تُعدّ مصدراً لاسترزاق بعض الأسر صناعة الديول .. حرفة تنتعش في رمضان تقبل العديد من الحرفيات والنساء الماكثات بالبيت على صناعة الديول كمادة أساسية تدخل في تحضير البوراك وهو الأكلة المشهورة في الجزائر بحيث تنتعش الحرفة كثيرا في رمضان وتعد مصدرا لاسترزاق العائلات المحدودة الدخل. نسيمة خباجة تشتهر أكلة البوراك في المطبخ الرمضاني في الجزائر وتدخل في تحضيرها أوراق الديول وهي عبارة عن رقاق عجيني دائري يكثر عليها الطلب في شهر رمضان مما يدفع سيدات ونساء ماكثات بالبيت الى احتراف مهنة تحضير الديول وعرضها للبيع بالأسواق الشعبية وبعض متاجر بيع المستحضرات الغذائية وتحقيق عائدات يساهمن بها في تغطية نفقات رمضان ومستلزمات العيد. وتستعد السيدات اللواتي تحضرن أوراق الديول التقليدية لهذا النشاط الذي يبقى ظرفيا بالنسبة للعديد منهن قبل حلول الشهر الفضيل وذلك من خلال اقتناء ما يلزمهن من السميد حسب ما ذكرته السيدة حورية ربة عائلة وأم لخمسة أطفال تنشط منذ تسع سنوات في تحضير وبيع أوراق الديول بالبيت خلال شهر رمضان وأفادت ذات المتحدثة بأنّ هذه الحرفة على الرغم من أنها موسمية بالنسبة لها غير أنها تمثل موردا هاما لتغطية مصاريف مائدة رمضان بالنسبة لعائلتها. وأردفت قائلة: رغم الإقبال الواسع للنساء الماكثات بالبيت على تحضير وبيع أوراق الديول خلال شهر رمضان غير أن الطلب لا يزال قائما عليها مشيرة إلى أن المنافسة دفعت بالعديد من الحرفيات إلى تنويع شبكة توزيع هذا المنتوج والاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعي لعرض منتوجهن بتوضيب وتغليف جذابين . وإذا كانت السيدات الماكثات بالبيت تعتمدن نظام البيع المباشر بالمنزل من المنتج إلى المستهلك فإنّ فئة أخرى من النساء تفضلن تسويق منتوجهن اليومي من أوراق الديول الذي يصل ما بين عشرة إلى عشرين حزمة ذات 12 ورقة للواحدة لتموين الباعة بالأسواق والمتاجر بأسعار الجملة وفق ما أوضحت السيدة فضيلة حرفية مختصة في صناعة العجائن التقليدية وأوراق الديول . وأضافت أن تحضير وبيع أوراق الديول يعد نشاطا منزليا مربحا نظرا للرواج الذى تشهده أكلة البوراك في رمضان. طلب كبير ورواج واسع وتبقى مداخل أسواق الخضر والفواكه على غرار السوق المركزي بوسط مدينة عنابة وأسواق أحياء قبة والصفصاف ووادي فرشة والريم وسيدى عاشور أهم محطات بيع أوراق الديول . فعلى مدار السنة تمون العديد من السيدات الماكثات بالبيت لاسيما الحرفيات كما أضافت السيدة فضيلة محلات الأكل السريع المختصة في تحضير البوراك المنتشرة عبر الأحياء الشعبية وحتى على طول الشريط الساحلي ومطاعم الأكل التقليدي وقاعات الحفلات بكميات هامة من أوراق الديول . و أمام الطلب الدائم على أوراق الديول إعتمدت عديد الحرفيات وخاصة الشابات منهن التقنيات الحديثة للترويج لمنتوجهن من خلال عرض مقاطع فيديو على صفحاتهن الفايسبوكية لطريقة تحضيرهن للأوراق وطبيعة السميد التي تسمح بالحصول على نوعية جيدة من الأوراق وبأحجام مختلفة وبتوضيب خاص لحفظ الأوراق قبل عرضها على المستهلك. ولجأت العديد من الحرفيات إلى التعامل مع الطباخين المختصين في تحضير الولائم بقاعات الأفراح لتزويدهم بما يلزمهم من أوراق الديول وذلك وفق رزنامة وبرنامج تمويني معد حسب المناسبات والأفراح المبرمجة عبر قاعات المدينة حسب ما أبرزته ذات السيدة. كما تبقى الأسواق ومحلات بيع المستلزمات الغذائية وجهة الفئة الأوسع من النساء الماكثات بالبيت المنتجة لأوراق الديول التقليدية بعنابة إستنادا للمتحدثة. ويمثل البوراك طبقا أساسيا في مائدة رمضان بمنطقة عنابة ويقترن تناوله بطبق الشربة خلال شهر الصيام وحتى خلال الولائم والمناسبات. كما يقبل العنابيون على استهلاك طبق البوراك بشكل واسع في باقي أيام السنة وخاصة خلال خرجات الاستجمام العائلية حيث تحضر هذه الأكلة بمحتويات بسيطة وغالبا ما تتنافس ربات البيوت على تحضيرها بمحتويات متنوعة حسب الأذواق والإمكانيات المتوفرة.