لا يزال الشاب (حمادو صلاح الدين) البالغ من العمر 22 سنة حاليا، يعاني من تبعات الخطأ الطبي الذي تعرض له منذ سبع سنوات، أي منذ أن كان عمره 15 سنة، والذي كان سببا ببتر أصابعه الثلاثة من يده اليمنى، ليجعل منه عاجزا، ويتسبب في تركه لمقاعد الدراسة وهو لم يكمل بعد تعليمه المتوسط، ناهيك عن الحالة النفسية السيئة من جراء الآلام والمعاناة التي ما زال يعيشها إلى يومنا هذا· حيثيات القضية تعود إلى تاريخ 17 05/ / 2004، حسب الوثائق والشهادات الطبية وصورة عن الشكوى، التي تحصلت (أخبار اليوم) على نسخة منها، وهو تاريخ سقوطه على يده اليمنى، ليقصد صلاح الدين رفقة والده مصلحة الاستعجالات التابعة للقطاع الصحي لبئر طرارية، من أجل أخذ الإسعافات اللازمة، وبعد فحصه من طرف الطبيب المناوب حينها، وثبوت إصابته بكسر على مستوى يده اليمنى، تم وضع الجبس على يده· لكن الآلام عاودته في اليوم الموالي، ليرجع بذلك إلى نفس المصلحة ويعرض على الأطباء المناوبين، الذين قاموا بدورهم بوضع فتحة في الجبس، ليعود بعدها إلى البيت، لكن الآلام لم تتركه لتتفاقم صباح اليوم التالي، ويتنقل مرة أخرى إلى (مصلحة بلار) المختصة في الكسور، حيث قاموا بتغيير الجبس، وفي حدود الساعة الثامنة من مساء ذات اليوم عاودته الآلام مجددا، فأرجعه والده إلى مستشفى بئر طرارية، وقد أخبره الأطباء بأن الأمر عادي جدا في مثل حالته· غير أن الأمر لم يتوقف على مجرد آلام عادية نتيجة لإصابته، إذ بتاريخ 20/05/2004 ازدادت حالته تدهورا، وبعد إعادته إلى القطاع الصحي لبئر طرارية، تمت معاينته مجددا من طرف الطبيب المناوب بمصلحة الاستعجالات ليأخذ هذا الأخير قرارا ببقائه في المصلحة نتيجة لتفاقم وضعه الصحي، حيث تم نقله بعدها إلى مصلحة بلار التابعة لهم ليقضي ليلته بها، وأجريت له فيها عملية جراحية على مستوى يده اليمنى في صبيحة يوم 21/05/2004، ولكنه أصيب أثناء العملية بنزيف دموي حاد، ما استدعى نقله على جناح السرعة إلى مستشفى مصطفى باشا، ليخضع لعملية جراحية أخرى دامت ساعتين أيضا، ويرجع بعدها إلى (مصلحة بلار) على الساعة الثامنة ليلا من نفس اليوم، وفي يوم 29/05/2004 قررت الطبيبة المشرفة على حالته نقله إلى مستشفى الدويرة حيث تم استقباله من طرف عدة أطباء مختصين، ونتيجة للحالة السيئة التي وجد عليها، تم إجراء عدة عمليات جراحية متتالية بدأت يوم 30 05/ / 2004، انتهت ببتر ثلاثة أصابع من يده اليمنى، وهي السبابة والإبهام والوسطى، لتبدأ رحلة مأساة لم يكن ينتظرها، ستصاحبه طوال حياته، نتيجة للتسيب واللامبالاة، بالإضافة إلى عدم اهتمام بعض الأطباء باحتياجات المريض· وعلى هذا يبقى الشاب (صلاح الدين) يعاني منذ ذلك اليوم، بعد أن حرم من إتمام دراسته، وهاهو اليوم _ حسب والده- في اتصال له ب(أخبار اليوم)، محروم أيضا من أغلب حقوقه، إذ لم يستطع الالتحاق بمعاهد التكوين المهني لإجراء أي تربص كان، ولم يستطع الحصول على شهادة السياقة، مما جعل حالته النفسية سيئة جدا، خصوصا لما جاءته فرصة للعلاج بألمانيا، لكن حلمه لم يكتمل لعدم مقدرة الوالد على دفع تكاليف هذه الرحلة العلاجية التي قدرت ب 175 مليون سنتيم، فيما ينتظر صلاح الدين خبرة طبية جديدة عن حالته وعما حدث له، وتبقى القضية أمام المحكمة، للنظر في حيثيات وتفاصيل خطأ طبي فادح، راح ضحيته طفل يبلغ من العمر15 سنة، وهاهو اليوم في ال22 عاما ومازالت آثار الخطأ الطبي تلازمه، وتؤثر على كل نواحي حياته، بانتظار أن يقوم بتركيب يد اصطناعية، يمكنها على الأقل إعادة الحركة والنشاط إلى يده اليمنى، وإعادة بهجة الحياة ورونقها إلى قلبه مجددا، لعله يتمكن من تجاوز المحنة التي وجد نفسه فيها مرغما·