نجاح حملات التشجير مرهون بالمتابعة الدورية و الصيانة ثمنت جمعيات بيئية بقسنطينة، قرار إشراك المجتمع المدني في الحملة الوطنية لتشجير المناطق المحروقة، التي ترتب عنها إبرام 18 جمعية ناشطة في المجال اتفاقيات عمل مع محافظة الغابات للولاية، من أجل إعطاء دفع أكبر لبرنامج التشجير الذي سيمس 53 هكتارا من المساحات الغابية، و كذا مساحات داخل المحيط الحضري، في إطار المحافظة على الغطاء النباتي، و تكثيف المساحات الخضراء. نجاح هذا المسعى الوطني، كما قال رؤساء هذه الجمعيات للنصر، لا يقتصر على عمليات الغرس الدورية فقط، التي تخصص لها آلاف الشجيرات، و تجنيد مختلف القطاعات و الشركاء، بل تتطلب، حسبهم، عملا ممنهجا و متواصلا، من خلال الصيانة الدورية و المتابعة و الحفاظ على هذه الثروة النباتية من مختلف المخاطر. اعتبر السيد عمار بزاز، رئيس جمعية أصدقاء البيئة ببلدية الخروب، أن الصيانة مرحلة مهمة جدا، تأتي بعد عملية التشجير، للحفاظ على المساحات المغروسة، تحديدا داخل المحيط العمراني، من خلال نشر وعي بيئي لدى المواطن، الذي قد يشكل في الكثير من الأحيان، خطرا على هذه الأشجار، بتصرفاته العشوائية، لهذا فمن الضروري، حسب المتحدث، أن يكون المواطن طرفا و شريكا يتم الاعتماد عليه، في حملات التشجير، ليكتسب الحس و الوعي بأهمية الغطاء النباتي داخل محيطه، فيحافظ عليه من كل المخاطر، و يقوم بسقي النباتات و صيانتها بشكل دائم، و هو ما يتم التركيز عليه في برنامج عمل الجمعية، التي تسعى دائما لإشراك الأطفال و التلاميذ في مختلف عمليات التشجير المبرمجة في محيط بلدية الخروب، و ضواحيها. و أكد رئيس جمعية أصدقاء البيئة ببلدية الخروب، على أهمية القيام بعملية مسح شامل، لتحديد المناطق التي هي بحاجة إلى التشجير، لتأتي بعدها مرحلة اختيار الأشجار الملائمة للتربة و طبيعة المكان و المناخ و الوظيفة التي ستؤديها هذه الأشجار، إما تزينية، أو لتثبيت التربة، فمثلا يمكن غرس أشجار الزيتون على حواف الطرقات أو بالمناطق البعيدة عن المدينة، لأنها مقاومة للجفاف و لا تحتاج للسقي الدائم، أما في الوسط الحضري، فيفضل اختيار أشجار ذات وظيفة تزينية أكثر، كالحمضيات بمختلف أنواعها، و أشجار اللارنج، أو الأرنج، لأنها تعطي منظرا جميلا للشوارع، إضافة إلى رائحتها العطرة، و كذا أشجار الطروان، ذات الاخضرار الدائم، التي تمنح شعورا بالراحة النفسية. من جانبه يرى عبد المجيد سبيح، ناشط بيئي و رئيس جمعية حماية الطبيعة و البيئة في قسنطينة، أن فكرة انخراط الجمعيات في البرنامج الوطني للتشجير، خطوة مهمة جدا، لتوحيد الجهود لحماية و الحفاظ على الثروة النباتية و الحيوانية في كل ولاية، من خلال إبرام اتفاقيات بين الهيئات الحكومية و المجتمع المدني، لكن الإشكال المطروح هو عدم توازن الإمكانيات، فالجمعيات التي ستتكفل بالتشجير و الصيانة و المتابعة، قد يفتقر الكثير منها للإمكانيات اللازمة، كوسائل النقل و وسائل السقي، لهذا يفضل، كما قال، التفكير جديا في هذا الجانب، لإنجاح المشروع الوطني الذي سيعود بفائدة كبيرة في المستقبل. وفي حديثه للنصر، أكد السيد سبيح، على أهمية تفعيل القوانين البيئية، خاصة منها الجانب الردعي، لحماية الغطاء النباتي من عبث الإنسان، مثل الغابات التي يرى أنه من الضروري تحويلها إلى فضاءات مغلقة، و تخصيص