شبح القذافي.. "كتائب" صحفيّة ونهضويات "متبرّجات" هاجس رجال بن علي يطارد التونسيين وبورقيبة في حقيبة الدستوريين يتوجه اليوم سبعة ملايين ناخب تونسي لإجراء أول انتخابات تعددية، لاختيار تشكيلة المجلس التأسيسي الذي سيشرّع أول دستور لتونس ما بعد عهد الحكم الواحد الأوحد. ويسود ترقب محلي وإقليمي ودولي كبير لهذا الحدث السياسي الهام، الذي يراهن عليه التونسيون شعبا وحكومة وأحزابا على أنه سيكون درسا في الديمقراطية الناجحة، ليس لكل العرب فحسب بل لكل دول العالم التي تتغنى بالديمقراطية. "الفجر" رصدت أجواء 48 ساعة قبل الانتخابات في العاصمة تونس، ونزلت إلى الشارع لاستطلاع آراء التونسيين حول هذا الموعد السياسي البارز في حياتهم، في اللحظات الأخيرة من نهاية عمر الحملة الانتخابية، كما زارت مقرات بعض الأحزاب السياسية، ونقلت حقائق لا يمكن تجاهلها حول الجو العام الذي ميز التحضير ولاستعداد لانتخابات اليوم. "الفجر" تدخل عرين الغنّوشي تتقاطع الكثير من المشاهد في العاصمة تونس، هذه الأيام، مع مشاهد الجزائر في كثير من مواعيدها الانتخابية السابقة، وملامح التقاطع مختلفة عنها في جزائر الانفتاح سنوات التسعينات، في معطى واحد يتمثل في كون الحزب السياسي الأكثر شعبية في تونس، وهو حركة النهضة، لم يسخن طبل الانتخابات بنفس درجة السخونة والحماسة التي خلقها الفيس المحل أثناء إجراء أول انتخابات محلية تعددية سنة 1990 والتشريعية سنة 1991، وقد يرجع ذلك إلى الضوابط التي وضعتها الحكومة التونسية المؤقتة لإجراء الحملة الانتخابية، والتي احترمتها أغلب التشكيلات المتنافسة. فعلى سبيل المثال، لم تكن المساجد مسرحا للترويج السياسي، وراشد الغنوشي، رئيس النهضة، الذي أنهى آخر تجمعاته بملعب "بن عروس" بالعاصمة، صلى صلاة الجمعة مع فريق حزبه بمقر الحركة، بعيدا عن أضواء الصحفيين، بعد أن أفرغ المقر من كل الزائرين وشدد على عدم تواجد الصحفيين، (باستثناء "الفجر" التي أربك تواجدها العاملين في المقر)، كما أن الخطاب الانتخابي الهادئ والخالي من الخطاب الديني، الذي تبناه الغنوشي، يختلف تماما عن الخطاب المشحون والتحريضي للحزب المحظور في تلك الفترة. التونسيون يريدون تجربة فريدة في ديمقراطيات الوطن العربي والأكيد أن الجو العام الذي ميز الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية التي انتهت آجالها منتصف ليلة الجمعة المنقضية، هو جو يميز أية انتخابات تعددية في أية دولة عربية، على الأقل من حيث وسائل الترويج المتاحة والمتوفرة لدى المترشحين، وهي وسائل تقليدية تراوحت بين المناشير التي تمنحها الأحزاب في مقراتها، أو توزعها في الشوارع بالتنقل عبر السيارات المزودة بمكبرات صوت تستعمل لإسماع شعارات المترشحين والتعريف بأحزابهم، وشارع لحبيب بورقيبة من أهم شوارع العاصمة تونس، الذي تحضر فيه الأحزاب بقوة، على طول أرصفته، سواء بوضع طاولات مزينة بالمناشير واللافتات الحزبية، بعضها تتعالى منها أغان سياسية على شاكلة أغاني لطفي دوبل كانون، وبعضها تسمع منها دعوات للانتخاب، ومنها من يعترض طريق المارة بلباقة ليقدم له برنامج مرشحيه. وشملت الدعاية الحزبية المقاهي الشعبية والمحلات والقاعات الصغيرة بالنسبة للأحزاب الصغيرة، مركزة أكثر