(مصروف الجيب) أصبح إدمانا لدى بعض الأطفال ابتداء من سن ست سنوات وإلى غاية إحدى عشرة سنة، وأضحى عبئا حقيقيا لا تستطيع بعض الأسر توفيره، ومن الأطفال من راحوا إلى الأعمال الشاقة كالحمالة بغية توفيره أو حتى السرقة، واختار البعض الآخر طريق التسول لاقتناء ما تشتهيه أنفسهم من حلويات ومكسرات وغيرها من الكماليات التي لم تبخل المحلات والطاولات على توفيرها· وبالفعل ذلك ما بتنا نتصادف به على مستوى الطرقات وعادة ما تكون تلك الأمور الحاصلة بعيدا عن أعين الأولياء بحيث نصطدم ببنات وذكور صغار وهم يتنقلون في أحسن هيئة لا تفسر حاجتهم أو عوزهم ومع ذلك يركضون من ورائك ويمسكونك للفت انتباهك ويطلبون منك أن تزودهم ب10 أو 20 دينارا فيستغرب المرء منا خاصة وأن هيئتهم لا توحي أبدا بعوزهم أو فقرهم بل بانتمائهم إلى أسر محترمة تجهل ما يقوم به فلذات أكبادها في الطرقات والأسواق وأمام المحلات· وقد انتشرت الظاهرة بكثرة في الآونة الأخيرة خاصة مع محدودية دخل بعض الأسر التي لم تعد تقوى على توفير كل متطلبات الطفل من حيث المأكل أو المشرب أو الملبس بل تتناساه في تزويده من وقت لآخر بمصروف الجيب كما تفعله أسر أخرى مما يؤدي إلى إحساس الطفل بالنقص نوعا ما، وهو الأمر الذي يدفعه إلى انتهاج كل السبل من أجل توفير تلك العائدات البسيطة ومن الأطفال من اتجه إلى (الحمالة) وآخرون إلى السرقة، فيما اختارت الفئة الثالثة احتراف التسول كظاهرة انتشرت في مجتمعنا وأسهل طريق للحصول على عائدات· اقتربنا من بعض النسوة لرصد آرائهن فكانت أرائهن متباينة حتى أن هناك من اتهمن الأسرة في ذلك كونها تمنع عن الطفل أغلب الحاجيات وتتناساه وتغض الطرف عنه في بعض الأحيان، السيدة غنية قالت إنها تسعى بكل ما في وسعها على الرغم من حالتهم المادية المتوسطة إلى توفير كل الأشياء لأبنائها لكي لا ينتهجون تلك السبل وتتوخى تلك الأمور الخطيرة بضمان أغلب الأشياء التي يطلبونها لا من حيث المأكل ولا المشرب وكذلك الملبس، كما أكدت الظاهرة وقالت إنه في مرة تصادفت بإحدى الفتيات التي لا تتجاوز ثماني سنوات وهي تحوم بين المواطنين في سوق ساحة الشهداء وكانت تطلب منهم تزويدها ب20 دينارا والغريب أنها كانت في أحسن حالة ولا توحي هيئتها البتة من أنها محتاجة فراحت إحدى الفتيات تناولها 15 دينارا وما إن أكملت الفتاة خطواتها حتى راحت الطفلة تركض إلى إحدى طاولات بيع الفول السوداني واقتنت ثلاثة أكياس من الفول السوداني المحمص مما يدل أن غاية الطفلة هي التزود ببعض الكماليات التي تعزف الأسرة على توفيرها لها، وختمت بالقول إن الأسرة هي المتهمة في الأول لانعدام رقابتها وفي الشق الثاني في عدم توفير بعض الأشياء للطفلة والتي وجدت البديل في التسول لتمكينها من الوصول إلى غاياتها وإلى كافة الأشياء التي تشتهيها نفسها· كما أن تلك النتائج هي من المساوئ التي تلحق بمصروف الجيب، فلربما هؤلاء الأطفال الذين ألفوه دوما سوف ينتهجون تلك الطرق والحلول السيئة بغية الوصول إليه بحيث يستنزفه الطفل في شراء بعض الكماليات كالحلويات والمكسرات مما أدى ببعض الأطفال إلى التسول أو حتى اصطفافهم أمام المخابز والمحلات وطلبهم من الزبائن اقتناء بعض الأشياء الكمالية·