من بين تقليعات الموضة الغريبة، ولكن المنتشرة أيضا بكثرة في وسط الفتيات والمراهقات وحتى بعض السيدات، ثقب الأذن لأكثر من مرة واحدة، بغية ارتداء أكبر قدر ممكن من الأقراط، التي قد تمتد إلى كافة غضروف الأذن تقريبا، والمشكلة لا تتعلق هاهنا بعملية ثقب الأذن هذه، بقدر ما تتعلق بالمنطقة التي يتم ثقبها من الأذن، حيث أنه لا يشمل لحمة الأذن، وإنما يمتد إلى الغضروف بأكمله تقريبا، مع أن تلك المنطقة حساسة للغاية، ويمكن أن تؤدي تلك العملية، خصوصا إذا تمت أكثر من مرة، وعلى كامل مساحة الغضروف إلى التهابات وعدوى، ناهيك عما يتداوله البعض بشأن تحريمها، لأنها أبعد ما يكون عن عاداتنا وتقاليدنا فيما يتعلق بتزيين الأذن بالأقراط، التي دأبت جداتنا وأمهاتنا على القيام به، إنما مرة واحدة فقط، ليكون المجال متاحا لارتداء قرط واحد وليس عشرة أو أكثر· وعليه فإن تلك العمليات يمكن أن تتسبب في التهابات قد يصعب علاجها، وبصفة خاصة إن تمت خارج الشروط الصحية لها، كأن تتم في المنزل، أو في بعض صالونات التجميل، ومن تلك الأمراض التهاب الكبد الوبائي والإيدز وأمراض أخرى، نتيجة عدم اتباع وسائل منع انتشار العدوى، وإن لها مخاطر مستقبلية، حتى وإن اعتقد البعض أنها لا تحدث إلا في حالات نادرة، ليبقى الأهم أنها تظل قائمة، وتهدد الشغوفات بهذا النوع من عمليات التجميل والزينة· وتبقى الأدوات الجراحية غير المعقمة التي تستخدم في هذا المجال، أحد أهم أسباب الإصابة· ولا يتوقف الأمر عند حدود ثقب الأذن فقط، وإنما لا تتردد بعض الفتيات في ثقب مناطق حساسة من أجسادهن، وتعليق أقراط فيها والتباهي بها لاسيما خلال الأعراس والمناسبات، مع ارتداء بعض الألبسة العارية، مثل منطقة السرة، أو الحاجب، والأنف وحتى الشفة واللسان، وإن كانت هنالك فئة معينة تهتم بالمناطق التي ذكرت آنفا، وهي الولوعة باتباع آخر التقليعات والصيحات الغربية في هذا المجال، أو من يطلق عليهم، الهاردوس والهيب هوب، وغيرهم، والحديث هنا يشمل الجنسين ولا يتعلق بالإناث فحسب، ويطلق العديد من الأطباء والأخصائيين صيحات التحذير من مثل هذه العمليات، ويؤكدون أن ثقب أكثر من أربعة فتحات بالأذن يشوه غضروف الأذن كما يؤثر على حاسة السمع، أما تخريم أسفل الشفة والبطن (منطقة السرّة) فيساعد على تكاثر البكتيريا والجراثيم والروائح في تلك المناطق التي عادة ما تجمع الدهون والأوساخ، وتحتاج إلى تنظيف يومي خاصة مع أجواء الصيف والرطوبة، بينما يتسبب ثقب اللسان في أضرار صحية تؤثر على حاسة التذوق وسلامة النطق·