بعد نجاحه في قيادة حزبه إلى الفوز بالغالبية النّسبية في انتخابات المجلس التأسيسي بتونس، صار راشد الغنوشي زعيم حركة النّهضة التونسية تحت أضواء وسائل الإعلام العربية والعالمية التي نشرت تقارير مفصّلة عن المسار السياسي الحافل لشيخ الإسلاميين في تونس الذي تربطه علاقة مميّزة بالجزائر التي فتحت له أبوابها في فترات سابقة ولم تتردّد في استقباله رغم حظر حزبه في تونس· وقد كان الغنوشي شديد الإعجاب بمفكّرنا الرّاحل الفليسوف الكبير مالك بن نبي، إلى درجة أنه تنقّل إلى الجزائر خصّيصا لملاقاته بعد أن قرأ له كثيرا. وفي الجزائر بلغ الغنوشي خبر وفاة والدته، رحمها اللّه، فذهب إلى قريته التونسية الجنوبية، وفي طريق عودته إلى ألمانيا قرّر خلال توقّفه القصير في تونس العاصمة الذهاب لأداء الصلاة في جامع الزّيتونة العريق، وهناك التقى الشيخ عبد الفتّاح مورو فقرّر البقاء للعمل معه على إنشاء حركة سياسية ذات توجّه إسلامي، وهكذا فقد تغيّر مجرى حياته كلّه، في انتظار أن يغيّر حياة التونسيين نحو الأفضل·