صادق المجلس الشعبي الوطني أمس الاثنين على مشروع القانون المحدد لشروط وكيفيات استغلال الأراضي الفلاحية التابعة للأملاك الخاصة للدولة وهذا خلال جلسة علنية تراسها السيد عبد العزيز زياري رئيس المجلس. ويكرس هذا القانون الجديد الذي يعد امتدادا لقانون التوجيه الفلاحي لسنة 2008 العديد من المبادئ منها مبدأ "بقاء الأراضي الفلاحية ملكا للدولة" ونظام الامتياز كنمط حصري لاستغلال الاراضي التابعة للأملاك الخاصة للدولة ومن ثمة الحق بمنحه لمدة 40 سنة قابلة للتجديد لشخص طبيعي ذي جنسية جزائرية مقابل دفع إتاوة سنوية. كما تم في إطار ذات النص استبدال مبدأ العمل الجماعي المفروض بتدابير تحفيزية للعمل المتكامل ما بين المستثمرات. وتضمن القانون أيضا إقصاء المستغلين لمستثمرات بصفة غير قانونية والذين كانت لهم تصرفات غير مشرفة إبان ثورة التحرير. أما في حالة إخلال المستثمر صاحب الامتياز الجديد بالتزاماته يقترح النص فسخا إداريا لحق الامتياز عوض الإسقاط عن طريق القضاء. وقصد ضمان الاستمرارية في الاستغلال يكفل هذا القانون للمستفيدين سابقا من حق الانتفاع، والذين ثبت احترامهم للتشريع والتنظيم المعمول به حفظ مصالحهم بتحويلهم الى حق امتياز قابل للانتقال الى ورثتهم. ومن أجل تشجيع عصرنة المستثمرات الفلاحية ستدعم الدولة من خلال هذا النص إبرام كل اتفاق شراكة مع شخص طبيعي او معنوي جزائري. جدير بالذكر أن النص الجديد يقتصر فقط على الأراضي التابعة للأملاك الخاصة للدولة المحددة في قانون 1987 والمقدرة ب 5.2 مليون هكتار موزعة على 100 الف مستثمرة فلاحية و218 ألف مستفيد. ويستثني مشروع القانون بذلك 300 ألف هكتار مصنفة ضمن نفس الأملاك الخاصة الدولة ولكنها مستغلة حاليا من طرف المزارع النموذجية ومعاهد التكوين. يشار إلى أن المساحة الفلاحية الإجمالية المستغلة بالجزائر تقدر ب 5.47 مليون هكتار منها 32 مليون من المراعي و7 ملايين من الغابات والأحراش و5.8 مليون من الأراضي الصالحة للزراعة والتي تتوزع بدورها على 7.5 مليون هكتار تابعة لمستثمرين خواص و8.2 مليون تابعة للأملاك الخاصة للدولة.