هي ظاهرة أصبحت معروفة عند بعض الموظفين وأصبحوا ينصحون بها زملاءهم، حيث رأوا أن استغلال حافلات النقل الجامعي فرصة يجب اغتنامها وذلك رغبة في الاقتصاد المادي والزماني فهما يتوفران في هذا النوع من الحافلات· وفي هذا الإطار اقتربنا من بعض المستفيدين من هذه الخدمة، فقال لنا (أحمد) (موظف): (إنني منذ حوالي ست سنوات وأنا أركب هذه الحافلات فهي توصلني في الوقت المناسب إلى مكان عملي، وأنا جدّ مرتاح فيها فهي لا تكلفني شيئا، فبدلاً أن أصرف المال على المواصلات أقتني بها بعض متطلبات البيت من حليب وحفاظات وغيرها، فالمعيشة أصبحت صعبة والدخل الشهري لا يكفيني ويجب أن أقتصد فلهذا أستفيد من حافلات النقل الجامعي· هي كذلك حالة (أمين) فهو عامل في ميناء الجزائر ولهذا فهو مداوم على الركوب في هذه الحافلات لأن محطة (تافورة) قريبة من مكان عمله، وبما أنه يقطن في مدينة (براقي) فهو يعاني الكثير من المواصلات ولهذا فهو يفضل هذه الحافلات عليها، لأن حسب رأيه المواصلات تستغرق على الأقل ساعة من الزمن للوصول إلى عمله، ناهيك على ازدحام السير الذي يؤدي به إلى الوصول متأخرًا، أمّا هذه الحافلات فقال: (إذا طال الأمر نصف ساعة، فهي أفضل لي من الناحية المادية وكذلك حتى لا أقع في المشاكل من وراء تأخري)· ولكن هل يسبب ركوب بعض الموظفين مشاكل بينهم وبين الطلبة؟ هذا ما أردنا معرفته، فاتجهنا إلى محطة تافورة، وهناك اقتربنا من بعض الطلبة فوجدنا اختلافا في الآراء، فهناك من يرى أنه لا مشكلة في ركوبهم ومن بينهم (كوثر) حيث قالت: أنا بالنّسبة لي لا توجد أي مشكلة فهم كذلك محتاجون إلى مثل هذه الخدمات فأنا مقتنعة بفكرة (تزاحموا تراحموا) فالمهم عندي أن يكون الاحترام موجودًا بيننا أما الباقي فلا يهم· أما (محمد) فهو من الطلبة الرافضين لهذه الفكرة، فهو يرى أنه تطفل من بعض الموظفين على حقوقهم كطلبة لأن هذه الحافلات من ضمن الخدمات التي تقدمها الجامعة لهم وليس للموظفين فهم يسببون لهم مشاكل جمة، لأن محمد يرى أنه في بعض الأحيان هذه الحافلات لا تسعهم ومابالك إذا ركب بعض الموظفين الذين وصفهم بالمتطفلين)· وبالرغم من اختلاف الآراء بين مؤيد ومعارض لهذه الظاهرة التي تفشت بين أوساط الطلبة والموظفين حاولنا كذلك أن نستطلع رأي المكلّفين بأمن المحطات، (س· ع) عون أمن بمحطة (تافورة) قال: إننا لا نستطع أن نتحكم في هذا الأمر لأنه خارج عن طاقتنا لأنه لا يمكننا الفصل بين الطلبة والموظفين وكذلك موظفين الجامعة في ذلك الازدحام الذي يحدث لمجرد دخول الحافلة إلى المحطة، فالطلبة يمنعون المراقبة من جراء تصرفاتهم، فبمجرد أن تتوقف الحافلة في المحطة يندفعون إلى الباب ولا يسمحون لنا بالقيام بعملنا ومراقبة الراكبين· وهكذا تبقى معاناة الطلبة مستمرة من جراء استغلال بعض الموظفين لحافلات النقل الجامعي·