مناطق محددة للزوار، و توفير الحماية للمحميات بفتح مسالك و ممرات للأفراد، و تحديد توقيت الزيارات. و أضاف بأنه من الضروري القيام بدراسة ميدانية، قبل أي عملية تشجير، و تشمل الدراسة نوعية التربة و التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن قسنطينة عرفت تغيرات مناخية ساعدتها على استقطاب أنواع جديدة من الأشجار، مثل "سوتيس" "ريتيزا" و "زكرندا"،إلى جانب الأنواع التقليدية المعروفة بالمنطقة منذ القدم. و تابع المتحدث بأنه يجب تفادي غرس أشجار الصفصاف داخل الأحياء، كما كان الأمر في الماضي، لأنها تؤثر سلبا على قنوات الصرف و منابع المياه، ومن الأفضل، حسبه، القيام بعمليات تشجير في مناطق انزلاق التربة الهشة، مع اختيار الأشجار التي تساعد على تثبيت التربة، مثل الصنوبريات و الدردار و الويليا و الكاليتوس و لكاسيا. و يرى من جهته السيد عمار بقة، رئيس جمعية الفنك النوميدي في قسنطينة، أن الحملات المنظمة تبقى غير كافية، فالأمر لا يتوقف عند عملية الغرس و التشجير، بل يتطلب عملا ميدانيا لسنوات طويلة في مجال الصيانة، كإزالة الأعشاب الضارة، و السقي الدوري، و العلاج ، لتحقق الحملات نتائج إيجابية . كما يرى أن جهود الجمعيات الناشطة في الميدان، تبقى محدودة و فردية، لكن مع إبرام هذه الاتفاقيات، بتأطير من وزارة الفلاحة، ستظهر نتائجها الإيجابية بعد سنوات، بتعزيز الغطاء النباتي و الغابي. وهيبة عزيون
قف بات على وشك الانقراض بسبب الصيد الجائر قصة الحسون من سجن سركاجي إلى القفص طائر هزمت تغريدته كل الطيور، واختلفت تسمياته في الجزائر، من المقنين، بومزين، السيفرة، وألقاب أخرى، جعلت منه الطائر الأكثر شعبية في بلادنا والأكثر مبيعا، فلا يكاد بيت يستغني عن تربيته، و يُطرب الانسان صباحا مساء بمعزوفات تنوعت إيقاعاتها، لتصبح أغنية "المقنين الزين" من أشهر أغاني الشعبي في القرن الماضي، غناها المجاهد والشاعر محمد الباجي، في سجن سركاجي، رثاء للشاب بوعلام رحال الذي حكم عليه الاستعمار الفرنسي بالإعدام، و هو لم يتجاوز سن 18 من عمره، شبهه بطائر المقنين المسجون في قفص . ومع ارتباط طائر الحسون في عصرنا بحياة الانسان، أصبح مهددا بالانقراض من الطبيعة لعدة عوامل، منها بيئية ومناخية وأخرى تسبب فيها البشر بعد أن تحول المقنين، حسب التسمية المنتشرة بالجزائر العاصمة و ولايات الوسط، إلى تجارة رائجة خاصة بالشرق، أين ظهر سوق يومي بمدينة عنابة لبيع هذا الطائر، يستقطب هواة تربية الطيور من مختلف ولايات الوطن. الجزائر تعد الموطن المفضل لعيش الحسون في المغرب العربي والعالم، تتواجد بها أحسن سلالة، والتي تشتهر بامتلاكها أجمل صوت مغرد من بين باقي أنواع الحسون. ويعيش بومزين وسط المساحات الشجرية الكثيفة كالغابات والبساتين القريبة من منابع المياه، كما يكثر تواجده في المناطق التي تزرع فيها الحبوب بأنواعها المختلفة لكونها إحدى الوجبات المفضلة لديه، وينتشر طائر الحسون بأعداد كبيرة في تركيا وإيران، وقبرص وبلاد الرافدين، كما يهاجر نحو الجنوب عند قدوم البرد متوجها إلى سيناء، وشبه الجزيرة العربية. وحسب مصالح الغابات وكذا مربين التقت بهم النصر في سوق العصافير بعنابة، تحولت الجزائر من بلد مصدر للمقنين إلى بلد يستود هذا الطائر بطرق غير شرعية عبر الحدود من دول الجوار، بسبب الصيد الجائر بالمدن