مع اقتراب عطلة الصيف من النهاية.. ميزانية الدخول المدرسي تثقل كاهل الأولياء بعدما ولىَّ العيد الأضحى بمصاريفه وأشرفت العطلة الصيفية التي تعرف نفقات الأعراس والمباركات والمناسبات والخرجات الصيفية على الانقضاء هاهو اقترب موعد الدخول المدرسي الجديد وهاهي العائلات الجزائرية اليوم تجد نفسها مجددا أمام منعرج وتحدي آخر أكبر. إذ تواجه شريحة عريضة من العائلات الجزائرية رهانا اجتماعيا صعبا ينطلق بتوفير اللوازم المدرسية من أدوات وملابس وكتب لأبنائها اعتبارا لقدرتها الشرائية المتضررة من تبعات غلاء الأسعار التي تشهدها السوق الجزائرية مؤخرا. وفي هذا السياق تقول السيدة أمينة وهي أربعينية أم لثلاثة أطفال متمدرسين: مع الغلاء الملتهب هذا ليس لدينا حل سوى استغلال فترة التخفيضات الصعبة أواخر أوت لشراء الملابس المدرسية من قمصان وأحذية وأضافت: أما بالنسبة للكتب المدرسية فالكتب المستعملة تشكل الخيار الأفضل لنا فالمهم أن تكون نظيفة فقط . وقد أصبح التحضير المسبق للدخول المدرسي من الأمور والعادات الاستهلاكية الضرورية التي بدأت تنتشر وسط العائلات الجزائرية تجنبا لارتفاع الأسعار وتفاديا للازدحام الذي ستعرفه المحلات خلال قادم الأيام. وفي هذا الصدد التقينا بالسيد كمال م وهو أب خمسة أطفال متمدرسين اثنان منهم في المتوسط وثلاثة في الابتدائي حيث صرَّح ل أخبار اليوم أنه يحضر للدخول المدرسي قبل موعده بفترة معتبرة يقضيها بالبحث عن ما يناسب جيبه وما يناسب أطفاله من ملابس ومآزر وحقائب مدرسية قبل الدخول المدرسي تجنبا للازدحام والارتفاع الجنوني للأسعار الذي ستعرفه هذه الأغراض يوما بعد يوم ويترك قائمة الأدوات إلى حين الدخول وإعطائها لتلاميذ من قبل الأساتذة ولكنه قد يشتري منها ما هو معتاد عليه كالسيالات والأقلام والمقلمات وأوراق الرسم. وتبعا للمتحدث عينه فإن حلول الدخول المدرسي الجديد وما يتطلبه من إمكانات ماديه لا تتوفر عليها الأسر الفقيرة وذات الدخل المحدود يأتي أصلا في فترات زمنية متعاقبة ومترادفة مثل عيد الأضحى والعطلة الصيفية التي استنزفت جيوب المواطنين. من جهة أخرى صرحت لنا السيدة صفية وهي أم لطفلين متمدرسين أنها تفضل اقتناء المستلزمات المدرسية لطفليها من عند الباعة المتجولين بغية الاقتصاد في الأموال وقالت إنها اضطرت خلال هذه العطلة الصيفية إلى الاقتصاد حيث اقتصدت في الخرجات إلى البحر وما شابه تحسبا للدخول المدرسي وتسعى لإيجاد حلول تمكنها من تقليص الميزانية كثيرا كشراء ملابس متقاربة المقاس للتبادل بين الأطفال كونهم متقاربين في السن حيث اعترفت أنها لجأت للاستدانة لكي تسدد تكاليف الدخول المدرسي لأن زوجها كما قالت راتبه لا يكفي ولا يغطي هذه التكاليف من ملابس وكتب وأدوات حتى الملابس الرياضية التي دخلت حيز المستلزمات مؤخرا فهي تضطر كل عام لشراء حذاء رياضي جديد لأبنائها لأنها دائما ما تختار لهم العلامات المقلدة التي تباع في طاولات السوق كون الأصلية ثمنها ليس في المتناول. نفس الوضعية تعيشها العديد من العائلات الجزائرية هذا ما استنتجناه عندما التقينا بالسيدة فريدة التي قالت ل أخبار اليوم إن هذه الفترة من السنة صعبة جدا في ظل غلاء المعيشة وتراجع قيمة العملة الوطنية مشيرة إلى أنها اضطرت هذه السنة هي وزوجها إلى إلغاء برنامج الاصطياف السنوي لتوفير مصاريف المقررات الدراسية كما صرحت أنها لن تتمكن من اقتناء ملابس جديدة لهم للدخول هذا فستضطر لإلباس بناتها ملابس العيد مجددا خصوصا وأن الفترة بين المناسبتين ليست طويلة وهذا ما أكده أغلب من تحدثنا إليهم. أعباء الدخول المدرسي المرتقب شهر سبتمبر هي أعباء تثقل كاهل العديد من العائلات الجزائرية مع الارتفاع الهائل للأسعار ورغم هذا فهم لا يتوانون عن اقتناء اللوازم المدرسية كلها آملين أن ينجح أبناؤهم في مشوارهم الدراسي ويرجعون لهم الفرحة ويُنسونهم عناء هذه الأعباء.