* انتظروني في مسلسل "ذاكرة الجسد" الممثلة بهية راشدي فنانة جزائرية قديرة خريجة المعهد العالي للموسيقى، عضو بفرقة التمثيل الإذاعي، كما أنها عضو بالمجموعة الصوتية، نشطت عدة برامج إذاعية وتلفزيونية كبرنامج أيام وأنغام وألحان وشباب وشهية طيبة، قدمت ومضات إشهارية عديدة للإذاعة والتلفزيون، عضو في اللجنة الوطنية لقراءة النصوص السمعية البصرية بوزارة الثقافة، حصدت العديد من الجوائز من مختلف المهرجانات خارج الوطن منها جائزة أحسن دورثانوي أداء نسوي بمهرجان قرطاجبتونس سنة 2002 عن دورها في فيلم رشيدة، شهادة تقديرية في مهرجان الفيلم العربي بالولايات المتحدةالأمريكية بسان فرانسيسكوا سنة 2004 جائزة دور نسائي في مهرجان كوثر للإذاعات والتلفزيونات العربية بتونس سنة 2005 عن دورها الرئيسي في فيلم صابرة. - جائزة الفنك الذهبي لدورها في مسلسل مفترق الطرق، هذا بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من المسلسلات التاريخية والدينية والاجتماعية في الإذاعة والتلفزيون. التقيناها على هامش المهرجان الوطني لمسرح الطفل بخنشلة فكانت لنا معها هذه الدردشة. * مرحبا بك في المهرجان الوطني لمسرح الطفل بخنشلة، هل تستطيعين أن تحدثينا عن شعورك وأنت بين أطفال وعائلات خنشلة؟ -- لقد تمت استضافتي في هذه الطبعة الثالثة من المهرجان وأنا متفائلة جدا بالرقم 03، وهذه هي أول زيارة لي لهذه الولاية الجميلة، فهي ولاية صغيرة في مساحتها ولكنها كبيرة بأهلها، تنظيم محكم، ترحيب ماشاء الله، كما فوجئت بالاستقبال الرائع للمسؤولين، فقد لاحظت عند وصولي إلى هنا أن كل الناس يبدون وكأنهم ضيوف ولكنهم عبارة عن مسؤولين مسؤوليتهم تمر هكذا بكل تلقائية، فهم مهتمون بكل صغيرة وكبيرة لأنهم أحسوا أن الأمر يتعلق بمدينتهم وبضيوفهم وبالتالي عرفوا أن هدفهم وحيد وموحد وواحد وهو الوصول إلى الغاية المنشودة وهي إنجاح المهرجان، وبالفعل كان رائعا وناجحا وما زاد في روعته هو مصادفته للذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب، فقد كان جو الافتتاح في منتهى الروعة ومالفت انتباهي أكثر هو حفاوة الاستقبال من طرف السلطات المدنية والعسكرية للولاية وعلى رأسها السيد والي الولاية الذي فتح لنا أبواب إقامته الخاصة، وقام بالترحيب بنا والاهتمام بكل صغيرة وكبيرة تخصنا مما جعلني أحس أن كل بيت من بيوت هذه الولاية مفتوح لاستقبال ضيوفها وزوارها، وفي الحقيقة وجدت نفسي أنا وكأني في بيتي، حيث وجدت الابتسامة المشرقة في وجهي وقابلت وجوها كلها حنية وطيبة وصدورا مليئة ومفعمة بالحنان وحجورا كلها عطف ودفء، في الحقيقة نحن مشتاقون كثيرا لمثل هذه الاهتمامات، خاصة في زمننا هذا، هذه الأشياء تجعلني أحلم بغد مشرق تجعلني أحس أنه سوف يكون أفضل بكثير من اليوم واليوم أفضل من الأمس. * هل لنا أن نعرف مشاريعك المستقبلية؟ -- ليس لدي جديد بالنسبة للتلفزيون الجزائري ولكن هناك مشاريع تحدثنا عنها مؤ خرا وهي ليست خاصة بي أنا بل بالنسبة حتى لزملائي، فهناك نصوص في المستوى لكننا ننتظر فقط إمضاء المسؤولين المعنيين بقطاع الإنتاج السمعي البصري. أما بالنسبة لي فهناك عمل جديد، فقد شاركت في »ذاكرة الجسد« للأديبة الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي، الإخراج لنجدت أنزور مخرج سوري شهير وممتاز وصاحب ثقافة عالية جدا ومستوى راقي، فقد ذهبت إلى بيروت وبقيت هناك لمدة أسبوع، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفنانين العرب من تونس والمغرب والإمارات العربية والعراق ولبنان وسوريا خاصة، وقامت فنانة سورية بوضع آخراللمسات على هذه الرواية وحاولت أن