الساحلية، وكذا حرائق الغابات المتكررة التي أبادت صغار فراخ الحسون والأعشاش، التي تضع فيه الإناث صغارها، خاصة بالولايات التي يتمركز فيها الحسون على غرار (تيزي وزو، بجابة، جيجل، ميلة، سكيكدة، عنابة) كونها أفضل موطن لعيش الحسون. ومع الطلب الكبير على هذا الطائر ارتفع سعره ليتجاوز 5 ملايين سنتيم بالنسبة لصنف " الخلوي" حسب المصطلحات المتداولة لدى مربي وتجار بيع الطيور، فيما يبدأ سعر صغار الطيور من 7000 دج. ويختلف طائر الحسون عن باقي الطيور التي تباع كونه لا يتكاثر داخل القفص، ويتم اصطياده من الطبيعة عكس باقي الأنواع كالكاناري والببغاء التي تستطيع وضع البيوض في القفص. إلى جانب تميزه بصوته العذب الجميل، وتغريده بشكل مستمر، يعد من أجمل الطيور صغيرة الحجم و المنتشرة في مختلف القارات عدا القارة القطبية، لاحتواء ريشه على عدد من الألوان التي تتوزع بطريقة فريدة على مختلف مناطق جسمه، حيث يميزه عن غيره من الطيور، لون الريش الصغير الموجود على مقدمة وجهه الأحمر القرمزي، مع امتداد للريش الأبيض على باقي وجهه وصولا للرقبة، حيث ينتشر الريش الأسود ويمتد على طول ذيله وأطراف جناحيه، بينما ينتشر الريش الأصفر في منتصف الجناحين، ويتوزّع الريش البني على ظهر الحسون والريش الأبيض على بطنه. هذا و يمكن تمييز ذكر الحسون عن الأنثى بالانتباه إلى عدة تفاصيل صغيرة تختلف بين الجنسين حسب مربين، حيث يمتلك ذكر الحسون شوارب باللون الأسود، أما شوارب الأنثى فتكون باللون الأبيض، كما تخلو بعض الإناث من الشوارب نهائيا، و المنقار لدى ذكر الحسون أكثر طولا منه لدى الأنثى، و يمتد اللون الأحمر القرمزي إلى مقدمة وجه الذكر وصولا إلى العينين، أما الأنثى فيقتصر وجوده على ما قبل العينين. ويكون الريش الأسود على وجه ورقبة الذكر باللون الأسود القاتم، أما الأنثى فيكون الريش باللون الرمادي العسلي، و يكون شكل رأس الذكر طويلا وممدودا، أما الأنثى فيكون الرأس مدبب الشكل. و من بين العوامل التي جعلت الحسون يستقر ويتكاثر بالولايات الساحلية الشرقية بالجزائر، توفر الغذاء في الطبيعة، وانتشار بذور الشوك في فصل الصيف، كما يعتمد على مختلف أصناف البذور البرية وحبوب الكتان في غذائه اليومي في حال عدم توفر بذور الشوك، ويمكن أن يلجأ إلى تناول الفجل والخضروات في حال انعدام الحبوب المفضّلة لديه، حيث تكون الحبوب حوالي 90 بالمائة من غذاء الحسون اليومي، بينما تحتل الديدان 10 بالمائة من غذائه. ومع تطور تربية الحسون، أصبحت تنظم له العديد من المسابقات على المستوى المحلي، والتي تجذب أعدادا كبيرة من محبيه حتى في أوروبا. كما تعد عنابة أكبر الولايات تربية لهذا الطائر، فتجده في البيوت في المقاهي وفي الشوارع، حتى أن السلطات المحلية أجبرت على تنظيم نشاط تجارة العصافير، بإنشاء سوق يومي قار، افتتح منذ أسبوعين على مستوى حديقة الحرية، من السابعة صباحا إلى غاية الساعة الواحدة زوالا يتردد عليه أكثر من 1000 شخص يوميا، ويتضاعف العدد يومي الجمعة والسبت. النصر اقتربت من هواة تربيته وكذا الباعة، فاكتشفنا قصصا مذهلة في تعامل الانسان وارتباطه مع هذا الطائر، البعض ربط حياته به، ليصبح مؤنسهم يخاطبونه و يبوحون له بهمومهم، وغير ذلك من الأفكار والتصورات النفسية التي تجعلهم يقبلون عليه، والبعض يجعله للزينة و وسيلة لتسلية