هكذا بدت غزة بعد 100 يوم من الإبادة 100 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود وجريح ترك العدوان الذي يشنه الاحتلال على قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي آثاره الثقيلة على مفاصل الحياة كافة في القطاع الساحلي الصغير ولم يترك مكانا إلا وفيه أثر من قتل أو تدمير. ق.د/وكالات 100 يوم على هذه الحرب التي اندلعت إثر معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 والتي يصنفها الغزيون على أنها الأعنف من بين حروب وجولات تصعيد عدة تعرضوا لها على مدار ال15 عاما الماضية. حيث قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن نحو مئة ألف فلسطيني باتوا في عداد الشهداء والمفقودين والجرحى بمن في ذلك أولئك المصابين بإعاقات طويلة الأمد في اليوم ال100 لجريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة. وذكر المرصد الأورومتوسطي أن إحصاءاته الأولية تفيد بمقتل 31.497 فلسطينيًا حتى مساء السبت مشيرًا إلى أن 28.951 من ضحايا الهجمات الجوية والمدفعية على قطاع غزة هم من المدنيين أي ما نسبته 92 بالمئة تقريبا من إجمالي الضحايا بمن في ذلك 12.345 طفلًا و6.471 امرأة بالإضافة إلى 295 عاملًا في المجال الصحي و41 من عناصر الدفاع المدني و113 صحافيًا فيما أصيب 61.079 بجروح مختلفة بينهم المئات في حالة خطيرة. وأفاد الأورومتوسطي بأن أرقامه تشمل بالإضافة إلى إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية- أعداد آلاف الضحايا الذين ما يزالون تحت أنقاض المباني المدمرة ومضى على وجودهم هناك أكثر من 14 يومًا بما يشير إلى فرص عدم نجاتهم وفقدانهم بشكل نهائي. وتحدث المرصد عن مئات الجثامين الهامدة في الشوارع والطرقات ويتعذر انتشالهم بسبب الهجمات العسكرية المستمرة والذين لم يتم حتى الآن حصرهم وإدراجهم ضمن عدد الضحايا بشكل نهائي. وقال المرصد الأورومتوسطي إن نحو مليون و955 ألف فلسطيني نزحوا قسراً من منازلهم ومناطق سكنهم في قطاع غزة دون توفر ملجأ آمن لهم أي ما نسبته 85 بالمئة من إجمالي سكان القطاع في الوقت الذي دمر فيه القصف المستمر نحو 69.700 وحدة سكنية بشكل كلي و187.300 وحدة سكنية بشكل جزئي مما يحرم النازحون قسرا من العودة إلى ديارهم من الناحية الواقعية والقريبة المدى. وأوضح المرصد الحقوقي أن الاحتلال يتعمد تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بمرافق البني التحتية في قطاع غزة بما يشمل حتى الآن استهداف 320 مدرسة و1.671 منشأة صناعية و183 مرفقًا صحيًا بينهم 23 مستشفى و59 عيادة و92 سيارة إسعاف و239 مسجدا و3 كنائس إضافة إلى 170 من المقار الصحافية والإعلامية. وأشار المرصد إلى أن استهداف الاحتلال بشكل منهجي وواسع النطاق للأعيان المدنية لا سيما الثقافية والدينية منها وإيقاع أعداد كبيرة من الضحايا وإلحاق الدمار والخسائر المادية يعد شكلا من أشكال الانتقام والعقاب الجماعي المحظور بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف 1949 . وجدد المرصد دعوته إلى تحقيق دولي في الانتهاكات الموثقة منذ بدء الاحتلال هجماته العسكرية على غزة والعمل لإنهاء حالة الحصانة والإفلات من العقاب التي يتمتع بها الاحتلال بمن في ذلك المسؤولين عن جرائمها وتقديم جميع مصدري الأوامر ومنفذيها إلى العدالة ومحاسبتهم بما يضمن إنصاف الضحايا وتعويضهم.