على العمل الجواري. وشهدت مختلف مقرات الأحزاب حركة كر وفر، هي حركة الساعات الأخيرة التي تفصلها عن تحديد مصيرها في الخارطة السياسية الجديدة التي ستظهر ملامحها ابتداء من بعد غد الاثنين. وكانت مقرات كبرى الأحزاب كحركة النهضة والحزب الديمقراطي التقدمي الذي يترأسه المرشح السابق للرئاسة نجيب الشابي، وهو ثاني أهم التشكيلات السياسية، والتكتل من أجل العمل والحريات، حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ربما الأكثر نشاطا وحيوية، من حيث تسجيل عدد الوافدين إليه بين المشرفين على متابعة وتنظيم الحملة الانتخابية والمتعاطفين وصحفيين محليين وأجانب، وربما حتى الفضوليين. وما طبع اليوم الأخير من الحملة الانتخابية التي دامت 15 يوما، هو بروز حرب التصريحات المضادة بين التيارين الديمقراطي والإسلامي، في آخر تجمعاتهم الشعبية. ولم يجد الكثير من الجزائريين المتواجدين بتونس، في مهمات عمل أو لقضاء بعد مصالحهم الشخصية، ما يلفت انتباههم في الحملة الانتخابية، بحكم تجربتهم المتكررة في مختلف المواعيد الانتخابية التي عاشتها الجزائر، غير أن الكثير ممن التقتهم "الفجر" ببعض المقاهي والمحلات المتواجدة بشارع محمد الخامس، عبروا عن أملهم ألا تتكرر التجربة الجزائرية مع التونسيين، وأن تكون انتخابات اليوم مهدا لمرحلة ديمقراطية ناجحة في تونس. كما لم يختلف المواطنون التونسيون الذين استجوبناهم، وخاصة شباب ثورة الياسمين، في آرائهم عن الجزائريين، فكلهم يريدون نجاح الانتخابات ويرفضون تكرار سيناريو وقف المسار الانتخابي في الجزائر، ويتمنون إجراء انتخابات المجلس التأسيسي في سلام ودون وقوع أية مشاكل، كما أن أغلبيتهم أبدوت ارتياحها لخطاب الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة المؤقتة، يوم الخميس الماضي، الذي شدد فيه على ضمان نزاهة الانتخابات، وهذا هو ربما ما لمسناه عند "التوانسة"، فهم مطمئنون على سير العملية ولا يتوقعون التزوير. وكما صرح أحد المواطنين ل"الفجر": "النهضة وحدها من تتحدث عن التزوير"، والكل في تونس يريد لهذه التجربة أن تكون أول تجربة سياسية ناجحة في الوطن العربي، ودرسا في الديمقراطية للعالم الغربي. النساء والشباب ماركتينغ سياسي مربح وفي حالة وقوع التزوير، وهو ما استبعده الكثير من المستجوبين، فخيار النزول مرة أخرى إلى الشارع ليس مطروحا على الأقل بمفهوم "ثورة ثانية"، وثورة البوعزيزي لن تتكرر في قالبها ومضمونها، وقد يكون المشهد السياسي التونسي مفتوحا في هذه الحالة، أي حالة حدوث التزوير، على احتمال استخدام أسلوب المسيرات والمظاهرات السلمية، ولا يمكن استبعاد حدوث انزلاقات أمنية تنجر عنها، الأمر الذي يخشاه المواطنون. والظاهر أن الصورة العامة لم تتضح بعد ولا تزال غامضة عند التونسيين بالنسبة لنتائج الانتخابات، فرغم الشعبية الكبيرة لحركة النهضة، خاصة في أوساط الطبقات الشعبية المغلوبة اجتماعيا، إلا أن حالات التكهن لديهم قليلة، وقد يكون مرد ذلك عدم استيعابهم للنمط الانتخابي الذي يعتمد على النسبية في إقرار النتائج. والملاحظ كذلك أن التونسيين لم يلتفوا كثيرا حول الأحزاب الجديدة، ولم يهتموا لبرامجها، والحقيقة الأخرى التي لا يمكن جهلها، هي حالة التشتت التي طبعت اختيارات