تضيف لها أشياء جديدة خاصة في الحوار، وقد عادت بنا هذه الرواية إلى سنوات الثورة، فقمت بدور الجدة، أما الزهرة جدة حياة، وجمال سليمان مثل دور المجاهد صديق سي الطاهر أب حياة وهو جار لنا وهو ذلك الفنان والرسام الذي كانت له قصة طويلة مع حياة، وقامت بدور حياة فنانة جزائرية لم أرها من قبل اسمها آمال بوشوشة وهي خريجة مدرسة ستار أكاديمي بلبنان وتقيم في بيروت منذ ست سنوات تقريبا، فأنا أفتخر جدا بمستواها وثقافتها العالية وتربيتها السليمة لأنها شرفت الجزائر والفن الجزائري في كل البلدان التي زارتها، ومرت في عدة حصص عبر قنوات تلفزيونية وشرفت الجزائر، فهو شيء جميل جدا أن نجد فتاة في مقتبل العمر تتحدى الظروف وتظهر لتبرهن للعالم على مستواها الراقي وثقافتها العالية. * الفنان الجزائري عندما تتاح له الفرصة نلاحظ أنه يشرف الجزائر ويمثلها أحسن تمثيل، في رأيك ماهو الشيء الذي ينقص الفنانين الجزائريين حتى يقدمون أعمالا في المستوى تنافس الدرامة السورية والتركية وغيرها؟ -- عوامل كثيرة جدا تقف عائقا في وجه الفنان الجزائري أولها الفرص، لابد أن تمنح الفرص للشباب، فهناك شباب في مقتبل العمر لو تتاح لهم الفرصة لصنعوا المعجزات، ونتمنى منهم أن يكونوا خير خلف لخير سلف، فعندما أقول فنانين فأنا أقصد الممثلين وكتاب النصوص والمخرجين أيضا فعندما لانعطي الفرص لهؤلاء ونقدم لهم الدعم المادي فكيف نريد منهم الظهور، ولذا أتمنى أن تتاح الفرص لهؤلاء الشباب حتى نضمن ظهورهم حتى ينافسوا على الأقل جيراننا الذين وصلوا إلى مستوى عالي وعالي جدا أقصد التونسيين والمغاربة، الشيء الوحيد الذي أؤمن به هو أننا قادرون وعندما تتاح لنا الفرص نبرهن ونفتك الجوائز ونثبت قدراتنا، فعلى سبيل المثال فيلم رشيدة الذي تحصل على 60 جائزة دولية منها والحمد لله جائزة أحسن دور ثانوي تحصلت عليه أنا في مهرجان قرطاجبتونس سنة2005، فالعنصر الإنساني موجود، الأفكار موجودة، النصوص موجودة فقط المادة هي التي تنقصنا، فلو تصل لصاحبها الجدير بها فسوف ندخل المنافسة بدون منازع، بصراحة فكل هذه الأشياء تظهر تافهة وصغيرة جدا لكنها أكثر من ضرورية في حياة الفنان، كل الشباب الآن ينادي ويريد العمل وهذا من حقهم، فهم عملوا خارج الوطن ولكن مهما كانت مكانتهم الفنية فلا تمنح لهم إلا الأدوار الثانوية لأنهم أجانب، ولهذا أتمنى أن تعطى لهم الفرصة ويدعمون حتى يتمكنوا من تمثيل بلدهم والنهوض بالأعمال الفنية الجزائرية. * استطاع الفريق الوطني الجزائري تمثيل الجزائر أحسن تمثيل وأعاد الأفراح للشعب الجزائري، فما رأيك لو توفرت نفس الإمكانيت للفنان الجزائري هل يستطيع هو أيضا تشريف الجزائر؟ -- الفنان لم تعط له الظروف والمناخ المناسب ولو تعطى له لمثل الجزائر أحسن تمثيل. وأنا واثقة من ذلك لأنه استطاع تمثيلها وحصد العديد من الجوائز رغم الإمكانيات البسيطة، أما فيما يخص الإمكانيات التي تحصل عليها الفريق الوطني فأنا متأكدة أن الرياضيين الجزائريين حتى ولو ذهبوا بإمكانياتهم الخاصة فسيمثلون الجزائر أحسن تمثيل لأنهم فقط جزائريون، ولأننا نحن أيضا جزائريون، فنحن عائلة واحدة وهدفنا واحد سواء توفرت الإمكانيات أو لم تتوفر، فإننا سوف نبقى نصارع من أجل أن نبين للآخر أننا بإمكاننا صناعة المعجزات وخاصة عندما يتعلق الأمر بالوطن والعلم الوطني، فصحيح أننا لو نتحصل على مثل هذه الميزانية لفعلنا المستحيل، ولكن الفريق الوطني هذه أيضا ميزانيته وهي حقه، وهم أهل حتى لأكثر من هذا لأنهم فعلا شرفونا وهم أبناؤنا وفلذات أكبادنا وبكينا عليهم في الظروف الصعبة التي مرت عليهم عندما عوملوا معاملة قاسية، يومها أحسست