الأطفال، وخلق جو مميز في البيت. حسين دريدح أسرار برية " الفنك".. أيقونة جزائرية تواجه خطر الانقراض يعتبر، ثعلب الصحراء " الفنك" من بين الحيوانات المحمية و النادرة و يعيش بشكل كبير في الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا وبعض أجزاء شبه الجزيرة العربية في السعودية، و هو معروف بتواجده الكبير بالصحراء الجزائرية و موطنه الأكثر استقرارا و أمنا، لكن بعض السلوكيات و التصرفات غير المسؤولة من قبل مواطنين يقومون بصيده و حجز صغاره و نقلهم إلى الشمال من أجل تربيتهم بالرغم من المخاطر الممكن وقوعها، أثرت على ظروف عيشه، وقد تمكنت مصالح الغابات بميلة من حجز صغير "فنك" وجد بمركز المعاقين ذهنيا بمدينة فرجيوة و تقديمه لمصالح الحظيرة الوطنية لتازة و التي قامت بتسليمه لحديقة الحيوانات و التسلية بأندرو بالعوانة. يعتبر ثعلب الصحراء " الفنك" من أنواع الثعالب صغيرة الحجم و يمتاز بأذنيه كبيرتي الحجم، و هو الأصغر في صنف الكلبيات، و هو على شفا الاندثار، بسبب غلاوة فروه، الذي يستعمل للتزين، و يقوم بعض العلماء بتصنيف الفنك في جنس مستقل بذاته هو جنس الفنك، إلا أن البعض الآخر يصنفه في جنس الثعالب الحقيقية و هو التصنيف الذي يؤخذ به في عدة دول، ويشتق اسم فنك من إحدى الكلمات العربية التي تعني "أرنب". و حسب، بوشاكري سيف الدين، البيطري بحديقة الحيوانات ، فشكله الجميل جعله من الحيوانات المفضلة في تجارة الحيوانات الأليفة. أذنا الفنك تساعده على العيش و التأقلم و قال، المختص، بأن مدة عيش ثعلب الصحراء تتراوح بين 10 إلى 14 سنة، ويمتاز بمواصفات تختلف عن باقي الحيوانات، وزنه لا يتعدى 1,5 كلغ، وارتفاعه حوالي 20 سنتيمترا، و طوله يصل إلى 40 سنتيمترا و ذيله يبلغ حوالي 20 سنتيمترا، و تعتبر أذناه عنصرا هاما في ضمان عيشه، فطول الأذنين، ميزة ينفرد بها، كونه الصنف الوحيد من الكلبيات الذي يتجاوز طول أذنيه 15 سنتيمترا، كونهما تعتبران وسيلة دفاع و هجوم، وتمكنانه من الاستشعار على مسافة بعيدة و متابعة الخطر القادم أو سماع تحركات الفرائس و الطرائد، كما أنهما تساعدانه من جانب آخر في تبريد الجسم، إذ تساعده على التخلص من الحرارة الزائدة عبر تبريد جسده بواسطة تمرير الدم عبر الأوعية الدموية الكثيرة الموجودة فيها، كما تساعده على سماع حركة طريدته أثناء الليل، و هذه الآذان حسّاسة للأصوات بدرجة كبيرة حيث أن الفنك يستطيع أن يسمع أصوات الحشرات الكبيرة كالخنافس و الجراد وهي تدبّ على الرمال، و لون فروه الذي يشبه الرمال يساعده في الاختباء و التمويه بالمحيط الصحرواي و التقليص من درجة الجرارة الشديدة، إذ يمتلك شعرا كثيفا وطويلا يساعد في إبقاء الجسد دافئًا خلال الليالي الباردة ويحميه من أشعة الشمس الحارة أثناء ساعات النهار، كما يمتلك شعرًا على الأقدام يحميه من الرمال شديدة الحرارة، وتستخدم ثعالب الفنك أقدامها كمجارف في عمليات الحفر المتكررة، إذ تعيش ثعالب الفنك داخل أوكار تحت الأرض، وتقوم الذكور المتواجدة داخل القطعان بتحديد المسكن الخاص بالمجموعة عن طريق البول، وتحدث منافسة قوية عند بدء موسم التزاوج كل سنة، و يكثر نشاط ثعلب الصحراء في الفترة الليلية. و يمتاز " الفنك" بنظام غذائي غني، و يأكل الخضروات و النباتات و اللحوم، وفي الصحراء، يتغذى على " سمك الصحراء" من