المواطنين في الأيام الأولى للحملة الانتخابية، بحكم جهلهم للمترشحين من جهة وبسبب تعدد خيارات البرامج وتعدد القوائم الانتخابية من جهة أخرى، فليس سهلا على التونسيين الاختيار بين أكثر من11 ألف مترشح في أكثر من 1500 قائمة. وما لا يمكن تفويته في أول حملة انتخابية تعددية تؤسس لمرحلة ما بعد نظام الرئيس الهارب زين العابدين ين علي، هو "الماركتينغ السياس " الذي اعتمدته الأحزاب من خلال الحضور القوي للعنصر النسوي، سواء في العمل الدعائي الحزبي، أو في التواجد في القوائم الانتخابية وتصدر الكثير منها في عدد من الولايات في حركة النهضة أو الأحزاب المنافسة له، كما أن التواجد القوي للشباب وانخراطه في الحملة الانتخابية على مستوى مقرات الأحزاب، أو من خلال تكفله بالعمل الجواري والدعاية للمترشحين، يكون قد سهل كثيرا في تسيير الحملة الانتخابية وساهم بشكل كبير في نجاحها، والزائر ل"تونس الانتخابات" سيشاهد بأم عينه حالة التجنيد الكبير لشباب الثورة في العمل السياسي، وهي ربما قد تكون مجرد حالة "إسكات ظرفية واستغلال للشباب الغاضب"، كما قد تكون حالة تفطن ووعي بالدور السياسي الذي يمكن أن يلعبه العنصر الشبابي في المرحلة المقبلة، خاصة أن عددا هاما من المترشحين لعضوية المجلس التأسيسي هم من فئة الشباب. مقتل القذافي شوّش على عرس التونسيين نزل ثقل ومفاجأة خبر مقتل معمر القذافي على يد الثوار في مسراتة، يوم الخميس المنقضي، على التونسيين مثلما نزل على الليبيين أنفسهم والسوريين وكل الشعوب العربية المضطهدة من قبل حكامها، وحوّل الحادث الذي حسم نهائيا انتصار الثوار على النظام الليبي السابق، أنظار التونسيين إلى مشاهدة صور القذافي مقتولا عبر شاشات الفضائيات وعلى الفايسبوك وما إلى ذلك من وسائل تكنولوجية. وفي لحظة وجيزة سقطت صور كل المترشحين من أعينهم، وتحولت الدردشات السياسية حول الانتخابات في المقاهي والفنادق والمنازل والمؤسسات، إلى مناقشات حول ظروف مقتل القذافي وليبيا ما بعده، خاصة أن العاصمة تونس شهدت أجواء احتفالية كبيرة بين الجالية الليبية التي أحاطت بسفارة بلدها الكائن مقرها بشارع محمد الخامس، والتي استمرت في الاحتفال في مختلف المناطق طيلة اليومين الفارطين، كما أن مشهد السيارات ذات الترقيم الليبي الحاملة أعلام المجلس الانتقالي، تعبر مختلف الشوارع والطرقات، وهي تنافس سيارات المترسحين، أخلطت أوراق الأحزاب التونسية، لأنها خطفت منها الأضواء وحولت بوضوح اهتمام التونسيين من بلادهم إلى الجارة ليبيا، وكأن مقتل القذافي أفسد ما بذلته الأحزاب في 15 يوما من الدعاية من جهد مضن. وأكثر من ذلك فأغلب الصحف اليومية الصادرة يوم الجمعة ركزت على صدر صفحاتها الأولى على خبر مقتل القذافي، وجعلت الأخبار السياسية في تونس في مرتبة ثانية، رغم أهمية الموعد الانتخابي. جيش الصحافة مقابل جيش تونس لعل التواجد المكثف للصحافة الأجنبية في العاصمة تونس، طيلة أيام الحملة الانتخابية وبشكل خاص خلال الأيام الأخيرة منها، قد أضفى الكثير من الحيوية على الجو العام الذي يطبع الانتخابات في شوارع تونس، التي استعادت فنادقها ومطاعمها عددا معتبرا من الزبائن الأجانب، وانتعشت مداخيلها في الأيام الأخيرة بسبب الموعد الانتخابي. وقدر عدد