الحرب تتوحّش والمقابر الجماعية تتمدّد في غزّة 40 يوماً من التقتيل.. يتواصل العدوان على قطاع غزّة لليوم 40 وتعرض شمال القطاع على مدار الليلة الماضية لأحزمة نارية من الطيران الحربي والقصف المدفعي وأعلن مدير مجمع الشفاء في غزّة أنهم بدؤوا في حفر قبور صغيرة للشهداء بالمستشفى وحذرت وزارة الصحة في القطاع من أن مستشفيات جنوب القطاع بدأت تخرج من الخدمة بسبب نفاد الوقود. ق.د/ وكالات أكد مدير مجمع الشفاء الطبي في غزّة محمد أبو سلمية دفن عشرات الشهداء في مقبرة جماعية في ساحات المستشفى وذلك نتيجة الحصار والعدوان اللذين استمرّا على القطاع لليوم الأربعين. وقال مدير مجمع الشفاء الطبي إن 179 جثة على الأقل دفنت -امس الثلاثاء- في قبر جماعي بموقع المستشفى موضحا أن بينهم 7 أطفال خدج توفوا جراء انقطاع الكهرباء. وقال أبو سلمية إن إدارة المستشفى اضطرت لدفن الشهداء في قبر جماعي داخل المجمع بعد تحلل جثامينهم وعدم الموافقة على إخراجها. ولفت مدير المجمع الطبي الذي تعرض لهجمات متكررة ولحصار أخرجه عن الخدمة أن القبر الذي تم حفره صغير ولا يتسع لدفن جميع الشهداء. وأشار إلى أن الاحتلال يحكم بالإعدام على المرضى والجرحى والنازحين بسبب استمرار حصاره للمجمع وأن 40 من الجرحى استشهدوا داخله. وقال أبو سلمية إن مجمع الشفاء تحوّل إلى مقبرة حقيقية للمرضى والجرحى مشيرا إلى أن الطواقم الطبية فيه أجرت عمليات جراحية لبعض الحالات الطارئة من دون تخدير أو أكسجين. وأضاف أن أي شخص يتحرك داخل ساحات المجمع أو في محيطه يتعرض لإطلاق النار. وهناك مخاوف حقيقية من خسارة أرواح عديد من الأطفال والجرحى داخله. وقال مدير المجمع نريد إجلاء آمنا للجرحى والمرضى إلى خارج المجمع . وبعد التنسيق مع الصليب الأحمر وافق الاحتلال على نقل عدد قليل من الخدج. *مأساة الشفاء ويعدّ مجمع الشفاء أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزّة أُسس عام 1946 وتطور مع الوقت فأصبح أكبر مجمع طبي يضم 3 مستشفيات متخصصة ويعمل فيه 25 من العاملين في القطاع الصحي بقطاع غزّة كله ويستقبل حاليا آلاف المرضى والنازحين الذين لجؤوا إليه للاحتماء فيه. وخلال الأسابيع الماضية توفي العشرات من بينهم أطفال خدج في مستشفى الشفاء إما بقصف صهيوني عليه وعلى محيطه أو نتيجة تعطل المستشفى بعد توقف منشأة توليد الأكسجين نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيلها ولتشغيل مولدات الكهرباء. وفي وقت سابق قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزّة أشرف القدرة إن مجمع الشفاء الطبي خرج عن الخدمة تماما ولا يستطيع تقديم أي خدمة صحية للجرحى نتيجة العدوان أو حتى المرضى الموجودين داخل المجمع كما أنه يتعرض لحصار من الداخل والخارج.