أجمع المشاركون في ندوة الجزائر الدولية حول الشراكة والأمن والتنمية بين دول الميدان (الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر) والشركاء من خارج الإقليم على أهمية هذا اللقاء بالنسبة لدول المعنية وشركائها، خاصة وءن مسألة مكافحة الإرهاب وضرورة بعث التنمية في المنطقة صارتا من التحديات الكبرى التي يجب مواجهتهما· فبرأي الوزراء والأخصائيين والخبراء لقد أتاح الإجتماع لكل الأطراف المهنية فرصة للتأكيد على إلتزام دول الميدان التي أظهرت وعيا بالتحديات الواجب رفعها مستدلين في ذلك بالجهود التي بذلت من أجل التوصل إلى إستراتيجية جهوية مستلهمة من واقع منطقة الساحل· وأكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل في هذا الصدد أن (ندوة الجزائر سمحت لدول الميدان بأن تظهر لشركائها إمتلاكها لإستراتيجية حقيقية ولرؤية موحدة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والفقر) علاوة على نمو الوعي الكبير بإن عاملي الأمن والتنمية المرتبطان ببعضهما البعض هما قضيتان تهمان في المقام الأول دول منطقة الساحل المعولة من جهة أخرى على دعم شركاء التنمية والمانحين· ومن جهته تبنى وزير خارجية مالي السيد سومايلو بوباي مايغا هذا الطرح بقوله أن (لقاء الجزائر يجسد إهتمام شركائنا بهذه المسائل، خاصة وأن الجميع قد فهم بأنه لا يمكن الإستمرار في التقدم والتكفل بمسألتي مكافحة الإرهاب وخوض معركة التنمية في غياب مثل هذه المنتديات)، مشيراً إلى النجاح المؤكد للندوة· وما لم يقع حوله أي لبس برأي المشاركين هو أن (الرد على ظاهرة الإرهاب يجب أن يتخذ أبعاداً عدة· وهو الحل الذي يستدعي التكفل بالشقين الأمني والتنموي على أساس التعاون والتبادل)· وبإعتبار أن المسار الذي تم الشروع فيه لا يقتصر على فترة معينة، فقد تم تأكيد الحاجة لمواصلة التشاور، حيث إتقق المشاركون على عقد لقاء في غضون الستة أشهر القادمة حفاظاً على الدينامكية المنبثقة عن ندوة الجزائر· (هذا الإجتماع سيعقد لجعل من الديناميكية (المنبثقة عن ندوة الجزائر) شيء مستمر وأنا واثق أنه يمكننا التوصل خلال موعدنا القادم إلى نتائج تكون نابعة من هذا العمل المفيد للجميع وامتدادا له)· كما قال السيد عبد القادر مساهل· والأكثر ما أكده المشاركون هو أن خطر الإرهاب صار يستوقف الجميع من خلال بناء قناعة مفادها أن (الشراكة المدعمة والمفهومة جيداً يمكنها المساهمة في القضاء على ظاهرة الإرهاب العابرة للأوطان والتي صارت لها صلة بشبكات المتاجرة بالمخدرات والجريمة المنظمة· وعرفت ندوة الجزائر مشاركة دول الميدان الأربعة و38 وفداً يمثلون نظام الأممالمتحدة والشركاء إلى جانب الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية و الأطراف المانحة، حيث دعموا إمتلاك دول الميدان بشكل فردي وجماعي لإستراتيجية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة· وتترجم المشاركة المكثفة في جلسات الجزائر تبني تعاون قائم على أولويات في مجالات التكوين والعتاد والتجهيزات وتبادل المعلومات والتنمية وفق إحتياجات دول الإقليم مع التركيز أيضا على تجفيف مختلف منابع تمويل الإرهاب والرد السريع على هذه الأفة·