دفعت نوعية الماء الشروب بولاية المسيلة، العشرات من المواطنين إلى البحث عن ينابيع المياه العذبة التي تشتهر بها مختلف مناطق الولاية، الممتدة من غربها إلى شرقها، فتجد المواطن المسيلي يحمل دلاء الماء في صندوق سيارته ويسابق الزمن في البحث، عن أجود المياه العذبة، وأماكن تواجد الينابيع. كل مساء، تشاهد أفواج السيارات المتجهة صوب إحدى هذه الينابيع للظفر بدلو ماء يعتقد أصحابه بجودته مقارنة حتى مع المياه المعدنية، ويكثر الطلب على هذه المياه من منطقة إلى أخرى حسب الجودة، مثل المياه الموجودة بمنطقة بوحمادو في بلدية السوامع ذات الطابع الريفي الفلاحي، التي تشهد إقبالا منقطع النظير من مختلف المناطق وخاصة سكان عاصمة الولاية، وحسب رواد هذه العين فان ماء عين بوحمادو لا تضاهيها المياه المعدنية التي تباع في المحلات التجارية بالنظر إلى حلاوتها وخفتها، ويستعمله الكثيرون في التداوي من أمراض الكلى، وقد شكل العدد المتزايد للوافدين على هذه العين حرجا كبيرا لدى سكان المنطقة من جهة كفاية الماء بالنسبة لهم، فالعين هي المصدر الوحيد للتزود بهذه المادة الحيوية، ومزاحمة الوافدين من المناطق الأخرى خلق نوعا من الاستياء وهذا ما لاحظناه أثناء اقترابنا من بعض السكان حيث عبر بعضهم عن تذمره من زحمة المساء على العين، وعن عدم قدرة السكان على توفير مصاريف ضخ الماء من جوف الأرض نظرا لكثرة الطلب المتزايد يوميا ودون انقطاع. وهنا يطرح السؤال عن مدى اهتمام السلطات البلدية بمثل هذه الينابيع، ومن شرق الولاية إلى غربها، وببلدية حمام الظلعة و بالضبط بمنطقة الدريعات، نجد عين مازر التي تعتبر من المناطق المفضلة للكثير من المسيليين، بل لا يخلو بيت من مياهها العذبة المنحدرة من جبال المنطقة، وتعتبر منطقة الدريعات ملجأ سياحيا بامتياز وخاصة في فصل الصيف، ويلجا الكثيرون لتلك المناطق هربا من زحمة المدينة وتلوث هوائها، بالإضافة إلى العديد من المناطق التي ذاع صيتها بين المواطنين، على غرار مياه سوبلة بمقرة وأولاد سيدي يحى ببلدية الدهاهنة ومياه لمجاز، وكل هذه الينابيع تبقى مقصودة على مدار السنة ولا ترتبط بفصل معين بل ترتبط بجودة المياه الموجهة للشرب عبر الحنفيات. من جانب آخر، أكدت مصالح مديرية الرأي بولاية المسيلة قرب انتهاء الأشغال التي انطلقت منذ مدة على مستوى الجهة الشرقية لعاصمة الولاية، بهدف حماية المدينة من خطر الفيضانات، وفي هذا الصدد أكد رئيس مصلحة التطهير بالمديرية المذكورة بشير عمري أن هذا المشروع قسم إلي شطرين رئيسيين ، الشطر الأول يهدف لحماية أحياء (الكوش والعرقوب ) بلغت نسبة الإنجاز به 95 بالمائة وقد قارب على نهايته، أما الشطر الثاني القائم على مستوى واد لقصب الممتد من وسط الدينة إلى غاية مخرجها من الجهة الجنوبية، فقد بلغت نسبة الإنجاز به 35 بالمائة . وتجدر الإشارة أن المناطق المذكورة قد تضررت بشكل ملف للانتباه يستدعي التدخل العاجل لحماية سكانها وخاصة إذا علمنا أن هذه الحأياء تعتبر من المدن العتيقة بالولاية فهي موروث حضاري لا يمكن تعريضه للإهمال بأي شكل من الأشكال ، كما يشكل واد لقصب خطرا حقيقيا في حال الأمطار الغزيرة أو فتح السد المرتبط به وهو سد لقصب .