الصحفيين ب1500 صحافي بينهم صحفيو عدد من العناوين الجزائرية والتلفزيون الجزائري، وهو الرقم الذي أخلط أوراق الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات، التي أسندت لها مهمة منح بطاقات الاعتماد لهم وللمراقبين الدوليين. فحتى الساعات الأخيرة من يوم أمس، شهدت الهيئة توافد رجال الإعلام الأجانب إليها لأخذ شاراتهم، وعاملت الهيئة الصحفيين التونسيين بنفس معاملة الصحافة الأجنبية، فمن لا تتوفر فيه شروط الحصول على الاعتماد لا يحصل عليه. وزاد تدفق الترسانة الكبيرة من الإعلاميين الأجانب إلى تونس من حماسة المترشحين، وأضفى هذا التواجد نكهة قوية على اللحظات الأخيرة من عمر الحملة الانتخابية، خاصة أن الكاميرات الأجنبية ركزت على إعداد البورتريهات المتعلقة بالمواطنين وبعض الوجوه الشابة داخل مقرات الأحزاب، كما اهتمت برصد صور حية عن رؤساء التشكيلات الكبرى، مركزة على عامل الإثارة والصورة الحية المختلفة والمثيرة. ويقابل جيش الصحافيين 22 ألف جندي تونسي، سيؤمنون حماية مكاتب الاقتراع عبر كامل التراب التونسي تحسبا لأي انزلاقات، فضلا عن عدد هائل من رجال الحرس الوطني والشرطة التونسية قدر ب4593 فردا، سيسهرون على توفير الأمن العام، خاصة في ظل التهديدات التي أطلقتها النهضة بالخروج إلى الشارع في حالة حدوث التزوير. وقد يكون اليوم خروج العسكر التونسي الصورة الأكثر استثمارا من قبل جيش الصحافيين الأجانب، فمن يا ترى سيؤدي المهمة أحسن جيش الصحفيين أم جيش تونس؟ شبح رجال بن علي يطارد التونسيين من قال أن رجال نظام الرئيس السابق بن علي قد تركوا السياسة؟ ومن قال أن الشعب التونسي لا يعي خطر تواجدهم تحت ظل أحزاب فتية أو من خلال دعمهم لقوائم مستقلة؟ هذه الحقيقة تسمعها من أفواه بسطاء المواطنين، وتؤكدها بعض التيارات الحزبية التي حذرت خلال الحملة الانتخابية من التصويت لصالح هؤلاء. ويدور حديث قوي في الشارع روجت له وسائل الإعلام، حول وجود حاولي 40 حزبا جديدا تابعا للتجمعيين، أي أتباع الحزب الحاكم في عهد بن علي، حزب التجمع الدستوري الديمقراطي، خاصة أن الكثير منهم هم من أصحاب المال، وبإمكانهم العودة إلى الحكم عبر استثمار أموالهم في انتخابات المجلس التأسيسي، لكن رهانهم على موعد اليوم قد يكون خاسرا جدا، لأن الشعب التونسي تفطن لتواجدهم، ومع ذلك فكل الاحتمالات تبقى واردة، فقوة المال قد تتغلب. والمفارقة في بقاء ظل بن علي في الانتخابات، هو عودة روح الرئيس الراحل بورقيبة، الذي كان ورقة انتخابية استخرجها الدستوريون، في دفاعهم عن خيارهم الجمهوري ودعمهم للوسطية والاعتدال ونبذ التيارات المتطرفة، إسلامية كانت أم يسارية. ومن بين هذه الأحزاب الجديدة التي استعانت بالقيم السياسية والتوجه الفكري لبورقيبة، لاستعطاف التونسيين ودغدغة مشاعرهم، نجد ثلاثة أهم أحزاب دستورية، هي حزب الوطن بقيادة وزير السياحة الأسبق والمنسحب من الساحة السياسية التونسية منذ سنوات خلت محمد جغام، وحزب المبادرة الذي أسسه كمال مرجان وزير خارجية بن علي ويعتقد أنهما عمدا للانتساب إلى تيار الدستوريين لتبييض صورتهما من نظام بن علي، ونجد أيضا حزب الإصلاح الدستوري والحزب الدستوري الجديد. النهضة تزين قوائمها ب"المتبرّجات الأنيقات" أصبحت كلمة