كانت تعشق الغناء وسماع الموسيقى، وتعيش حياتها بلا هدف أو غاية تسعى إلى تحقيقها، مجرد أيام تمر لا شيء مميز فيها ويسودها الكثير من الخوف والأرق والقلق وعدم الرضا والسخط على كل ما كان يصيبها. حتى شاءت إرادة الله عز وجل أن يضع في طريقها الدواء أو العلاج الذي شفاها من المتاعب النفسية، وبيّن لها سر وجودها في الحياة ومن أجل ماذا خلقت، وكيف تحقق الغاية من خلقها، وكيف تجعل حياتها أجمل وأنقى وأكثر استقرارا وطمأنينة. هذا العلاج هو الإسلام الذي اعتنقته المسلمة الجديدة مايرا سانتوس منذ عام واحد. إذاعة القرآن الفلبينية مايرا أو أميرة كما أحبت أن تدعى بعد دخول الإسلام إلى حياتها، جاءت إلى الإمارات منذ 8 سنوات لتعمل بائعة في إحدى شركات الأجهزة الإلكترونية في دبي. وتعود أميرة بذاكرتها إلى الوراء، وتتذكر الأسباب التي دعتها لتسلم، قائلة ل"الاتحاد": «قبل شهر رمضان الفضيل العام الماضي بشهر ونصف، كنت خارجة إلى عملي كعادتي فشغلت سيارتي وشرعت في قيادتها وفي أثناء الطريق رغبت في أن أدير مفتاح تشغيل الراديو لأستمع إلى الموسيقى كما أفعل يوميا في طريق الذهاب والإياب، وأبقى أدندن مع الأغاني طوال الطريق، وبينما كنت أقلب بين المحطات وإذا بيدي تسقط على إذاعة القرآن الكريم، وكان يخرج منها صوت جميل جدا يرتل القرآن؛ فلم أستطع مقاومة سماعه على الرغم أنني لم أفهم ما يقول، لكنها رغبة شديدة تملّكتني بأن أفتح على نفس الإذاعة في طريق الذهاب والإياب يوميا، وعلى مدار شهر ونصف لم أسمع خلالهما موسيقى في سيارتي بل قرآنا فقط». وتضيف «سماعي اليومي للقرآن ألان قلبي وجعلني أفكر بأن علي أن أتعرف على الدين الذي جاء به هذا القرآن، أي الدين الإسلامي، فلجأت في بادئ الأمر إلى زملائي وزميلاتي المسلمين في العمل، وطلبت منهم أن يشرحوا لي عن الإسلام، فبينوا لي بعض الأمور وقدموا لي كتيبا عن الإسلام يشرح تعاليمه وأركانه، ويوضح تكامله مع الأديان السماوية التي تسبقه؛ فتأثرت بهذا الكتاب كثيرا، ولم أكتف به بل جلست ساعات طوال أمام شاشة الإنترنت أتنقل بين المواقع الإسلامية التي تشرح مفاهيم أوسع وأشمل عن الإسلام، وتذكر مواقف عاشها النبي محمد عليه الصلاة والسلام في طريقه لنشر الإسلام، وما عاناه وأصحابه من أجل ذلك بل من أجل أن يصلنا الإسلام على طبق من ذهب». لحظة الحقيقة أيام قليلة انقضت وأميرة تبحث عن الإسلام وتهيئ نفسها لاعتناقه حتى بدأ شهر رمضان الفضيل من العام المنصرم؛ فأخذت تسأل زملاءها عن محاضرات دينية تقام في رمضان تتحدث عن الإسلام باللغة الإنجليزية؛ فأرشدوها إلى الملتقى الرمضاني الذي يقام من كل عام في منطقة الطوار، ويقدم فيه مشايخ ودعاة محاضرات دينية باللغة العربية وأخرى باللغة الإنجليزية والفلبينية من أجل الجاليات المسلمة، فذهبت إلى هناك دون تردد. وتصف ذاك اليوم الذي من الصعب أن تمحيه من ذاكرتها، قائلة «عندما دخلت الخيمة التي ستبدأ فيها المحاضرة الخاصة بالجاليات شعرت بقشعريرة ورهبة تسري في أوصالي، إذ كنت قد عقدت في نفسي في ذلك اليوم أن أطلب من الداعية أن يعلمني كيف أنطق الشهادتين بل كيف أعتنق الإسلام، ولحظة دخولي استقبلتني إحدى الحاضرات، وسألتني «هل أنت مسلمة؟» فقلت لها لا أنا مسيحية فردت مبتسمة عندما تسمعين كلام الداعية الفلبيني عمر بانلبر ستسلمين بإذن الله، ومن ثم دخل الشيخ عمر، وبدأ يتحدث بأسلوب مبسط ومنطقي عن الإسلام، ويقارن بينه وبين الديانات الأخرى، ويظهر مصداقيته كنت أستمع إليه بشغف، وكلما شرح شيئا قلت في نفسي كلامه صحيح فهذا ما قرأته في الإنترنت والكتب قبل أن آتي حتى ازداد يقيني بالإسلام». وتضيف «ثبت قلبي أكثر بعد سماع حديثه الرائع وبعد أن انتهى من المحاضرة وقف وقال من يريد أن يسلم فليقف وينطق معي بالشهادتين فكنت أول هؤلاء حيث حملتني قدماي دون أن أشعر بنفسي مندفعة متعطشة للإسلام، ووقف معي 116 فلبينياً وفلبينية أعلنوا إسلامهم أيضا، وصار الحضور يكبر والشيخ عمر أيضاً.. كانت لحظات في غاية الروعة». بعد ذلك توجهت أميرة لتحصل على شهادة اعتناق الإسلام من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي الذين قاموا بدورهم بتعريفها بكيفية الصلاة والطهارة والوضوء والصيام والزكاة وماله صلة بسائر العبادات، وذلك بشرح مفصل من قبل مرشدين ومرشدات ومن خلال كتيبات ونشرات تفي بالغرض. صيام وقيام لأن أميرة أسلمت خلال أيام شهر رمضان الفضيل من العام الماضي وجب عليها أن تبدأ بالصوم مع المسلمين، وفعلا بدأت بذلك لكنها وجدت إرهاقا وتعبا وإعياء بالصوم إذ لم تعتد عليه بعد لكنها صامت بعض الأيام، أما في رمضان هذا العام فقد صامت وقامته لياليه تدعو وتستغفر لتكون ممن يكرمهم الله عز وجل بعفوه ومغفرته والعتق من نيرانه في هذا الشهر الفضيل. ارتدت أميرة الحجاب وتزينت به كحال المسلمات، وتواظب على حضور المحاضرات الدينية التثقيفية، أما بالنسبة لأهلها فلم تخبرهم بعد عن إسلامها، إذ تعتقد أن ذلك سيكون أفضل عندما تذهب لزيارتهم نهاية هذا العام ليتسنى لها أن تشرح لهم ما وجدت في الإسلام، وما يتميز به هذا الدين العظيم لعلهم يحذون حذوها. * ارتدت أميرة الحجاب وتزينت به كحال المسلمات، وتواظب على حضور المحاضرات الدينية التثقيفية، أما بالنسبة لأهلها فلم تخبرهم بعد عن إسلامها، إذ تعتقد أن ذلك سيكون أفضل عندما تذهب لزيارتهم نهاية هذا العام ليتسنى لها أن تشرح لهم ما وجدت في الإسلام، وما يتميز به هذا الدين العظيم لعلهم يحذون حذوها.