الزواحف، الذي يعتبر أكلته المفضلة، و من خصائصه تحمل العطش لشهور عديدة، و في حالة وجود مورد للمياه يشرب المياه باستمرار، ويعتبر سريعا للغاية و من الصعب مشاهدته في الصحراء بالعين المجردة. وقال المتحدث، بأن فترة تزاوجه تكون خلال فترة جانفي إلى شهر مارس، وذكر واحد يستطيع أن يزاوج عدة إناث في نفس الوقت الزمني، و ضمن القطيع الذي يقوده، وتقدر مدة الحمل ب52 يوما و في بعض الحالات تتجاوز شهرين، إذ يمكن أن تضع عددا يقدر بخمسة صغار في الحمل الواحد، و في بعض الحالات حسب الدراسات و المتابعات تم تسجيل دورتين للحمل بالنسبة لنفس الأنثى في أقل من سنة. حيوان محمي عالميا و غريزته الحيوانية تصعب من تربيته في المنازل يعتبر الفنك من الحيوانات النادرة و محمي بحسب الإتفاقيات الدولية و محظور من التجارة و غير قابل للترويض، بسبب عادته الغريزية التي تصعب من تربيته واستئناسه لسرعته وقفزه لمسافة تفوق أربعة أمتار، و القدرة على الحفر، تصعب عملية تربيته بالمنازل ووفق خصوصيات عديدة، ووضعه في أقفاص صغيرة تؤثر عليه، و أشار الطبيب البيطري، بأن حيوان الفنك من الصعب أن يعيش في مناخ البحر الأبيض المتوسط و في الوسط الغابي، وفي حالة وضعه بالغابة، يتجه ثعلب الصحراء باتجاه موطنه، و يظل هاربا لمسافات طويلة إلا أن يجد المحيط الصحراوي الذي يعيش فيه، مشيرا، بأنه في الفضاء الغابي يتحول إلى فريسة سهلة لحيوانات مفترسة، إذ يعمل ثعلب الصحراء على تجنبهم، بواسطة طول الأذنين اللتين يستشعر بهما، كما أن كثرة تساقط الأمطار و الأجواء الباردة تمنعه من الإقامة في محيط البحر الأبيض المتوسط، ودعا المتحدث المواطنين، إلى الابتعاد عن تربية الفنك، كونه من بين الحيوانات الممنوع تربيتها و حجزها والمهددة بالانقراض، و يعاقب عليها القانون بعقوبات تصل للسجن. حديقة الحيوانات فضاء آمن للأفناك المحجوزة و في حديقة الحيوانات بجيجل و المحميات المرخصة بتربيته، يتم وضع و بناء نظام بيئي مساعد، عبر أقفاص يتم الحرص على جعلها مشابهة للمحيط الصحراوي، بعد وضع الطبقة الإسمنتية لمنع هروبه، وبناء مغارات صغيرة، و في حديقة الحيوانات، يقوم البيطريين، بمتابعة وضعه الصحي و التعامل بشكل خاص و حذر معه. و قال البيطري، بأن الحديقة تكفلت بثعلب الصحراء المحجوز مؤخرا بولاية ميلة، و فق إجراءات معمول بها، أين تم وضعه في حجر صحي لمدة 14 يوما، لتفادي حالة إنتقال داء الكلب، كون " الفنك" من فصيلة الكلبيات، يمكن أن يكون حاملا للفيروس، و بعد مرور فترة الحجر، يتم تقديمه مع المجموعة الموجودة بالحديقة، و مراقبته في حالة رفضه من قبل " الذكر"، و في حالة عدم تقبله، يتم التكفل به بشكل خاص، و يتم توفير الوجبة الغذائية وفق نظام غذائي دقيق، بحيث يتم منحه الخضر و الفواكه يوميا، أما اللحوم يتم تقديمها بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، لمنع ازدياد وزنه لأكثر من 1,5 كلغ. و قالت، مسيرة الحديقة و المختصة في تربية الحيوانات، بأنه يتم العمل على تكييف محيط بيئي لمختلف الحيوانات الموجودة، و بالنسبة لثعلب الصحراء في فصلي الشتاء و الخريف، يتم وضعه في أماكن خاصة، و إزالته من الأقفاص، كون "الفنك" يعتبر من الحيوانات التي لا تتحمل تساقط الأمطار، و البرودة الشديدة، مشيرة، بأنه من بين الحيوانات النادرة و المحبوبة لدى زوار الحديقة.