الانتخابات في تونس مرادفة لكلمة النهضة، كما أصبحت النهضة مرادفا لكل مفاهيم حقوق المرأة، نظرا لشعبيتها الكبيرة في مختلف الأوساط، بسبب اعتمادها أسلوبا إسلاميا حداثيا، مبنيا على احترام الحريات الفردية وخاصة حرية المرأة، وتخليها عن الخطاب الديني ونبذ العنف. وليثبت زعيمها راشد الغنوشي نواياه الحسنة وتطبيقه لخطابه السياسي، رشح على رأس قائمة تونس سعاد عبد الرحيم، وهي سيدة متبرجة وأنيقة، ولم يستثن العنصر النسوي وخاصة غير المحجبات في كثير من القوائم، لكن الكثير من التونسيات اللاتي حاورتهن "الفجر"، ورغم إعجابهن ببرنامج النهضة، إلا أنهن يترقبن تطبيق خطابها في الواقع، لكن الأغلبية تراه الحزب الأمثل لقيادة تونس. والنهضة كما وصفه مواطن تونسي هو "حزب المرأة بدرجة أولى"، عرف كيف يجذب إليه المواطنين، من خلال استعانته بفتيات جميلات وأنيقات المظهر، لاستقطاب أصوات الناخبين، وكأنه يروج لسلعة تجارية وليس لحزب، فكما تفعل مختلف الماركات للإشهار بمنتوجاتها تفعل النهضة في تونس للفوز بالانتخابات. مبعوثة "الفجر" إلى تونس: كريمة. ب مية الجريبي الأمينة العامة لحزب الديمقراطي التقدمي التونسي ل"الفجر" "أين هي الديمقراطية إذا لم يقبل الغنوشي نتائج الانتخابات مهما كانت؟" أكدت السيدة مية الجريبي، في تصريح خاص ل"الفجر"، أنها تتمنى فوز حزبها طبعا في انتخابات المجلس التأسيسي، لكنها ستكون أول المهنئين للحزب الفائز، مشيدة بالعمل النزيه لكل الهيئات التونسية التي تشرف على الانتخابات: "لم تقصر أي من الهيئات المشرفة على الانتخابات وكل شيء يسير على أحسن ما يرام وإن شاء الله ربي يسترنا ونعديو هذه المرحلة". وحول تصريحات زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي والتي هدد فيها بالنزول إلى الشارع إذا حدث أي تزوير للانتخابات، قالت السياسية التونسية مية الجريبي إن هذه التصريحات تعني أن الغنوشي لا يقبل الهزيمة إذا لم تعجبه النتائج مهما كانت، مستنكرة مثل هذه التصريحات: "إذن أين هي الديمقراطية ولماذا قامت الثورة أصلا إذا لم نقبل النتائج"، رافضة أي تشكيك في نزاهة الانتخابات: "ليس لدي أي شكوك في حدوث تزوير والهيئة المستقلة للانتخابات تعمل بكل نزاهة". مسعودة.ط زهير بن يوسف عضو الهيئة المديرة لرابطة الدفاع عن حقوق الإنسان ل"الفجر" "نسعى لأن تكون التجربة التونسية نموذجا عربيا" اعتبر زهير بن يوسف، عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن انتخابات المجلس التأسيسي المقررة اليوم في تونس استحقاق تاريخي استعد له التونسيون عبر كل طاقاتهم بالتنظيم، حيث أعدت له الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وائتلاف جمعيات المجتمع المدني بعدد كبير من المراقبين و"عقدنا العزم على إنجاح هذه الانتخابات وإجرائها بكل شفافية، فهذا الاستحقاق التونسي له أبعاد إقليمية ودولية، ونسعى لأن تكون التجربة التونسية نموذجا". كما أشاد الحقوقي التونسي بالثورة التونسية وقال: "أقل الثورات العربية دموية إذا ما قورنت بما حدث في ليبيا وسوريا واليمن وحتى مصر"، كما أكد السيد بن يوسف على حرص الرابطة التونسية، كطرف محايد في الانتخابات يقوم بدور رقابي، على أن تتم عملية انتقال السلطة في هدوء وشفافية تامين.