هي فعلا ظاهرة غريبة وملفتة للانتباه ولم تكن معروفة قبل عقد من الزمن، ولكنها تفشت بصورة عجيبة في مجتمعنا، والغريب فيها يكمن في أن نسبة العنوسة في تزايد مستمر وأرقامها مخيفة ولكن رغم ذلك لا تدرك بعض الفتيات ما يقترفنه من أخطاء يرفضها العرسان. وذلك لأسباب لم تكن من قبل تشكل عائقا ولا حتى كانت تذكر في شروط الزواج، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح هاجسا عند بعض الفتيات فيرفضن الفكرة من أساسها ولا يردن حتى النقاش فيها، لأنهن يعتبرن السكن مع والدي العريس فكرة غير مقبولة تماما لأن السكن معهما يجعلهن غير مرتاحات، ناهيك عن المشاكل التي تنتج بعد ذلك. أردنا معرفة رأي الشبان، وماهي ردات فعلهم عندما يتعرضون للرفض؟ (كمال) البالغ من العمر أربعين سنة وهو رافض فكرة الزواج بسبب هذه المشكلة وعندما سألناه ردّ بانفعال: (بسبب وقاحة بعض الفتيات لأنهن يشترطن عليك أمورًا لا يتقبلها العقل. فعندما تقدمت لإحداهن وقبلت بكل شروطها المادية التي لا تنتهي، أصبحت تشترط أن أتخلى عن والديّ لأسباب تافهة، والأمر الذي حيرني فعلا هو أنها لديها أربع أخوات وكلهن في سن الزواج ولكن بالرغم من ذلك فهي تضع شروطا تعجيزية وأهلها يوافقونها على ذلك ولكنني أرى أنّ والديّ لا يسببان عائقا وأنني الوحيد عندهما كيف أتخلى عنهما بعدما تعبا على تربيتي؟!). ولأن هذا الأمر كان يتكرر كلما تقدم لخطبة فتاة قرر (كمال) أن ينسى فكرة الزواج. (أحمد) كذلك ضحية هذه الظاهرة حيث قال: (جمعتني علاقة حب لمدة أربع سنوات مع من ظننتها أنها ستشاركني حياتي ولكنني عندما تقدمت لخطبتها، تفاجئت أنها تطلب أن لا تسكن في بيت العائلة، وبما أنني لا أستطيع أن أخرج عن عائلتي وأستأجر لها منزلاً آخر أولاً لأنه لا يمكنني أن أترك والدتي وأخواتي الثلاث وحدهنّ بما أن والدي رحمه الله وثانيًا أن مدخولي الشهري لا يكفيني لذلك وهي تعرف ذلك، والغريب أن والدها يؤيد هذه الفكرة وهو مقتنع بها). ولكننا لم نكتف برأي الشبان وحاولنا كذلك استطلاع رأي الفتيات وعن أسباب ذلك. (جميلة) من بين الرافضات لهذه الفكرة حيث قالت: (هذا الأمر أصبح عادة قديمة ويجب التخلي عنها لأنها تخلف نتائج وخيمة وأن بالنسبة لي لا يمكنني تحمل تسلط الحماة وطلباتها التي لا تنتهي، ولأن أختي عانت الكثير بالسكن مع عائلة زوجها مما اضطرّها للرجوع إلينا حتى يوفر لها زوجها مسكنًا خاصًا بها. ولهذا عليّا أن أتجنب هذه المشاكل من البداية وأن لا أغامر بالعيش مع حماتي المستقبلية، لأنها مغامرة فاشلة في أغلب الأحيان). للأسف هكذا أصبحت تفكر بعض فتيات هذا الزمن (هداهن الله) ولكنهن لا يدركن أنهن يزرعن الفتنة في الأرض بقيامهن بهذه التصرفات، ناهيك عن النتائج النفسية التي يتركنها عند الشبان وهن بهذه التصرفات والشروط غير المقبولة يساهمن بشكل فعال في ارتفاع نسبة العنوسة وخاصة مع انتشار أزمة السكن.