أنني أنا التي أهنت في مكانهم وضربت، أولئك الناس أساءوا إلينا كلهم بدون استثناء وأنا من النساء الجزائريات والأمهات اللائي لو جاء أحد إلي وقال كل أهلي وعشيرتي يكرهونك إلا أنا لقلت له أحب كل أهلك وعشيرتك من أجلك لأننا شعب يعرف كيف يسامح، ويعرف كيف يغض النظر عن الصغائر والعظائم، نحن شعب يعرف كيف يتعامل مع باقي البشرية لأنه مر بظروف صعبة وعاشها بأيامها ولياليها لأنه ذاق حلاوة التمرة وأحس بحرقة الجمرة، فليت الإمكانيات تكون لدينا قريبا إن شاء الله لأني لا أسمح لنفسي مثلا أن آخذ من ميزانية الرياضي أو الصحافي وأعطي لميزانية الفنان، فقط كل ما يؤلمني ويغضبني هو تكريم بعض الأجانب بميزانية الفنان ويؤخذ معه الأموال وأنا أصفق له في الصف الثاني وليس حتى في الواجهة، وأحيانا لاتقدم لنا حتى الدعوة لحضور مثل هذه التكريمات بل يصطحبونهم إلى الأماكن الراقية ونحن ننظر إليهم ونشاهد كل ذلك بملء أعيننا فهذا ما يحز في نفسي كثيرا. * نفهم من كلامك أنك تقصدين الفنانين المصريين؟ -- نعم أنا في 12 نوفمبر لماتعرض أبناء الجزائر للإهانة وقام المصريون بضرب أبنائنا لأننا نحن أمة لا نرضى بالإهانة فالإهانة مثلا نرضى بالجوع والعراء والعطش ولكنني لاأقبل الإهانة. ففي يوم 14 من شهر نوفمبر عندما لعب اللاعبون الجزائريون وهم مصابون كحليش ولموشية وغيرهم كانو يجرون والدم يقطر منهم وآثار الإصابة بادية عليهم، في ذلك اليوم نحن كنا في مدينة تبسة كانت مجموعة كبيرة من الفنانين الجزائريين في مهرجان الأيام السينمائية، اتخذنا قرارا حاسما، كنت أنا والأستاذ محمد اعجايمي والفنانة نوال زعتر والفنانة عايدة والفنان مصطفى عياد ومجموعة كبيرة من الفنانين، وإذا كانو هم اتخذوا قرارا بعد 18من الشهر نحن اتخذناه في ال14 من الشهر، قلنا من اليوم فصاعدا إذاكان فيه تكريم للمصريين نحن ننسحب من المهرجان، وإذا كان فيه تكريم للفنانين المصريين من طرف الجزائريين نقوم بإضراب عن الطعام احتجاجا على ذلك ولكن نحن مثلكم في قطاع الإعلام أو مثل الجزائريين في أي قطاع عندما يقولون كلاما لايذهب في مهب الرياح، فقد اتخذنا هذا القرار في بهو الفندق في تبسة وجميع الناس يسمعون ذلك، ونحن عندما اتخذنا قرارا اتخذناه بيننا وبين أنفسنا لأنهم أهانو أبناءنا وضربوهم عندما كانوا أمانة بين أيديهم، قابلناهم بالورود وقابلونا بالحجارة، فأنا من الآن حية أو ميتة حتى ولوبعد 20 سنة أقولها من الآن لن أسامح المصريين إلا إذا قدموا الاعتذار وطلبوا منا أن نعفو ونصفح عنهم، ولابد على كل الذين أهانوا الشعب الجزائري أن يقدموا اعتذارهم لأنني لا أستطيع أن أطلب منهم أن يعيدو الهدايا والتكريمات التي أخذوها لأني أدرك تماما أنهم لايستطيعون أن يعيدوا تلكم الأموال ولو عملوا لمدة 20 سنة فما فوق. * هل من كلمة أخيرة للجمهور الخنشلي والقراء؟ -- والله كنت أود أن أقول كلمة يوم الافتتاح أشكر كل مسؤولي ولاية خنشلة وعلى رأسهم والي الولاية وعمال دار الثقافة ومسؤوليها الذين عملوا على قدم وساق من أجل إنجاح هذا المهرجان منذ بدايته إلى يومنا هذا، أقول لهم بارك الله فيكم ولهم مني كل الكلام الطيب وكل الابتسامة وكل الخير لأنهم عملوا تقريبا بدون مقابل والصحافة التي كانت في المستوى ما شاء الله يقترب مني بكل تواضع وبكل حياء. * هذه مجاملة...... -لا أنا لا أعرف المجاملة يا أخي لأن عيبي الوحيد هي الصراحة، فأنا أخاف من الواحد الأحد ولا أخاف من أحد، ثقافتكم وأدبكم واحترامكم لهذه المهنة جعلني أقول إنه سوف يكون للجزائر غد أفضل وجعلني أقول إنني لا أندم على الماضي أبدا، أتمنى لكم كل التوفيق ولطاقمكم ولكل الصحفيين.