فرنسا تراكم عدواً لها وترى نفسها عدواً لكم تمخّض اليمين الفرنسي فولد صلصالاً.. رحم الله الشيخ محمد البشير الإبراهيمي يوم أن قال: فرنسا تراكم عدوا لها وترى نفسها عدوا لكم ولو سألتموها بعد ألف عام لوجدتم أن هدفها واحد محو هويتكم ودينكم . نعم شيخنا صدقت ففرنسا هي فرنسا لم تغير جلدها فمن عهد قريب تمخّض اليمين الفرنسي فولد صلصالا لتبدي حقدها الدفين على الجزائر. هذا المحتال.. المبعوث من فرنسا . كما وصفه الرئيس عبد المجيد تبون والمتابع بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري التي تعاقب على الأفعال التي تهدد أمن الدولة وتعتبرها أعمالا إرهابية . بسبب ترويجه لأفكار أقصى اليمين الفرنسي المعادي للمهاجرين الجزائريين بل وشكّك في استقلال وتاريخ وسيادة وحدود الجزائر وإنكار وجود الأمة الجزائرية ومما تغوّط به من فمه: إن الدولة الجزائرية لم تكن موجودة قبل 1830 وأنها كانت عبارة على دويلات وقبائل متناحرة لا رابط لغوي أو ديني بينها وان الأراضي الواقعة غرب الجزائر ابتداء من معسكر حتى الحدود الغربية كانت كلها تابعة للملكة المغربية . ويكفي لمن لا يعرفه فهو صاحب الصورة بالطاقية اليهودية (la kippa) أمام حائط البراق (حائط المبكى بزعمهم) بالقدس الشريف.. وتزامنا مع هذا بدأت الحكومة الفرنسية سلسلة من الاعتقالات طالت مؤثرين جزائريين بتهم نشر رسائل تحريضية على العنف والكراهية. ولقد استنكرت وزارة الخارجية الجزائرية هذا في بيان وجهت فيه الحديث لليمين المتطرف في فرنسا اعتقد أنه قد وجد ذريعةً يشفي بها غليل استيائه وإحباطه ونقمته. لكن على عكس ما يدعيه هو ووكلاؤه والناطقون باسمه فإن الجزائر لم تنخرط بأي حال من الأحوال في منطق التصعيد أو المزايدة أو الإذلال . هذا وإن الجزائر التي بقيت صامدة قوية طيلة تاريخها الحافل بالمجد والبطولات لن تنحني أبدا أمام رياح التآمر والتفرقة وسموم الفتنة . كما جاء في افتتاحية مجلة الجيش. ومن باب ازاحة الغربال عن شمس اليمين الفرنسي نقول: بأن هذه إهانة وتنم عن أبوية وعن عداء دفين تكنه بعض الأوساط الفرنسية للشعب الجزائري ولخياراته السيادية في ظاهرة باتت تتكرر من حين إلى آخر حنينا للعهد الاستعماري الذي مضى عهده.. وما أثبته الشعب الجزائري إبّان الثورة التحريرية المباركة بعون الله لجنرالات فرنسا وللعالم بأسره بأن الثورة الجزائرية ثورة شعب يرفض كل أنواع المساومات فكذلك يفعلها اليوم وكل يوم والله معه.. و إن الجزائر كما قال ذات يوم صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة مثلما فرقت بالأمس بين الاستعمار الفرنسي والشعب الفرنسي تفرق اليوم أيضا بين بقايا هذا الاستعمار والشعب الفرنسي فهي عقيدة ثابتة وراسخة لديها . وكما قال مفدي زكريا رحمه الله: إن من يُهمل الدروس وينسى ضرباتِ الزمان لن يستفيدا ... دامت الجزائر محمية بالله آمنةً مطمئنة ساكنةً مستقرة أثمدا في عين كلّ ودود وعلقما في عين كلّ حسود. والله من وراء الكائدين محيط...