يا إخوتي، لقد انتشر خبر اعتراف الدولة الجزائرية بالمجلس الانتقالي الليبي، لكن أقول لكلّ حاقد على الجزائر وموقفها: لنعكس الصورة، لو أن الجزائر اعترفت بالمجلس الانتقالي منذ الشهر الأوّل وليس الآن وبعدها حرّكت جيشها مثلما فعلت على الحدود وأغلقت الحدود في وجوه أتباع القذافي مثلما فعلت فسيخرج سرب من الغربان يردّد: انظروا إلى الجزائر، انظروا إنها بنت فرنسا وجنرالات فرنسا، في الجزائر يتحاملون على إخوانهم في ليبيا، انظرو إنها تدعّم (النّاتو) لتستبيح أعراض وارض الليبيين وتصبح الجزائر كبش فداء لأخطاء (النّاتو) لأنها ساندته· تعترف الجزائر الآن بالمجلس الانتقالي نعم لأن الصورة بدأت تتّضح وتنجلي للجميع، من تدمير وخراب وقتل من الطرفين وهرولت الشركات الفرنسية والإيطالية للظفر بالملايير ومشاريع التنمية المدمّرة من طرف (النّاتو)· نقولها نعم لأيّ موقف تكلّفته، لكن نحمد اللّه على وعي الدولة الجزائرية فموقفها بعدم الاعتراف بالمجلس إلى حدّ الآن له سلبياته وله الكثير من الإيجابيات، فلا تتحاملوا على الجزائر فهي لم تعد تلك البقرة الحلوب التي تضحّي من أجل جيرانها ويحلبون منها متى ضاقت بهم السبل، كلّ واحد يعرف صلاحو· إن لم تعترف الجزائر خرج سرب من الغربان يتكلّم: لماذا لم تعترف؟ وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، فهي إذن تساند القذافي، وحينما اعترفت قالو لنا: هذا معناه أن فرنسا تملك ما يمكّنها من كتم أنفاس الجزائر، ولو ما زالت لم تعترف قالوا لنا: ما بها الجزائر؟ هل تعيش في عالم غير عالمنا أم هي ليست معنية بليبيا؟ ونحن نقول لهم هذه مصلحة دولة وليست الجزائر بمهرولة، فهي تنظر إلى أمر الواقع وتفاوض على مصالحها في إطار ما لديها من قوّة ولا ننسى أنها ليست أمريكا أو بريطانيا، فلماذا هذا التساؤل الغبي؟ لم نعد تلك البقرة الحلوب التي يرتوي من حليبها جيراننا·· ياو فاقو، نحن مع الشعب اللّيبي نعم وألف نعم لكننا مع المصلحة العليا للبلاد أوّلا وثانيا وأخيرا، ليس الاعتراف بزواج ساركوزي بالمجلس الانتقالي، إننا لم نبارك هذا الزّواج ولم نكن شهودا عليه، بل لأسباب إنسانية ورحمة بشعب اغتصب، سواء من قبل زعيمهم الأسبق أو زوجهم الجديد وعائلته (النّاتو) والغرب· بقلم: يوسف حاج صفحة الجزائر عدو إسرائيل إلى الأبد على موقع (الفايس بوك