يستحب أن يجمع في نية الصوم بين القلب واللسان كما في غيره من العبادات رغم أنه إن اقتصر على القلب كفاه أما إن اقتصر على اللسان فلم يجزئه بلا خلاف. وقد روي في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جنة فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم إني صائم مرتين) قلت: قيل: إنه يقول بلسانه ويسمع الذي شاتمه لعله ينزجر وقيل: يقوله بقليه لينكف عن المسافهة بلسانه ويحافظ على صيانة صومه والأول أظهر ومعنى شاتمه: شتمه متعرضاً لمشاتمته والله أعلم وقد روي في كتاب الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم) قال الترمذي: حديث حسن. وقد روي في سنن أبي الداود والنسائي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه قال: كان النبي إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى) والظمأ هو العطش وقد روي في كتاب ابن السني عن معاذ بن زهرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: (الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت) وقد روي في كتاب ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنه قال:( اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبل منا إنك أنت السميع العليم). وقد روي في كتاب ابن ماجة وابن السني عن عبدالله بن أبي مليكة عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد قال ابن ابي مليكة: سمعت بن عمرو إذا أفطر يقول: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي).