أكّد رئيس اللّجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان السيّد فاروق قسنطيني أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن مشكل الهجرة المختلطة يمرّ حتما عبر القنوات القانونية التي تضمن كرامة المهاجرين واللاّجئين ومصالح وأمن الدول التي تعاني من إسقاطات هذه الظاهرة، بينما أشاد مختصّون بجهود الجزائر في التصدّي للهجرة غير الشرعية· على هامش أشغال ورشة تقنية تمحورت حول (تدفّق الهجرة المختلطة نحو الجزائر) شدّد السيّد قسنطيني على ضرورة توصّل البلدان التي تمسّها هذه الظاهرة إلى إعداد ترسانة قانونية (لائقة ومعقولة) تسمح بحماية حقوق المهاجرين واللاّجئين من جهة والأمن والاستقرار الداخليين لهذه البلدان· واعتبر السيّد قسنطيني أن هذا الهدف الثنائي الأبعاد (ليس مستحيلا) تحقيقه، خاصّة وأن الأمر يتعلّق بحالات إنسانية تعني في الكثير من الأحيان فئات هشّة تتفاقم حدّتها مع ما تشهده المنطقة من مستجدّات تستدعي حلولا مستعجلة· وعن الجزائر جدّد رئيس اللّجنة موقفها القاضي باحترام حقوق هؤلاء، حيث تعمل على تسيير هذا المشكل المعقّد في جانبه الإنساني، وكشف أن هيئته تعكف حاليا على إعداد دراسة ميدانية ستعتمد على التقارير التي تتمخّض عنها هذه الورشة· ومن جهتها، تؤكّد رئيسة اللّجنة الفرعية الدائمة للعلاقات الخارجية والتعاون باللّجنة الاستشارية السيّدة ياسمينة طاية أن الجزائر احترمت دوما حقوق اللاّجئين وعملت على حمايتهم من المنظور الإنساني ووفقا للمعاهدات والمواثيق الدولية· أمّا سفير إيطاليا بالجزائر السيّد جان باولو كونتيني فقد حيّى دور الجزائر في معالجة هذا الملف الحسّاس، خاصّة وأن كلّ ما تتّخذه من خطوات في هذا الاتجاه له بعد يتجاوز دول الساحل والمغرب العربي إلى منطقة المتوسط· من جهتها، أشارت السيّدة آن ماري ميسايين مسؤولة بالمحافظة السامية للاّجئين بالأمم المتّحدة إلى أن الورشة حول (تدعيم حماية المهاجرين وقدرات تسيير تدفّقات الهجرة المختلطة) المنظّمة بالجزائر تشكّل فرصة لإعداد تصورات جديدة حول حماية حقوق المهاجرين واللاّجئين· وفي مداخلة لها خلال افتتاح هذه الورشة الثانية من نوعها، والتي نظّمت في إطار مشترك بين اللّجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان والمجلس الإيطالي للاّجئين، قالت السيّدة مسايين إن ضرورة إعداد تصوّرات جديدة في تسيير تدفّقات الهجرة يمليها الوضع السائد بالمنطقة و(ضرورة العمل من أجل حماية كرامة اللاّجئين). وفي نفس الخصوص شدّدت المتحدّثة على (ضرورة العمل من أجل ضمان رفاهية اللاّجئين والمهاجرين غير المنتظمين)، داعية المشاركين في هذه الورشة إلى العمل على أن تتوّج أشغالهم بإصدار (نتائج ملموسة)·