارق ابن زياد ووصول الأمويين الى قرطبة وتطوّر الحضارة الأندلسية، وقد أشار في هذا الصدد إلى أن الفترة التي تمّ فيها إنجاز البنايات ذات الأنماط الإسلامية دامت 8 قرون، مبيّنا أن هذا الزمن الطويل عرف تطوّرات تاريخية وحضارية ساهمت في إحداث تحوّلات على العمران الإسلامي من النّاحية الفنّية· واستعرض المحاضر من خلال الصور والمخطّطات الهندسية معالم العمران الإسلامي والفنون المعمارية الإسلامية التي كانت في أوجها خلال فترة الموحّدين والمرابطين، حيث قدّم نماذج عن هذه التحف مثل القصور والمساجد العتيقة التي ما تزال صامدة وشاهدة على عصورها· وتابع الحضور صورا لعدد كبير من المعالم الإسلامية بإسبانيا مثل مساجد وقصور وحمّامات قرطبة التي تتشابه إلى حدّ كبير مع الأنماط المعمارية الشائعة ببلدان المغرب العربي الكبير على حدّ قول السيّد غالفان·